1. الرجال من المريخ والنساء من الزهرة


1.     الرجال من المريخ والنساء من الزهرة
2.     السيد الخبير ولجنة تحسين البيت
3.     يذهب الرجال الى كهوفهم وتتحدث النساء
4.     كيف تحفز الجنس الآخر
5.     التحدث بلغات مختلفة
6.     الرجال مثل الأحزمة المطاطية
7.     النساء مثل الأمواج
8.     استكشاف حاجاتنا العاطفية المختلفة
9.     كيف تتجنب المجادلات
10.                        إحراز النقاط مع الجنس الآخر
11.                        كيف تنقل مشاعر صعبة
12.                        كيف تطلب الدعم وكيف تحصل عليه
13.                        الإبقاء على سحر الحب حيا

مقدمة
بعد أسبوع من ولادة ابنتنا ، كنت أنا وزوجتي منهكين تماما .. ظلت ابنتنا توقظنا كل ليلة ، كانت زوجتي قد اجريت لها عملية لتسهيل خروج الجنين ، وكانت تتناول مسكنات للألم كانت تستطيع المشي بصعوبة بالغة . وبعد خمسة أيام من البقاء في البيت للمساعدة ، عدت إلى العمل . كانت حالتها على ما يبدو تتحسن .
وبينما كنت خارج المنزل نفذت مسكنات الألم . وبدلا من أن تطلبني في المكتب ، طلبت من أحد اخوتي ، والذي كان في زيارة لنا ، أن يشتري مسكنات إضافية . لكن أخي لم يعد بالدواء . وبالتالي ، قضت يومها في ألم ، تعتني بالمولودة الجديدة .
لم يكن لدي أي فكرة عن أن يومها كان سيئا للغاية . وعندما عدت إلى البيت كانت متضايقة جدا . وقد أسأت تفسير ضيقها وظننت انها تلومني .
قالت "كنت أعاني من الألم طول اليوم لقد نفذ الدواء وبقيت في الفراش بلا حيلة ولا أحد يهتم !" .
قلت مدافعا " لماذا لم تتصلي بي ؟" .
قالت ، "لقد طلبت من أخيك لكنه نسي ! لقد انتظرت أن يعود طول اليوم . ماالذي كان يفترض أن أفعله ! إنني لا أكاد أمشي . إنني أشعر بضيق شديد " .
وعند هذه النقطة انفجرت . لقد كانت أعصابي متوترة ذلك اليوم . كنت غاضبا لأنها لم تتصل بي ، كنت حانقا لأنها كانت تلومني بينما لم يكن لدي أي فكرة عن أنها كانت تتألم . وبعد تبادل الكلمات القاسية ، اتجهت الى الباب . لقد كنت متعبا ومتوترا ، وقد سمعت ما يكفي . كنا كلانا قد بلغنا أقصى ما نستطيع .
ثم بدأ شيء ما يحدث سيؤدي الى تغيير حياتي .
قالت زوجتي "توقف ، من فضلك لا تخرج . إنني بأمس الحاجة إليك . إنني أعاني من الألم ولم أنم منذ أيام . أسمعني من فضلك" .
قالت "أنت صديق مخلص في أوقات الرخاء فقط . ما دمت أنا الحلوة اللطيفة فإنني أجدك حولي ، وبمجرد أني لست كذلك فإنك تمشي خارجا من هذا الباب" .
ثم توقفت ، وامتلأت عيناها بالدموع . ثم تغيرت نبرة صوتها وقالت ، "إنني أتألم في هذه اللحظة . إنه ليس لدي ما أعطيه ، وهذا هو الوقت الذي أكون في أمس الحوجة إليك . تعال من فضلك إلى هنا واحضني . ليس عليك أن تقول شيء . إنني فقط أحتاج أن أشعر بذراعيك حولي . من فضلك لا تذهب" .
تقدمت نحوهاه واحتضنتها بهدوء ، بكت بحرارة بين ذراعي . وبعد دقائق معدودة شكرتني لعدم مغادرة المنزل ، واخبرتني أنها كانت بحاجة لأن تشعر بي وأنا أحتضنها .
في تلك اللحظة بدأت أدرك معنى الحب ، الحب بغير شروط أو حدود . لقد كنت دائما أظن نفسي شخصا محبا ، لكنها كانت محقة . لقد كنت صديقا مخلصا في أوقات الرخاء فقط . بادلتها الحب حينما كانت سعيدة وطيبة . ولكن عندما كانت غير سعيدة ومتضايقة أشعر بأنني ملام وأتشاجر ثم أنأى بنفسي .
في ذلك اليوم ، وللمرة الأولى ، لمن أتركها وحدها . لقد بقيت وشعرت بغبطة . لقد نجحت في العطاء حينما كانت بحق في حاجة إلى . بدا لي ذلك الشعور كحب حقيقي .. العناية بشخص آخر .. الثقة في حبنا .. أن أكون هناك في ساعة احتياجها .. لقد تعجبت كم كان سهلا على أن أقدم لها الدعم حينما بصرت بالأسلوب .
كيف غاب عني هذا ؟ لقد كانت فقط بحاجة إلى أن أمشي نحوها وأحتضنها . ربما تعلم امرأة أخرى بفطرتها ما الذي كانت زوجتي تحتاج اليه ، ولكني كرجل ، لم أكن أعلم أن اللمس والاحتضان والإنصات مهم إلى تلك الدرجة بالنسبة لها . ومع إداركي لهذه الفوارق بدأت أتعلم أسلوبا جديدا في الاتصال مع زوجتي . لم أكن أظن أننا نستطيع حل خلافاتنا بهذه السهولة .
لقد كنت في علاقاتي السابقة غير مكترث وغير محب في أوقات الشدة ، لأنني ببساطة لم أكن أعلم ماذا أقعل بخلاف ذلك . وكنتيجة لذلك كان زواجي الأول مؤلما وصعبا للغاية . لقد أشعرتني تلك الحادثة مع زوجتي كيف أغير هذا الأسلوب .
لقد دفعتني لسبع سنوات من البحث للمساعدة في تطوير وتنقيح الفهم عن الرجل والمرأة ، وبالمعرفة بطرق عملية ومحددة كيف أن الرجال والنساء مختلفون ، بدأت أدرك فجأة أنه لم يكن من الضرورة أن يكون زواجي صراعا كما كان ، وبهذا الإدارك المختلف للفروق بيننا كنت أنا و زوجتي قادرين على أن نحسن علاقتنا بشكل مذهل وأن يستمتع كل منا بالآخر أكثر .
وبإدراكنا واستكشافنا المستمر للفوارق بيننا اكتشفنا طرقا جديدة لتحسين علاقاتنا . لقد تعلمنا عن علاقتاتنا بطرق لم يكن آباؤنا يعرفونها قط وبالتالي لم يكونوا قادرين على تعليمنا إياها ، وبعدما بدأت أشرك في هذه البصائر عملائي المسترشدين ، أصبحت علاقاتهم أيضا أكثر غنى . وبكل موضوعية لقد لاحظ الآلاف ممن كانوا يحضرون ندواتي في الاجازات الاسبوعية ان علاقاتهم تبدلت بين يوم وليلة .
وبعد مرور سبع سنوات لا يزال افراد وازواج يتحدثون عن فوائد جمة ، لقد تلقيت صورا عن ازواج سعداء واطفالهم مع رسائل شكر لي لانقاذي حياتهم الزوجية وعلى الرغم من ان حبهم انقذ حياتهم الزوجية إلا انه كان بالإمكان أن ينفصلوا لو لم يكتسبوا فهما أعمق بالجنس الآخر .

الفصل الأول
الرجال من المريخ ، النساء من الزهرة
تخيل ان الرجال من المريخ والنساء من الزهرة وفي احد الايام منذ زمن بعيد بينما كان اهلي المريخ ينظرون من خلال مناظيرهم المقربة اكتشفوا اهل الزهرة وبلمحة خاطفة ايقظ اهل الزهرة مشاعر لم يكن لاهل المريخ به عهد لقد وقعوا في الحب واخترعوا بسرعة سفنا فضائية وطاروا الى الزهرة .
فتح اهل الزهرة ازرعتهم ورحبوا باهل المريخ كانوا بفطرتهم يعرفون ان هذا اليوم سيأتي ، وتفتحت قلوبهم على مصراعيها لحب لم يشعروا به قط من قبل . لقد كان الحب بين اهل المريخ واهل الزهرة سحريا لقد كانوا مسرورين للغاية لوجودهم مع بعض وعلى الرغم من أنهم من عوالم مختلفة فقد وجدوا متعة بالغة في اختلافاتهم . لقد قضوا شهورا يتعلمون عن بعضهم ، ويستكشفون حاجاتهم المختلفة ، وتفضيلاتهم وأنماطهم السلوكية ويقدرونها حق قدرها وعاشوا سنوات من بعضهم في حب وانسجام .
ثم بعد ذلك قرروا أن يسافروا الى الارض ، كان كل شيء مدهشا وجميلا ولكن تأثير جو الارض غلب عليهم ، وفي صباح احد الايام استيقظوا وكل واحد منهم يعاني من نوع معين من فقدان الذاكرة ، فقدان ذاكرة اختياري .
نسي كل من أهل المريخ وأهل الزهرة أنهم كانوا من كواكب مختلفة وأنه يفترض أن يكونوا مختلفين ، وفي صباح أحد الايام كان كل شيء تعلموه عن اختلافاتهم قد محي من ذاكرتهم . ومنذ ذلك اليوم كان الرجال والنساء على خلاف .
تذكر اختلافاتنا
وبغير الوعي بأننا من المفترض أن نكون مختلفين ، سيكون الرجال والنساء على خلاف مع بعضهم البعض ، فنحن في العادة نصبح غضبانين أو محبطين مع الجنس الآخر لأننا ننسى هذه الحقيقة المهمة ، اننا نتوقع ان يكون الجنس الآخر شبهنا تقريبا ونرغب منهم ان "يريدوا ما نريد" وأن "يشعروا كما نشعر" .
فنحن نفترض مخطئين أنه اذا كان آباؤنا يحبوننا فسيكون رد فعلهم وتصرفهم بأسلوب معين – أسلوب رد فعلنا وتصرفنا إذا كنا نحب شخصا ما – وهذا الموقف يهيئنا لخيبة الأمل مرة تلو الأخرى ويحرمنا من استغلال الوقت الضروري للتواصل بحب عن اختلافاتنا .
والرجال يتوقعون خطأ أن تفكر النساء وتتواصل وتستجيب بالأسلوب الذي يتبعه الرجال ، والنساء يتوقعن أن يشعر الرجال ويتواصلون ويستجيبون بالأسلوب الذي تتبعه النساء . لقد نسينا أنه يفترض أن يكون الرجال والنساء مختلفين . ونتيجة لذلك تكون علاقاتنا مليئة باحتكاكات وصراعات غير ضرورية .
ومن الواضح إن واحترام هذه الاختلافات يؤدي الى تناقص الارتباك حين تتعامل مع الجنس الاخر بدرجة مذهلة ، وحينما تتذكر ان الرجال من المريخ والنساء من الزهرة فكل شيء يمكن فهمه .
لمحة عن اختلافاتنا
سنكتشف كيف ان قيم الرجال والنساء مختلفة بطبيعتها ونحاول ان نفهم اعظم خطأين نرتكبهما عند التواصل مع الجنس الآخر : الرجال يقدمون خطأ حلولاً ويبرهنون على مشاعر بينما النساء يقدمن نصحاً وتوجيهاً دون طلب مسبق . وعن طريق فهم خلفيتنا المريخية/الزهرية يصبح واضحا لماذا يرتكب الرجال والنساء دون علم هذه الأخطاء . وبتذكر هذه الاختلافات نستطيع أن نصحح أخطاءنا ونستجيب لبعضنا مباشرة بطرق أكثر إنتاجية .
بينما يميل أهل المريخ الى الانسحاب والتفكير بصمت فيما يضايقهم ، تشعر الزهريات بحاجة فطرية للتحدث عما يضايقهن .
سنستكشف كيف نرفع دافعية الجنس الآخر : ترتفع دافعية الرجال عندما يشعرون أنهم مرغوبون وترتفع دافعية النساء عندما يشعرن أنهن عزيزات .
سنكتشف كيف نتغلب على أعظم تحدياتنا : يحتاج الرجال الى ان يتغلبوا على مقاومتهم لبذل الحب بينما يجب أن تتغلب النساء على مقاومتهن لتقبله .
كيف يسيء الرجال والنساء عادة فهم بعضهم البعض .. كيف يتكلمون ويتوقفون عن الكلام لأسباب مختلفة كلياً .
حاجات الحب المختلفة .. الانسحاب .. أفضل الاوقات للأحاديث الدافئة ..مواقف الحب عند المرأة عندما تثور وتسكن .. تأويل المشاعر .. متى يكون الرجال مرغوبون بشدة وكيف يكونون تدعيميين بمهارة .. كيف نتفادى المجادلات المؤلمة .. ارسال الإشارات الاستهجان بدلاً من الموافقة ..إشعال دفاعات الرجل .. تأسيس تواصل تدعيمي .. الهدايا .. طرق التواصل في الاوقات الصعبة .. اخفاء المشاعر .. طلب التشجيع والتأييد .. الفصول الأربعة للحب .
النية الحسنة لا تكفي
إن الوقوع في الحب شيء سحري دائماً تشعر كأنه أبدي وكأن الحب سيدوم للأبد . إننا نعتقد بسذاجة أننا مستثنون من المشكلات التي واجهها آباؤنا وأمهاتنا ، ولا يوجد لدينا احتمال بأن الحب قد يموت ، ومطمئنون الى انه وجد ليبقى وانه مقدر لنا ان نعيش سعداء الى الابد .
ولكن السحر يتقهقر وتكون الغلبة للحياة اليومية .
ومع أفضل وأعظم نوايا الحب يظل الحب يموت ، بطريقة ما تتسلل المشكلات ، يتراكم الاستياء ، تتعطل الاتصالات ، وتزداد عدم الثقة ، وينتج الجفاء والكبت ، ويضيع سحر الحب .
نسأل أنفسنا :
كيف حدث هذا ؟
لماذا حدث هذا ؟
لماذا يحدث لنا هذا ؟
وللإجابة على هذه الأسئلة طورت أعظم عقولنا نماذج فلسفية ونفسية رائعة ومعقدة . ومع هذا تعود الأنماط القديمة ، ويموت الحب ، يحدث هذا تقريبا لكل الناس .
ملايين الافراد يبحثون كل يوم عن شريك لمعايشة ذلك الشعور الجذاب المتميز ، والملايين من الازواج يرتبطون كل سنة بالحب وبعد ذلك ينفصلون بشكل مؤلم لأنهم فقدوا ذلك الشعور الجذاب ، ومن بين أولئك الذين تمكنوا من الابقاء على الحب يبقى 50 % أخرى منهم غير مشبعين لكنهم يبقون مع بعضهم نتيجة للولاء والالتزام أو نتيجة الخوف من البدء من جديد .
القليل جدا من الناس ، حقا ، قادرون على أن يكبروا في حب ومع ذلك فهو يحدث حقا . عندما يكون الرجال والنساء قادرين على أن يحترموا ويقبلوا اختلافاتهم عندئذ تكون الفرصة سانحة ليزهر الحب .

الفصل الثاني
السيد الخبير ولجنة تحسين البيت
أكثر شكوى تعبر عنها النساء من الرجال مفادها أن الرجال لا يستمعون . فاما أن يتجاهلها الرجل كليا عندما تتكلم أو ينصت اليها لثوان معدودة ويقيم مايزعجها ثم يضع بتفاخر قبعة الخبير ويقدم لها حلا ليجعلها تشعر بتحسن ، انه يضطرب عندما لا تقدر ايماءة الحب هذه حق قدرها ، ومهما كررت اخباره بأنه لا ينصت فإنه لا يستوعب ذلك ويستمر في القيام بنفس الفعل  . إنها تريد التعاطف وهو يظن أنها تريد حلولاً .
وأكثر شكوى يعبر عنها الرجال من النساء هي أن النساء يحاولن دائما أن يغيرونهم .
عندما تحب امراءة رجلا تشعر أنها مسئولة عن معاونته ليتطور وتحاول مساعدته لتحسين طريقة عمله للأشياء ، فهي تقوم بتشكيل لجنة تحسين البيت ويصبح شغلها الشاغل ومهما قاوم مساعدتها فإنها تصبر منتظرة أي فرصة لمساعدته أو لإخباره ماذا يفعل . انها تعتقد انها تنميه ، بينما يشعر هو أنه متحكم فيه ، ويريد بدلاً من ذلك أن تتقبله .
 
هذان النوعان من المشكلات يمكن في النهاية أن يحلا بدء بفهم لماذا يقدم الرجال حلولاً وتبحث النساء عن إدخال تحسينات .
دعونا نتظاهر بالعودة الى الوراء في الزمن ، بحيث نستطيع ملاحظة الحياة فوق سطح المريخ والزهرة ، قبل ان يكتشف أهل الكوكبين بعضهما أو المجيء إلى الارض ، أن نحصل على استبصارات عن الرجال والنساء .
.
الحياة على سطح المريخ
يمجد أهل المريخ القوة ، والكفاءة ، والفاعلية والانجاز . انهم يعملون اشياء ليبرهنوا عن انفسهم ويطوروا قدرتهم على تحقيق نتائج . إنهم يشعرون بالإشباع عن طريق النجاح والإنجاز بصورة رئيسية .
إن مفهوم الذات لدى الرجال يحدد عن طريق قدرته على تحقيق نتائج
كل شيء على المريخ يعتبر انعكاسا لهذه القيم حتى ملابسهم صممت لتعكس مهاراتهم ومقدرتهم ، رجال الشرطة والجنود ورجال الأعمال والعلماء وسائقو سيارات الاجرة والفنيون والطباخون كلهم يلبسون بدلات أو على الأقل قبعات لتعكس مقدرتهم وقوتهم .
انهم لا يقرأون مجلات مثل علم النفس اليوم ، الذات ، او الناس . انهم مشغولون بالأنشطة الخارجية مثل صيد السمك ، سباق السيارات ، انهم مهتمون بالاخبار والطقس والرياضة ولا يعيرون أي اهتمام لروايات العشق وكتب المساعدة الذاتية .
انهم يهتمون "بالمدركات الحسية" و"الأشياء" بدلا من الناس والمشاعر ، حتى في الوقت الراهن على الأرض .
بينما تحلم النساء بالحب يحلم الرجال بالسيارات الفارهة والكمبيوترات الأكثر سرعة والآلات والتكنولوجيا الحديثة الأكثر قوة . الرجال مشغولون "بالأشياء" التي تمكنهم من التعبير عن القوة عن طريق صناعة النتائج وتحقيق أهدافهم .
تحقيق الأهداف مهم جدا بالنسبة للمريخي لأنه وسيلته للبرهنة على مقدرته وبالتالي للشعور بالرضى عن نفسه ، وبالنسبة له يجب ان يحقق تلك الاهداف بنفسه لكي يشعر بالرضا عن نفسه . ولا يستطيع شخص آخر أن يحققها له . أن اهل المريخ يفتخرون بعمل الاشياء بأنفسهم ، فالاستقلال رمز الفاعلية والقوة والمقدرة .
وفهم هذه الصفة المريخية يمكن ان يساعد النساء على ادراك لماذا يقاوم الرجال بشدة محاولة التصحيح أو إخبارهم ماذا يفعلون . أن تقدم للرجل نصيحة دون التماس يعني أن تفترض أنه لا يعرف ماذا يفعل أو أنه لا يستطيع القيام به بنفسه . والرجال حساسون لهذا الأمر ، لأن مسألة المقدرة مهمة جداً بالنسبة لهم .
ولأنه يعالج مشكلاته بنفسه نادرا ما يتحدث أحد أهل المريخ عن مشكلاته إلا إذا احتاج إلى نصيحة خبير ويعلل ذلك قائلاً " "لماذا أشرك شخصا أخر بينما أنا قادر على القيام بنفسي؟" انه يحتفظ بمشكلاته لنفسه الا اذا كان يحتاج الى مساعدة شخص آخر للوصول الى حل . فطلب المعونة وأنت قادر على القيام بنفسك تفهم على أنها علامة ضعف .
ولكن اذا كان حقا يحتاج الى المساعدة فالحصول عليها دلالة الحكمة . وفي هذه الحالة سيجد شخصا يحترمه ليتحدث اليه عن مشكلته . والحديث عن مشكلة على سطح المريخ يعتبر دعوة للنصح ويشعر الفرد الآخر من أهل المريخ بالتبجيل بهذه المناسبة . وبصورة آلية يضع قبعة الخبير ويستمع برهة من الزمن ثم يقدم درراً من النصح .
هذا العرف عند أهل المريخ هو أحد الأسباب التي تدعو الرجل بالفطرة الى تقديم حلول عندما تتحدث المرأة عن مشكلات ، وعندما تبوح المرأة بمشاعر ضيق أو تفكر في مشكلاتها اليومية بصوت مرتفع . يفترض الرجل خطأ أنها تبحث عن شيء من نصح خبير ويقوم بوضع قبعة الخبير ويبدأ بإسداء النصائح . هذا هو أسلوبه في إظهار حبه ومحاولته المساعدة . إنه يريد مساعدتها لتشعر بتحسن عن طريق حل مشكلاتها ، انه يريد أن يكون ذا نفع بالنسبة لها ، انه يشعر بأنه سيقدر حق قدره وبالتالي يكون مستحقا لحبها عندما تستعمل مقدراته لحل مشكلاتها .
لكن ، بمجرد أن يقدم حلاً وتستمر هي في ضيقها ، يصبح استماعه أكثر صعوبة لأن حله قد رفض ويشعر باضطراد بأنه غير ذا نفع .
إنه ليس لدية فكرة عن أنه باستماعه بتعاطف واهتمام فقط يمكنه ان يكون تدعيمياً . إنه لا يعلم أن الحديث عن المشكلات فوق سطح الزهرة لا يعني دعوة الى تقديم حل .
الحياة على سطح الزهرة
للزهريات قيم مختلفة ، انهن يقدرن الحب والاتصال والجمال والعلاقات ، انهن يقضين وقتا طويلا في مساندة ومساعدة ورعاية بعضهم بعضا ، ان فكرتهم عن انفسهن تحدد عن طريق مشاعرهم ونوعية علاقاتهن . إنهن يشعرن بالاشباع بالمشاركة والتواصل
إن فكرة المرأة عن نفسها تحدد عن طريق مشاعرها ونوعية علاقاتها .
كل شيء على سطح الزهرة يعكس هذه القيم فبدلاً من بناء الطرق السريعة والبنايات الشاهقة تهتم الزهريات أكثر بالعيش مع بعضهم في انسجام واجتماع ويحببن التعاون . فالعلاقات أكثر أهمية من العمل والتكنولوجيا وفي معظم النواحي فإن عالمهن عكس عالم المريخ .
إنهن لا يلبسن بدلات مثل أهل المريخ (لإظهار مقدرتهن) على العكس من ذلك ، إنهن يستمتعن بلبس ملبس مختلف كل يوم وفقا لكيفية مشاعرهن والتعبير عن الذات خاصة عن مشاعرهن ، مهم جدا . وربما يغيرن ملابسهن عدة مرات في اليوم كلما تغير مزاجهن .
الاتصال ذو أهمية بالغة ، والبوح بمشاعرهن أهم من تحقيق الأهداف والنجاح ، والحديث مع بعضهن يعتبر مصدراً هائلا للاشباع .
هذا الامر يستعصي على الرجل فهمه . انه يستطيع الاقتراب من فهم تجربة المرأة في البوح والتواصل بمقارنته بالرضا الذي يشعر به عندما يربح سباقاً أو يحقق هدفاً أو يحل مشكلة .
وبدلاً من كون وجهتهم نحو الهدف ، تكون وجهة النساء نحو العلاقات ، انهن مهتمات بالتعبير عن طيبتهن وحبهن ورعايتهن .
يذهب اثنان من أهل المريخ للغداء ليناقشا مشروعا او مسألة عمل أو لديهما مشكلة يحلانها بالاضافة لذلك ينظر أهل المريخ  للذهاب الى مطعم كطريقة فعالة لمباشرة الطعام : لا تسوق لا طبخ ولا غسل صحون .
أما بالنسبة للزهريات فالذهاب لغداء يعتبر فرصة لتنمية علاقة أو من أجل بذل وتقبل المساندة من صديقة ، وحديث النساء في المطعم يمكن أن يكون صريحا جدا مفعما بالمودة يشبه تقريبا الحوار الذي يجري بين معالج ومسترشد .
كل فرد على سطح الزهرة يدرس علم النفس ولديه على الأقل درجة ماجستير في الارشاد النفسي . إنهن يستغرقن جداً في النمو الذاتي ، والروحانية وأي شيء يمكن أن يمد بالحياة والشفاء والنمو ، سطح الزهرة مغطى بالمتنزهات والحدائق القطرية ومراكز التسوق والمطاعم .
الزهريات عفويات جداً ، لقد طورن هذه القدرة عبر قرون من استباق حاجات الآخرين ، انهن يتفاخرن بمراعاة حاجات الآخرين ومشاعرهم . ومن دلائل الحب العظيم ان تقدم مساعدة او عوناً لزهرية أخرى دون أن يطلب منها ذلك .
ولأن اثبات مقدرة الشخص ليس ذا أهمية بالنسبة للزهرية فتقديم المساعدة ليس تهجما واحتياج المساعدة ليس علامة ضعف ولكن الرجل يمكن ان يشعر بالضيق لأنه حين تقدم له المرأة النصح لا يشعر هو بأنها يثق في قدرته على القيام بذلك بنفسه .
والمرأة ليس لديه أي تصور عن حساسية الرجل هذه لأنه بالنسبة لها مفخرة إذا تقدم أحد لمساعدتها . إن ذلك يؤدي الى شعورها بأنها محبوبة ومعززة . ولكن تقديم المساعدة لرجل يجعله يشعر بالعجز والضعف وربما عدم الحب .
إن تقديم النصح والاقتراحات دليل على الاهتمام على سطح الزهرة والزهريات يؤمن بعمق بأن الأمر إذا كان يسير بصورة حسنة فبالإمكان دائما أن يكون سيره أفضل . إن من طبيعتهن أن يرغبن في تحسين الأشياء وعندما يكن مهتمات بشخص ما فإنهن يشرن دون تحفظ إلى ما يمكن تحسينه ويقترحن الطريقة للقيام بذلك  .
المريخ مختلف جداً . أهل المريخ لديهم توجه للحل ، اذا كان هناك شيء ما يعمل فشعارهم لا تغيره ، إن من طبيعتهم أن يدعوه وشأنه اذا كان يعمل " لا تقم بإصلاحه إلا إذا كان قد تعطل " تعبير شائع هناك .
وعندما تحاول إمرأة تحسين رجل ، فإنه يشعر بأنها تحاول إصلاحه .
إنه يستقبل رسالة مفادها أنه قد تعطل .
إنها لا تدرك أن محاولات العناية به يمكن أن تهينه .
إنها تعتقد خطأ أنها تساعده على النمو فقط .
 
كفي عن إسداء النصح
دون عذا التبصر في طبيعة الرجل فإن من السهل جدا على المرأة دون علم أو قصد أن تنتهك وتجرح مشاعر الرجل الذي تكن له أكبر الحب .
على سبيل المثال كان توم وماري ذاهبان الى حفلة وكان توم يقود السيارة وبعد نحو عشرين دقيقة من الدوران في نفس المنطقة كان واضحا لماري أن توم قد تاه واقترحت في النهاية ان يتصل طلبا للمساعدة ، أصبح توم ساكتا جدا ، لقد وصلوا اخيرا الى الحفلة ولكن منذ تلك اللحظة استمر التوتر طوال المساء ، لم يكن لدى ماري أي فكرة لماذا كان متضايقا جدا .
من ناحيتها كانت تقول : "أنا أحبك وأهتم بك ، لذا فأنا أقدم هذه المساعدة " .
أما من ناحيته فهو يشعر أنه مجروج والذي سمعه كان "لا أثق بأنك ستوصلنا إلى هناك ، أنت عاجز" .
دون أن تعرف عن الحياة على سطح المريخ لم تكن ماري قادرة على تقدير مدى أهمية تحقيق توم هدفه دون مساعدة ، وتقديم المساعدة كان أقصى إهانة ، وكما استكشفنا لا يقدم أهل المريخ نصيحة إلا إذا طلب منهم ذلك . وطريقة تبجيل شخص آخر من المريخ أن تفترض دائما أنه يستطيع حل مشكلته ، إلا إذا طلب العون .
لم يكن لدى ماري أي فكرة عندما أصبح توم تائها وأخذ يدور حول نفس المنطقة أنها كانت مناسبة خاصة لتشعره بالحب والتأييد . لقد كان في تلك اللحظة شديد التأثر ويحتاج إلى مزيد من الحب ، وإحترامه بعدم بذل النصح له كان يمكن أن يكون هدية توازي شراءه لها باقة جميلة من الزهور أو كتابة بطاقة حب لها .
وبعد أن عرفت عن أهل المريخ وأهل الزهرة ، تعلمت ماري كيف تدعم توم في مثل تلك الأوقات الحرجة . وفي المرة التالية عندما تاه توم ، بدلا من تقديم "العون" احجمت عن تقديم أي نصيحة ، وأخذت نفساً عميقا ، وقدرت في قلبها ما يحاول توم القيام به من أجلها وكان توم عظيم الامتنان لها لتقبلها الحار وثقتها .
عموماً حينما تقدم امرأة نصيحة دون أن يطلب منها ذلك أو تحاول "مساعدة" رجل فإنها لا تدري كم تبدو له انتقادية وغير ودودة وعلى الرغم من نيتها هي التعبير له عن الحب إلا أن اقتراحها يضايقه ويجرجه ورد فعله يمكن أن يكون عنيفاً خاصة اذا كان ينتقد في طفولته أو مر بخبرة كان فيها أباه يتعرض للنقد من أمه .
من المهم جداً لكثير من الرجال أن يثبتوا أنهم قادرون على الوصول إلى هدفهم حتى ولو كان شيئا صغيرا كالوصول الى مطعم أو حفلة . ومن العجب أنه ربما كان أكثر حساسية في الأشياء الصغيرة منه في الكبيرة وتكون مشاعره هكذا "إذا لم أكن جديراً بالثقة في القيام بالأشياء الصغيرة مثل الوصول إلى حفلة ، فكيف يمكن أن تثق بي في القيام بأشياء أكبر؟" والرجال مثل أسلافهم من أهل المريخ ، يتفاخرون بكونهم خبراء ، خاصة حينما يقتضي الأمر إصلاح أشياء آلية أو الوصول إلى أماكن ، أو حل مشكلات . هذه هي الأوقات التي تشتد فيها حاجته إلى أن تتقبله بحب لا إلى نصائحها أو انتقاداتها .
تعلم الانصات
وبطريقة مماثلة اذا كان الرجل لا يفهم ان المرأة مختلفة ، فيمكن ان يجعل الامور تسوء عندما يحاول المساعدة ، يحتاج الرجال الى ان يتذكروا ان النساء يتحدثن عن المشكلات ليصبحن أكثر قرباً وليس للحصول على حلول .
في كثير من الأحيان ترغب المرأة فقط في أن تبوح بمشاعرها عن يومها ، وزوجها الذي يظن أنه يساعدها يقاطعها مقدما لها سيلاً من الحلول لمشكلاتها . هو ليس لديه أي فكرة عن عدم رضاها .
على سبيل المثال تعود ماري الى البيت بعد يوم متعب وترغب وتحتاج الى أن تبوح بمشاعرها حول ذلك اليوم .
تقول "هناك الكثير من العمل ولا أجد وقتاً لنفسي" .
يقول توم "يجب أن تتركي تلك الوظيفة ، ليس من الواجب عليك أن تبذلي كل هذا الجهد ، حاولي أن تجدي شيئاً تحبين القيام به" .
تقول ماري "ولكني أحب وظيفتي ، لكنهم يتوقعون مني أن أغير كل شيء في ظرف برهة" .
يقول توم "لا تستمعي اليهم ، اعملي فقط حسب طاقتك" .
تقول ماري " إنني كذلك ، لا أستطيع ان اصدق انني نسيت تماماً أن أتصل بعمتي اليوم" .
يقول توم "لا عليك ستتفهم ذلك" .
تقول ماري "ألا تدرك ما تمر به ؟ إنها تحتاج إلى"
يقول توم "أنت تقلقين كثيراً ، ولهذا انت غير سعيدة للغاية"
تقول ماري بغضب "انني لست دائما غير سعيدة ، ألا تستطيع مجرد الإنصات إلي؟"
يقول توم "انني منصت"
تقول ماري "لماذا حتى أهتم؟"
بعد هذا النقاش كانت ماري محبطة أكثر مما كانت عليه حين وصلت الى المنزل باحثة عن مودة وتعاطف ، وكان توم ايضا محبطاً ولم تكن لديه اي فكرة عن الخطأ الذي حدث ، كان يريد المساعدة ، ولكن وسيلة حل المشكلة لم تفلح .
دون معرفة عن الحياة على سطح الزهرة لم يفهم توم كم كان مهما أن يستمع فقط دون تقديم حلول . إن حلوله زادت الأمر سوء فقط ، كما ترى الزهريات لا يقدمن حلولا ابداً اذا كان شخص ما يتكلم وطريقة تبجيل زهرية أخرى هي أن تستمع بصبر وتعاطف ملتمسا بصدق فهم مشاعر الطرف الآخر .
لم تكن لدى توم أي فكرة عن أن الإنصات لماري بتعاطف وهي تعبر عن مشاعرها سيعود عليه بارتياح عظيم وإشباع . عندما سمع توم عن الزهريات وكم يحتجن الى التحدث تعلم بالتدريج كيف ينصت .
والآن عندما تعود ماري الى المنزل متعبة ومنهكة يكون نقاشهما مختلف تماما ، انهما يبدوان هكذا :
تقول ماري "هناك الكثير من العمل ، ولا اجد وقتا لنفسي"
يأخذ توم نفساً عميقاً ويسترخي عند الزفير ويقول " أوف يبدو أن يوم كان صعباً"
تقول ماري "انهم يتوقعون مني ان اغير كل شيء في ظرف برهة ، انني لا أدري ماذا أفعل"
يتوقف توم قليلا ثم يقول "هممم"
تقول ماري "لقد نسيت حتى أن أتصل بعمتي"
يقول توم وقد التوى حاجبه قليلا "أوه ، لا"
تقول ماريإنها تحتاجني كثيرا الآن ، إنني أشعر بسوء بالغ"
يقول توم "أنت إنسانة لطيفة حقا ، تعالي إلى هنا ، دعيني أضمك"
يضم توم ماري وتسترخي بين ذراعيه بارتياح بالغ ، تقول بعد ذلك "إنني أحب الحديث معك ، أنت تجعلني سعيدة حقاً ، شكراً لإنصاتك ، إنني أشعر بتحسن أكثر"
لم تكن ماري وحدها بل إن توم أيضاً يشعر بتحسن ، لقد كان مندهشاً كم كانت زوجته سعيدة عندما تعلم كيف ينصت ، بهذا الوعي المختلف بالفروق بينهما تعلم توم حكمة الانصات دون تقديم حلول بينما تعلمت ماري حكمة التغاضي والتقبل من غير تقديم نصح أو إنتقاد دون أن يطلب منها ذلك .
الدفاع عن السيد الخبير ولجنة تحسين البيت
بالإشارة الى هذين الخطأين الكبيرين لست أعني أن هناك خللاً في كل شيء بالنسبة للسيد الخبير ولجنة تحسين البيت . هذه صفات إيجابية جداً في أهل المريخ وأهل الزهرة ، والخطأ يكمن في التوقيت والطريقة .
المرأة تقدر السيد الخبير حق قدره ما دام لا يبرز عندما تكون متضايقة ، يحتاج الرجال الى ان يتذكروا انه عندما تكون النساء متضايقات ويتحدثن عن مشكلات فالوقت ليس مناسباً لتقديم حلول . فهي عوضاً عن ذلك بحاجة الى الإنصات إليها . وستشعر تدريجيا بالتحسن بمفردها ، إنها لا تحتاج إلى إصلاح .
والرجل يكون عظيم الامتنان للجنة تحسين البيت ما دامت مطلوبة . تحتاج النساء إلى أن يتذكرن أن النصح أو النقد ، خصوصاً إذا كان قد إرتكب خطأ يجعله يشعر أنه غير محبوب أو أنه محكوم . إنه يحتاج إلى تقبلها أكثر من نصحها ، لكي يتعلم من أخطائه . عندما يشعر الرجل بأن المرأة لا تحاول تحسينه ، فالاحتمال كبير في أنه سيطلب مراجعتها ونصحها .
وفهم هذه الفروق يجعل من السهل علينا أن نحترم حساسية شريكنا وأن نكون أكثر مساندة . وزيادة على ذلك فنحن ندرك أنه عندما يقاومنا شريكنا فيمكن أن يكون ذلك بسبب أننا قد ارتكبنا خطأ في التوقيت أو الطريقة . دعونا نستكشف هذا بتفصيل أكبر .
عندما تقاوم المرأة حلول الرجل
عندما تقاوم المرأة حلول الرجل يشعر أن مقدرته تتعرض للشك ونتيجة لذلك يشعر أنه ليس محلا للثقة ولا يقدر حق قدره ويتوقف عن الاهتمام ورغبته في الإنصات بتدبر تقل .
بتذكر أن النساء من الزهرة يستطيع الرجل في مثل هذه الأوقات أن يفهم لماذا تقاومه ، يمكنه أن يتفكر ويكتشف كيف من المحتمل أنه كان يقدم حلولاً في الوقت الذي كانت بحاجة الى التعاطف والرعاية .
هذه بعض الأمثلة الموجزة للطرق التي يمكن للرجل خطأ أن يبطل فيها المشاعر والأفهام أو يقدم حلولاً غير مرغوبة . حاول أن تعرف لماذا يمكن أن تقاومه :
1.    "لا تهتمي كثيراً" .
2.    "ولكن ليس هذا ما قلته" .
3.    الأمر ليس مهماً للغاية" .
4.    "حسناً ، أنا آسف ، والآن هل نستطيع أن ننسى ذلك" .
5.    "لماذا لا تقومين بذلك فقط" .
6.    "ولكننا فعلاً نتحدث" .
7.    "ما كان ينبغي أن تشعري أنك مجروحة ، ليس هذا ما قصدته" .
8.    "حسناً ، ما الذي تحاولين قوله" .
9.    "ولكن لا ينبغي أن تشعري هكذا" .
10.    "كيف تقولين هذا ، لقد قضيت اليوم كله معك الأسبوع الماضي ، لقد قضينا وقتاً ممتعاً " .
11.    "حسناً ، أنسي الأمر" .
12.    "حسناً ، سأقوم بتنظيف الحديقة الخلفية ، هل يجعلك هذا سعيدة ؟" .
13.    "فهمت ، هذا ما يجب عليك القيام به ، فلا تقومي به إذاً" .
14.    "أنظري ، لا يوجد شيء يمكننا عمله بشأنه" .
15.    "إذا كنت ستتذمرين من القيام به فلا تقومي به إذاً" .
16.    "لماذا تدعين الآخرين يعاملونك بهذه الطريقة ، تناسيهم" .
17.    "إذا كنت غير سعيدة فعندئذ يجب فقط أن نطلب الطلاق" .
18.    "حسناً ، تستطيعين القيام بهذا من الآن فصاعداً" .
19.    "من الآن فصاعداً ، سأتولى أنا الأمر" .
20.    "بالطبع أنا أهتم بك ، هذا سخف" .
21.    "هل يمكن أن تدخلي في الموضوع" .
22.    "كل ما علينا القيام به هو ...." .
23.    "هذا ليس أبداً ما حدث" .
كل عبارة من هذه العبارات إما تبطل أو تحاول أن تشرح مشاعر ضيق أو تقدم حلاً صمم فجأة لتغيير مشاعرها السلبية إلى مشاعر إيجابية . الخطوة الأولى التي يستطيع الرجل القيام بها لتغيير هذا النمط هي ببساطة التوقف عن الإدلاء بالتعليقات الآنفة الذكر (سنستكشف هذا الموضوع أكثر فيما بعد) . لكن التدريب على الانصات دون تقديم أي تعليقات مبطلة أو حلول يعتبر خطوة حاسمة .
وعندما يدرك بوضوح أن توقيته وإرساليته قد رفضت وليس حلوله ، يستطيع الرجل ان يتعامل بشكل أفضل بكثير مع رفض المرأة . فهو لا يأخذ الأمر بحساسية شخصية جداً . وبتعلم الإنصات سيخبر تدريجيا أنها ممتنة له أكثر حتى ولو كانت متضايقة منه في البداية .
عندما يقاوم الرجل لجنة تحسين البيت
عندما يقاوم الرجل مقترحات المرأة تشعر كما لو أنه غير مكترث ، فهي تشعر بأن حاجاتها غير مقدرة ونتيجة لذلك يمكن فهم شعورها فقد المساندة وتتوقف عن الثقة به .
في مثل هذه الأحوال ، بتذكرها أن الرجل من المريخ ، تستطيع المرأة بدلاً من ذلك أن تفهم بدقة لماذا يقاومها ، وتستطيع التفكر واكتشاف كيف أنه من المحتمل أنها كانت تقدم له نصحاً أو نقداً دون طلب ، بدلاً من مجرد البوح بحاجاتها ، أو تقديم معلومات ، أو تقديم التماس .
هنا بعض الأمثلة الموجزة للطرق التي يمكن للمرأة خطأ أن تزعج الرجل بتقديم نصح أو ما يبدو أنه نقد غير ضار . وبينما تستكشفين هذه القائمة تذكري أن هذه الأشياء الصغيرة يمكن أن تتراكم لتخلق جدار من المقاومة والاستياء . في بعض هذه العبارات يكون النصح أو النقد غير واضح . أنظري إذا كنت تستطيعين أن تعرفي لماذا يمكن أن يشعر بأنه محكوم .
1.    "كيف يمكن أن تفكر في شراء هذا ، عندك غيره" .
2.    "هذه الأطباق لا زالت مبتلة ، ستنشف وفيها بقع" .
3.    "شعرك أخذ يطول نوعاً ما ، أليس كذلك ؟" .
4.    "هناك موضع للوقوف ، استدر بالسيارة" .
5.    "تريد قضاء بعض الوقت مع أصدقائك ، وماذا عني؟ ".
6.    "يجب أن لا تعمل بهذه الدرجة من المثابرة ، خذ يوماً راحة" .
7.    "لا تضع ذلك الشيء هناك ، إنه سيضيع" .
8.    "عليك أن تتصل بالسباك ، إنه سيعرف ماذا يفعل" .
9.    "لماذا ننتظر طاولة ؟ ألم تقم بالحجز ؟" .
10.     "يجب أن تقضي بعض الوقت مع الاطفال ، إنهم يفتقدونك" .
11.     "مكتبك لا يزال غير مرتب ، كيف تستطيع التفكير هنا ؟ متى ستقوم بتنطيفه؟" .
12.     "لقد نسيت إحضاره مرة أخرى ، ربما تستطيع أن تضعه في مكان مميز بحيث تتمكن من تذكره" .
13.     "إنك تقود السيارة بسرعة شديدة ، خفف السرعة أو أنك ستحصل على مخالفة" .
14.     "يجب في المرة المقبلة أن نقرأ استعراض الأفلام" .
15.     "لم أكن أعلم أين كنت ، كان عليك أن تتصل" .
16.     "لقد شرب شخص ما من زجاجة العصير" .
17.     "لا تأكل بأصابعك ، إنك تضرب مثلا سيئاً" .
18.     "الدهن كثير في شرائح البطاطس هذه ، إنها غير صحية لقلبك" .
19.     "إنك لا تترك لنفسك وقتاً كافياً" .
20.     "يجب أن تخطرني مسبقاً إنني لا أستطيع أن أترك كل شيء وأذهب معك للغداء" .
21.     "قميصك لا يتناسب مع بنطلونك" .
22.     "اتصل فلان للمرة الثالثة ، متى سترد على مكالمته" .
23.     "صندوق ادواتك في حالة من الفوضى ، لا أستطيع أن أجد شيئاً ، يجب عليك أن تنظمه" .
عندما لا تعرف المرأة كيف تطلب الدعم مباشرة من الرجل أو تشاركه في اختلاف رأي بطريقة بناءة يمكن أن تشعر بالعجز في الحصول على ما تحتاج دون أن تدلي بنصح أو إنتقاد . لكن التدريب على بذل التقبل وعدم تقديم نصيحة أو نقد يعتبر خطوة حاسمة .
وبالفهم الواضح أنه لا يرفض ولكنه يرعض الطريقة التي تتقدم بها إليه ، تستطيع أن تقبل رفضه بحساسية شخصية أقل وأن تستكشف طرقاً أكثر تدعيماً للتعبير عن حاجاتها . ستدرك تدريجياً أن الرجل يرغب في أن يتحسن عندما يشعر أنه ينظر إليه على أنه الحل لمشكلة لا على أنه المشكلة ذاتها .
إذا كنت امرأة ، فإني اقترح عليك للأسبوع المقبل أن تتدربي على الإحجام عن بذل أي نصيحة أو نقد دون أن يطلب منك ذلك . لن يكون الرجل الذي في حياتك ممتنا لذلك فقط بل سيكون أكثر إنتباها وتجاوبا معك .
إذا كنت رجلاً فإني أقترح عليك للأسبوع المقبل أن تمارس الإنصات كلما تتحدث امرأة ، بنية فريدة في أن تفهم باحترام ما تمر هي به . مارس عض لسانك كلما أتتك الرغبة في أن تقدم حلاً أو تغير طبيعة شعورها . ستندهش حين تشعر كم هي ممتنة لك .
الفصل الثالث
يذهب الرجال الى كهوفهم وتتحدث النساء
إن أحد أعظم الفروق بين الرجال والنساء هي طريقة تعايشهم مع الضغوط .
يصبح الرجال أكثر تركيزاً وانسحاباً بينما تصبح النساء مثقلات ومشوشات عاطفياً .
في مثل هذه الأوقات تكون حاجات الرجال للشعور بتحسن مختلفة عن حاجات النساء . فهو يشعر بتحسن عن طريق حل المشكلات بينما تشعر هي بتحسن عن طريق التحدث عن المشكلات .
وعدم فهم وقبول هذه الاختلافات يخلق احتكاكات غير ضرورية في علاقاتنا .
عندما يعود الرجل الى المنزل فإنه يريد أن يستريخ ويسترخي بقراءة الاخبار بهدوء ، انه مجهد بمشكلات يومه التي لم تحل ويجد الراحة عن طريق نسيانها .
أما المرأة فهي تريد أن أيضاً أن تستريح من يوم متعب ، لكنها تريد ان ترتاح بالحديث عن مشكلات يومها . وينشأ التوتر بينهما ببطء ويصبح بالتدريج استياء .
الرجل يفكر سراً أن المرأة تتكلم كثيراً ، بينما تشعر المرأة بأنه يتجاهلها . ودون فهم الفروق بينهما سيزدادان بعداً أيضاً .
وحل مثل هذه المشكلة لا يعتمد على مدى حبهما لبعضهما  ولكن على مدى فهمهما للجنس الآخر .
دعونا نراقب الحياة على سطح المريخ وسطح الزهرة ونجمع بعض الاستبصارات عن الرجال والنساء .
التعايش مع الضغط النفسي في المريخ والزهرة
عندما يتضايق الفرد من أهل المريخ لا يتكلم أبداً عما يضايقه فهو لن يثقل كاهل فرد آخر من أهل المريخ بمشكلته الا اذا كانت مساعدة صديقه ضرورية لحل المشكلة . وبدلاً من ذلك يصبح هادئاً جداً ويدخل الى كهفه الخاص ليفكر في مشكلته ، يقلبها ليجد حلاً وعندما يجد حلاً يشعر بتحسن ويخرج من كهفه . واذا لم يكن قادراً على الوصول الى حل فإنه يقوم بشيء لينسى مشكلته مثل قراءة الأخبار أو ممارسة لعبة . وبتحرير عقله من مشكلات يومه ، يستطيع تدريجياً أن يسترخى . واذا كان الضغط عظيماً حقاً فيلزمه أن ينخرط في شيء أكثر تحدياً مثل التسابق بسيارته أو التنافس في مسابقة أو تسلق جبل .
أما الزهرية عندما تصبح منزعجة أو تحت ضغط من أحداث يومها ، فتبحث عن شخص تثق به وتتحدث إليه بتفصيل دقيق عن مشكلات يومها ، لكي تشعر بتحسن وعندما تشارك الزهريات شعورهن بالانسحاق يشعرن فجأة بتحسن .
المشاركة في مشكلاتك مع شخص آخر تعتبر على سطح الزهرة علامة حب وثقة وليس عبئاً .
العثور على الراحة في الكهف
عندما يكون الرجل تحت ضغط نفسي سينسحب إلى كهف عقله ويركز على حل المشكلة ويختار في الغالب أكثر المشكلات إلحاحاً أو أكثرها صعوبة ويصبح شديد التركيز على حل هذه المشكلة الوحيدة إلى درجة أنه يفقد الوعي بكل شيء آخر بصورة مؤقتة ، أما المشكلات الأخرى والمسئوليات فتتلاشى الى الخلف .
في مثل هذه الأوقات يصبح الرجل باضطراد مبتعدا وكثير النسيان وغير متجاوب ومنشغلا في علاقاته فمثلاً حين يدور حديث معه ، يبدو كأن 5% فقط من عقله متاح للعلاقة بينما 95% الأخرى لا تزال في شغل .
إن وعيه الكامل غير حاضر لأنه يقلب مشكلته آملا أن يجد حلاً ، وكلما كان مجهوداً أكثر كلما كان استخواذ المشكلة عليه أكبر . انه في مثل هذه الأوقات غير مؤهل لإعطاء المرأة الانتباه والمشاعر التي تتلقاها عادة والتي تستحقها بكل تأكيد . ان عقله مشغول وهو عاجز عن تحريره ولكن اذا استطاع ان يعثر على حل سيشعر فورا بتحسن ويخرج من كهفه فجأة ليكون طرفا في علاقة مرة أخرى .
ولكن اذا لم يكن قادرا على العثور على حل لمشكلته فإنه يبقى عالقا بكهفه ، وليتحرر فإنه يجر إلى مشكلات صغيرة مثل قراءة الأخبار ، مشاهدة التليفزيون ، قيادة سيارته ، القيام بتمارين رياضية ، مشاهدة مباراة في كرة القدم ، لعب سلة وهكذا . وأي نشاط تنافسي يتطلب في الأصل 5% من عقله يمكن أن يعينه على نسيان مشكلاته ويصبح متحررا ثم في اليوم التالي يستطيع أن يعيد توجيه تركيزه لمشكلته بنجاح أعظم .
كيف تتفاعل النساء مع الكهف
عندما يعلق رجل بكهفه ، فإنه يكون عاجزا عن منح شريكته الانتباه الجيد الذي تستحقه ومن الصعب عليها ان تكون متقبلة له في مثل هذه الأوقات لأنها لا تدري كم هو مجهد ، فلو أنه كان يأتي إلى البيت ليتكلم عن كل مشكلاته ، عندها يمكن أن تكون متعاطفة أكثر ، وبدلا من ذلك يحجم عن التحدث عن مشكلاته وتشعر أنه يتجاهلها ، انها تستطيع ان تقرر بأنه منزعج ولكن تفترض خطأ أنه لا يهتم بها لأنه لا يتحدث إليها .
والنساء عادة لا يفهمن كيف يتعايش أهل المريخ مع الضغط ، انهن يتوقعن أن يفتح الرجال صدورهم ويتحدثون عن كل مشكلاتهم كما تفعل الزهريات ، عندما يعلق الرجل بكهفه تستاء المرأة من أنه غير منفتح أكثر ، وتشعر بألم حين يفتح الأخبار أو يخرج ليلعب كرة سلة ويتجاهلها .
أن نتوقع من الرجل الذي في كهفه أن يصبح فوراً منفتحاً واستجابياً وودوداً أمر غير واقعي مثلما نتوقع من المرأة المنزعجة أن تهدأ فوراً وتصبح منطقية جدا . إن من الخطأ أن نتوقع أن يكون الرجل دوماً على صلة بمشاعره العاطفية مثلما هو خطأ أن نتوقع أن تكون مشاعر المرأة دوماً عقلانية ومنطقية .
عندما يدخل أهل المريخ إلى كهوفهم يميلون الى نسيان أن اصدقاءهم يمكن أن تكون لديهم مشكلات أيضاً . وتسيطر الغريزة التي تقول قبل أن تهتم بأي شخص آخر يجب أولا أن تهتم بنفسك . وعندما تشاهد المرأة رد فعل الرجل بهذه الطريقة فإنها تقاومها وتستاء من الرجل .
ويمكن أن تطلب دعمه بنبرة قاسية ، وكأن عليها أن تقاتل من أجل حقوقها مع هذا الرجل العديم الاهتمام ، وبتذكر أن الرجال من المريخ ، يمكن للمرأة أن تؤول بشكل صحيح رد فعله تجاه الضغوط على أنه أسلوبه في التعايش مع الضغط بدلاً من أنه تعبير عن كيفية شعوره نحوها . وتستطيع أن تبدأ بالتعاون معه لتحصل على ما تحتاج اليه بدلاً من مقاومته .
وعلى الجانب الآخر ، لدى الرجال عموما القليل من الوعي عن مدى ما أصبحوا عليه من البعد عندما يكونون في الكهف . وحين يدرك الرجل كيف يمكن ان يؤثر انسحابه الى الكهف على المرأة يستطيع ان يكون متعاطفا حين تشعر بأنها متجاهلة أو غير مهمة . وتذكر أن النساء من الزهرة يساعده في أن يكون أكثر تفهما لردود أفعالها ومشاعرها . ودون فهم صدق ردود أفعالها ، يدافع الرجل عن نفسه عادة ويتجادلان .
العثور على الراحة بالتحدث
عندما تتعرض المرأة للضغط فإنها تشعر غريزيا برغبة في الحديث عن مشاعرها وكل المشكلات التي يحتمل أن تكون مرتبطة بمشاعرها . وعندما تبدأ في الحديث فإنها لا تراعي أولوية أي مشكلة حسب أهمستها . فعندما تكون متضايقة فإنها تكون متضايقة من كل شيء كبيره وصغيره . إنها غير مهتمة مباشرة بالعثور على حلول لمشكلاتها بل تبحث عن الراحة بالتعبير عن نفسها وبأن تكون مفهومة . وبالحديث عشوائيا عن مشكلاتها تصبح أقل انزعاجاً .
وكما أن الرجل الواقع تحت ضغط يميل الى التركيز على مشكلة واحدة وينسى الأخرى ، فالمرأة الواقعة تحت ضغط تميل الى التوسع وتصبح غارقة في المشكلات وبالحديث عن المشكلات المحتملة دون التركيز على حل المشكلة تشعر هي بالتحسن وعن طريق استكشاف مشاعرها بهذه الطريقة تكتسب وعيا أعظم بما يزعجها حقاً ثم فجأة لا تعود غارقة جداً .
لتشعر بالتحسن تتحدث النساء عن مشكلات ماضية ومشكلات مستقبلية ومشكلات محتملة وحتى عن مشكلات لا حل لها وكلما كثر الحديث والاستكشاف كان الشعور بالتحسن أكبر . هذه هي طريقة عمل المرأة وتوقع غير ذلك يعني انكار مفهومها للذات .
عندما تكون المرأة غارقة فإنها تجد الراحة عن طريق الحديث بتفصيل دقيق عن مشكلاتها المتنوعة وتدريجيا اذا شعرت بأنها سمعت يتلاشي ضغطها . بعد أن تتحدث عن موضوع واحد تتوقف برهة ثم تنتقل الى الذي يليه وبهذه الطريقة تستمر في التوسع متحدثة عن مشكلات ، مثيرات قلق ، خيبات أمل وإحباطات ولا حاجة الى ان تكون هذه الموضوعات بأي ترتيب وتميل الى ان تكون غير مترابطة منطقيا . واذا شعرت بانها لم تفهم فيمكن حتى ان يتوسع وعيها اكثر وربما اصبحت منزعجة من مشكلات أخرى .
كما أن الرجل العالق بالكهف يحتاج لمشكلات صغيرة لتصرفه فالمرأة التي لا تشعر بأنها قد سمعت ستحتاج للحديث عن مشكلات أخرى أقل صلة مما قد يؤدي الى الشعور بالراحة . ولكي تنسى مشاعرها المؤلمة الخاصة ربما اصبحت متورطة عاطفيا في مشاكل الغير . بالاضافة لذلك يمكن أن تجد الراحة عن طريق منماقشة مشكلات صديقاتها ، أقاربها والذين لهم صلة بها . وسواء كانت تتحدث عن مشكلاتها أو عن مشكلات الغير فالتحدث رد فعل طبيعي وصحي للضغط عند الزهريات .
كيف يتفاعل الرجال عندما تحتاج المرأة إلى أن تتحدث
عندما تتعرض المرأة للضغط فإنها تشعر غريزياً برغبة في الحديث عن مشاعرها وكل المشكلات التي يحتمل أن تكون مرتبطة بمشاعرها  . وعندما تبدأ الحديث فإنها لا تراعي أولوية أي مشكلة حسب أهميتها . فعندما تكون متضايقة فإنها تكون متضايقة من كل شيء ، كبيره وصغيره . إنها غير مهتمة مباشرة بالعثور على حلول لمشكلاتها بل تبحث عن الراحة بالتعبير عن نفسها وبأن تكون مفهومة . وبالحديث عشوائيا عن مشكلاتها تصبح أقل انزعاجا .
لتشعر بالتحسن تتحدث النساء عن مشكلات ماضية ومشكلات مستقبلية ومشكلات محتملة وحتى عن مشكلات لا حل لها ، وكلما كثر الحديث والاستكشاف كان الشعور بالتحسن أكبر . هذه هي طريقة عمل المرأة . وتوقع غير ذلك يعني إنكار مفهومها للذات .
عندما تكون المرأة غارقة فإنها تجد الراحة عن طريق الحديث بتفصيل دقيق عن مشكلاتها المتنوعة ، وتدريجيا ، اذا شعرت بأنها سمعت يتلاشي ضغطها . بعد أن تتحدث عن موضوع واحد تتوقف برهة ثم تنتقل الى الذي يليه . وبهذه الطريقة تستمر في التوسع متحدثة عن مشكلات ، مثيرات قلق ، خيبات أمل ، احباطات . ولا حاجة الى ان تكون هذه الموضوعات بأي ترتيب ، وتميل الى ان تكون غير مترابطة منطقيا ، واذا شعرت بأنها لم تفهم فيمكن حتى أن يتوسع وعيها أكثر وربما أصبحت منزعجة من مشكلات أخرى .
عندما تتحدث النساء عن المشكلات يبدي الرجال عادة مقاومة . يفترض الرجل أنها تتحدث معه عن مشكلاتها لأنها تعتبره مسئولا عنها . وكلما كثرت المشكلات زاد شعوره باللوم . إنه لا يدرك بأنها تتحدث لكي تشعر بالتحسن ولا يعرف الرجل أنها ستكون ممتنة له لو أنه أنصت فقط .
أهل المريخ يتكلمون عن المشكلات لسببين فقط : لأنهم يلومون شخصاً ما أو لأنهم يلتمسون نصحا . واذا كانت المرأة منزعجة حقا فالرجل يفترض انها تلومه ، واذا كانت تبدو أقل انزعاجا فإنه يفترض أنها تلتمس نصحاً .
فإذا افترض انها تطلب نصيحة فإنه حينها يضع قبعة الخبير لحل مشكلاتها . واذا كان يفترض انها تلومه فإنه حينئذ يسحب سيفه ليحمي نفسه من هجومها . وفي كلتا الحالتين يجد سريعا أنه من الصعوبة أن ينصت .
وإذا تقدم بحلول لمشكلاتها فإنها تستمر في في الحديث عن مشكلات أخرى ، وبعد تقديم حلين أو ثلاثة يتوقع منها أن تشعر بتحسن . وهذا لأن أهل المريخ أنفسهم يشعرون بتحسن مع الحلول ، ما داموا قد طلبوا أن تقدم الحلول . وعندما لا تشعر هي بتحسن ، يشعر بأن حلوله قد رفضت وانه غير مقدر حق قدره .
من ناحية أخرى ، اذا شعر بأنه مهاجم ، فإنه يبدأ في الدفاع عن نفسه . إنه يظن أنه إذا وضح موقفه فإنها ستتوقف عن لومه . ولكن ، كلما دافع أكثر عن نفسه كلما أصبحت أكثر انزعاجا . إنه لا يدرك أن التوضيحات ليست ما تحتاج اليه . انها تحتاج الى ان يفهم مشاعرها ويدعها تنتقل الى الحديث عن مشكلات أخرى . فلو أنه حكيم وأنصت فقط ، حينها وبعد لحظات قليلة من شكواها منه ، ستغير الموضوع وتتحدث عن مشكلات أخرى أيضا .
والرجال أيضاً يصبحون محبطين بصفة خاصة عندما تتكلم المرأة عن مشكلات لا يستطيع أن يعمل حيالها شيئاً .
والرجال أيضاً يصبحون غير صبورين عندما تتحدث النساء عن مشكلاتهن بتفاصيل دقيقة ، يفترض الرجل خطأ أنه حين تتحدث المرأة بتفصيل دقيق أن كل هذه التفاصيل ضرورية له للعثور على حل لمشكلتها ويجاهد للعثور على صلة بينها وينفذ صبره ، فهو مرة أخرى لا يدرك أنها تبحث لا عن حل منه ، ولكن عن رعايته وتفهمه .
بالإضافة الى هذا ، فإن الانصات صعب بالنسبة الى الرجل لأنه يفترض خطأ وجود ترتيب منطقي عندما تنتقل عشوائيا من مشكلة الى أخرى . وبعد مشاركتها له في ثلاث أو أربع مشكلات يصبح محبطا للغاية ومرتبكا يحاول منطقيا أن يربط بين تلك المشكلات .
الشيء الوحيد الذي تستطيع أن تقوم به المرأة لتجعل الأمر أسهل قليلا على الرجل هو أن تخبره مقدما بالنتيجة النهائية للقصة ثم تعود الى الوراء لتسرد التفاصيل . تحاشي أن تتركيه يترقب في قلق . والنساء عادة تستمتعن بترك القلق يتعاظم لأن ذلك يبث شيئا من المرح في القصة . وامرأة أخرى تقدر هذا ، لكن الرجل يمكن ان يحبط بسهولة .
كيف وجد أهل المريخ وأهل الزهرة السلام
لقد عاش أهل المريخ وأهل الزهرة في سلام لأنهم كانوا يحترمون اختلافاتهم . تعلم اهل المريخ ان يحترموا ان الزهريات يحتجن الى الحديث ليشعرن بالتحسن ، حتى لو لم يكن لديه ما يقوله ، تعلم انه بالانصات يمكن ان يكون معينا .
وتعلمت الزهريات ان يحترمن حاجة اهل المريخ الى الانسحاب ليتعايشوا مع الضغط . لم يعد الكهف سرا غامضا أو نذير شؤم .
ماذا تعلم أهل المريخ
ادرك اهل المريخ انه حتى حين يشعرون بأنهم يتعرضون لهجوم او لوم او نقد من قبل الزهريات فإن ذلك الأمر وقتي ، عاجلاً ستشعر الزهريات بتحسن فجائي ويصبحن ممتنات متقبلات . بتعلم الانصات اكتشف اهل المريخ كم تنمو الزهريات بالحديث عن المشكلات .
بعد ان تعلم اهل المريخ كيف ينصتوت حققوا أعظم اكتشاف مدهش . لقد بدأوا يدركون ان الانصات لزهرية تتحدث عن مشكلات يمكن حقا ان يساعدهم على الخروج من كهوفهم كما هو الحال عند مشاهدة مباراة في التلفزيون او قراءة الاخبار .
ماذا تعلم أهل الزهرة
وجدت الزهريات الطمأنينة ايضا عندما فهمن اخيرا ان دخول احد اهل المريخ الى كهفه ليس دليلا على انه لا يحبها بدرجة كبيرة .تعلمن ان يكن اكثر تقبلا له في هذه الاوقات لانه يعاني من كثير من الضغوط .
لم تعد الزهريات يتضايقن عندما يتشتت انتباه اهل المريخ بسهولة عندما تتحدث زهرية ويصبح المريخي منشغلا . ستتوقف الزهرية بأدب جم عن الحديث ، تبقى هناك ، وتنتظر حتى يلحظ وجودها . عندها تبدأ في الحديث مرة أخرى . لقد فهمت أنه من الصعب عليه أحيانا أن يعطي كل إنتباهه .اكتشفت الزهريات انه عند التماس انتباه اهل المريخ بأسلوب مريح ومتقبل كان أهل المريخ سعداء بإعادة توجيه انتباههم .
عندما يكون أهل المريخ منشغلين تماما في كهوفهم ، لم تأخذ المزهريات الأمر بطريقة شخصية . لقد تعلمن أن هذا ليس هو الوقت المناسب لمحادثة ودية ولكن وقت الحديث عن مشكلات مع صديقاتهن أو الحصول على شيء من المرح أو الذهاب الى التسوق . وحينما شعر اهل المريخ عندها بأنهم محبوبون ومقبولون ، اكتشفت الزهريات أن اهل المريخ سوف يخرجون بسرعة أكبر من كهوفهم .
الفصل الرابع
كيف تحفز الجنس الآخر
قبل أن يجتمع اهل المريخ واهل الزهرة بقرون كانوا يعيشون سعداء في عوالمهم المنفصلة ، وفي يوم ما تغير كل شيء . أصبح اهل المريخ واهل الزهرة فجأة مكتئبين كل في عالمه الخاص به ، ولكن كان هذا الاكتئاب هو الذي حفزهم الى الاجتماع .
ان فهم اسرار تحولهم يساعدنا اليوم على إدراك كيف ان الرجل والمرأة يحفزون بطرق مختلفة . وبهذا الوعي الجديد ستكون افضل تأهيلا لمساندة شريكك بالاضافة الى حصولك على الدعم الذي تحتاج اليه في الاوقات الصعبة . دعونا نرجع الى الوراء في الزمن ونتخيل أننا نشهد ما حدث .
عندما شعر اهل المريخ بالاكتئاب ، ترك كل فرد في الكوكب المدن وذهبوا الى كهوفهم لوقت طويل ، لقد كانوا عالقين ولم يقدروا على الخروج ، حتى صادف في أحد الأيام أن لاحظ أهل المريخ الزهريات الجميلات بواسط منظاره المقرب . وعندما تبادل بسرعة منظاره مع الآخرين ، ألهم منظر هذه الكائنات الجميلة أهل المريخ ، وزال اكتئابهم بطريقة معجزة . شعروا فجأة بأنهم مرغوبون . ثم خرجوا من كهوفهم وبدؤوا يشيدون أسطولا من سفن الفضاء ليطيروا الى الزهرة .
وعندما اصبحت الزهريات مكتئبات ، شكلن حلقات وبدأن يتحدثن مع بعضهن عن مشكلاتهن ليشعرن بتحسن لكن هذا لم يبد انه خفف من الاكتئاب وبقين مكتئبات زمنا طويلا حتى رأين عن طريق حدسهن مناما ، رأين كائنات قوية مدهشة (أهل المريخ) تأتي عبر الكون ليعشقوهن ويخدموهن ويقدموا لهن المساندة ، وشعرن فجأة بأنهن معززات . وعندما تحدثن عن منامهن مع الأخريات زال اكتئابهن وبدأن الاستعداد بحبور لوصول أهل المريخ .
يحفز الرجال عندما يشعرون بأن هناك من يحتاج اليهم .
تحفز النساء عندما يشعرن بأنهن معززات .
إن أسرار التحفيز هذه لا تزال قابلة للتطبيق ، فالرجال يحفزون ويتمكنون عندما يشعرون بأن هناك من يحتاج اليهم ، وعندما يشعر الرجل بأنه غير محتاج اليه في إطار علاقة ، يصبح بالتدريج سلبيا وأقل نشاطا ، ومع مرور الأيام يكون لديه القليل ليقدمه لشريكته . ومن ناحية أخرى عندما يشعر بأنه موثوق به إلى أقصى حد في أن يشبع حاجاتها ومقدر حق قدره لجهوده ، فإنه يكون متمكنا ولديه المزيد من العطاء .
والنساء ، مثل الزهريات ، يحفزن ويتمكن عندما يشعرن بأنهن معززات . وعندما لا تشعر امرأة بأنها معززة في إطار علاقة تصبح تدريجيا مسؤولة بطريقة قهرية ومنهكة من البذل الزائد . ومن ناحية أخرى عندما تشعر بأنها تلقى الرعاية والاحترام ، فإنها تكون مشبعة ولديها المزيد من العطاء أيضاً .
عندما يحب رجل امرأة
إن وقوع رجل في حب امرأة يشبه ما حدث عندما اكتشف اول شخص من اهل المريخ اهل الزهرة . لقد كان عالقا في كهفه غير قادر على تحديد مصدر اكتئابه ، وكان يبحث في السماء بمنظاره المقرب ، وفي ظرف لحظة متألقة تغيرت حياته الى الابد وكأنما أصيب بصاعقة ، لقد لاحظ عبر منظاره المقرب منظرا وصفه بالجمال الرائع والرشاقة .
لقد اكتشف الزهريات ، واشتعلت النار في جسده ، وبمجرد رؤيته للزهريات ، بدأ للمرة الأولى في حياته يهتم بشخص ما غير نفسه ، ومن مجرد نظرة أصبح لحياته معنى جديدا ، لقد زال اكتئابه .
إن لدى أهل المريخ فلسفة الربح/الخسارة ، أريد أن أربح ، ولا أهتم إذا خسرت ، وما دام كل واحد من اهل المريخ يتولى العناية بنفسه فهذه المعادلة تعمل على نحو مرض . لقد كانت تعمل لعدة قرون ، ولكن من الضروري تغييرها الآن ، لم يعد إعطاء الاولوية لأنفسهم مرض بما فيه الكفاية ، فلكونهم في حب ، فإنهم يرغبون أن تربح الزهريات بمقدار ما يربحون هم أنفسهم .
إننا نستطيع أن نرى امتدادا لهذا المبدأ المريخي التنافسي في معظم الأنشطة الرياضية اليوم ، ففي لعبة التنس مثلا ، أنا لا أريد أن أربح فقط ، بل أحاول أن أجعل صديقي يخسر بأن أجعل من العسير عليه أن يرد ضرباتي . إنني أستمتع بالربح على الرغم من أن صديقي يخسر .
هناك مكان لمعظم هذه الاتجاهات المريخية في الحياة ، ولكن يصبح اتجاه ربح/خسارة هذا ضارا بعلاقاتنا في مرحلة الرشد ، فإذا كنت أسعى لإشباع حاجاتي على حساب شريكي ، فمن المؤكد أننا سنعاني من عدم السعادة ، الإستياء والصراع .
إن سر بناء علاقة ناجحة يكمن في أن يربح الشريكان .
الاختلافات تجذب
بعد أن وقع أول أهل المريخ في الحب ، بدأ في تصنيع مناظير مقربة لكل أخوانه من اهل المريخ وبسرعة تخلصوا جميعا من اكتئابهم وبدأوا يشعرون بالحب للزهريات . لقد بدأوا يهتمون بالزهريات كما يهتمون بأنفسهم .
كانت الزهريات الغريبات الجميلات مصدر جذب غامض لأه المريخ ، لقد جذبت اختلافاتهن بصفة خاصة اهل المريخ ، فبينما كان أهل المريخ صلبين ، كانت الزهريات ناعمات . بينما كانت أطراف أهل المريخ أشبه بالزوايا كانت أطراف الزهريات مقوسة وبينما كان اهل المريخ باردين كانت الزهريات دافئات .
يبدو وبطريقة سحرية ومثالية أن اختلافاتهم تكمل بعضها .
وبلغة غير منطوقة وبدرجة عالية الوضوح بلغتهم الزهريات رسالة تقول " إننا نحتاج اليكم . طاقاتكم وقوتكم تستطيع أن منحنا إشباعاً عظيما يملأ فراغا عميقا في كياننا ، إننا نستطيع أن نعيش معاً في سعادة عظيمة" لقد حفزت هذه الدعوة أهل المريخ ومكنتهم .
الكثير من النساء يفهمن غريزيا كيف يبعثن بهذه الرسالة ، ففي بداية أي علاقة ، ترسل المرأة إلى الرجل نظرة خاطفة تقول يمكن أن تكون أنت الشخص الذي يجعلني سعيدة ، وبهذه الطريقة اللطيفة تقوم فعليا ببدء علاقتهما . هذه النظرة تشجعه على الاقتراب ، انها تمكنه من التغلب على مخاوفه من حصول الارتباط ، ولسوء الحظ بعد أن يكونا في علاقة وتبدأ المشكلات في الظهور فإنها لا تدرك كيف أن تلك الرسالة لا تزال مهمة بالنسبة إليه ، وتهمل إرسالها له .
لقد كان أهل المريخ محفزين جداً بإحتمالية أن يحدثوا تميزا على سطح الزهرة ، لقد كان جنس أهل المريخ يتحرك نحو مستوى جديد من الإرتقاء . فلم يعودوا يحققون الرضا بإثبات مقدرتهم وتنمية طاقاتهم ، إنهم يريدون أن يستعملوا طاقاتهم ومهاراتهم في خدمة الآخرين ، وبخاصة في خدمة الزهريات ، لقد بدأوا بتطوير فلسفة جديدة ، فلسفة ربح/ربح ، إنهم يريدون عالما يعتني فيه الكل بأنفسهم وبالآخرين على السواء .
الحب يحفز أهل المريخ
بدأ أهل المريخ في بناء أسطول من سفن الفضاء التي ستحملهم الى الزهرة عبر السموات ، انهم لم يشعروا قط بمثل هذه الحيوية ، فبنظرة خاطفة للزهريات بدأوا لأول مرة في تاريخهم يحملون مشاعر غير أنانية .
وبطريقة مشابهة ، عندما يقع الرجل في الحب يكون محفزا بأقصى مايستطيع من أجل أن يكون في خدمة غيره ، فعندما ينفتح قلبه يشعر بثقة تامة في نفسه على أنه قادر على إحداث تغييرات جذرية . وحين يعطى الفرصة ليثبت إمكانياته ، يعبر عن ذاته كأفضل ما تكون ، فقط عندما يشعر بأنه لا يستطيع النجاح ينكص راجعاً إلى أسلوبه الأناني القديم .
عندما يقع الرجل في الحب يبدأ في الاهتمام بشخص آخر بقدر ما يهتم بنفسه ويصبح فجأة طليقاً من أغلال كونه محفزا لنفسه فقط ويصبح حراً ليمنح غيره ، ليس لمغنم شخصي ولكن نتيجة لإهتمامه . إنه يعيش رضا شريكته وكأنه رضاه الشخصي ، ويمكن بسهولة أن يحتمل أي مشقة ليجعلها سعيدة ، لأن سعادتها تجعله سعيداً ويصبح نضاله أسهل ، إنه مزود بطاقة لهدف أعلى .
إنه يمكن أن يقنع في شبابه برعاية نفسه وحده ، ولكن حين ينضج لا يعود الاشباع الذاتي مرضياً ، وليشعر بالرضا يجب أن يعيش حياته محفزا بالحب ، وكونه مدفوعا ليعطي بهذه الطريقة الاختيارية غير الأنانية يحرره من قصور الإشباع الذاتي الخالي من الاهتمام بالآخرين وعلى الرغم من انه لا يزال يحتاج الى ان يتلقى الحب فإن أعظم حاجاته هي منح الحب .
معظم الرجال ليسوا فقط جائعين لمنح الحب ، بل أنهم يموتوت جوعا له ، وأكبر مشكلتهم أنهم لا يدرون عظمة ما يفتقدون ، انهم نادرا ما شاهدوا والديهم ينجحون في إرضاء أمهاتهم عن طريق البذل ونتيجة لذلك فإنهم لا يدرون أن مصدر إشباع رئيسي بالنسبة للرجل يمكن ان يأتي عن طريق العطاء . وعندما تفشل علاقته يجد نفسه مكتئبا وعالقا في كهفه ، ويتوقف عن الرعاية ولا يدري لماذا هو مكتئب جداً .
إنه في مثل هذه الاوقات ينسحب من أقاربه أو أهل مودته ويبقى عالقا في كهفه ، يسأل نفسه لم كل هذا ؟ ولماذا أهتم ؟ ، إنه لا يدري انه توقف عن البذل لأنه لا يشعر أن احدا بحاجة اليه وهو لا يدري انه بالعثور على شخص ما يحتاج اليه يمكنه ان ينفض عنه غبار اكتئابه ويصبح محفزا من جديد .
حين لا يشعر الرجل انه يحدث اثرا ايجابيا في حياة شخص آخر فإنه من الصعب عليه أن يستمر في الإهتمام بنفسه وبعلاقاته . ومن الصعب أن يكون محفزاً عندما لا يحتاج اليه أحد . وليصبح محفزا مرة أخرى فإنه يحتاج الى أن يشعر بأنه مقدر حق قدره ، وموثوق به ومقبول . أن لا يحتاج اليه أحد يعتبر موتا بطيئاً للرجل .
عندما تحب امرأة رجلاً
إن وقوع المرأة في حب رجل يشبه ما حدث عندما اعتقدت أول زهرية أن أهل المريخ قادمون . لقد حلمت أن أسطولاً من سفن الفضاء قادم من السموات سيهبط وأن جنساً قويا وحنوناً من أهل المريخ سيظهر . هذه المخلوقات لن تحتاج الى الرعاية ولكن بدلا من ذلك تريد أن تعطي وتعتني بالزهريات .
كان أهل المريخ مخلصين جدا وملهمين بجمال الزهريات وثقافتهن . لقد أدرك أهل المريخ أن طاقاتهم ومقدرتهم لا معنى لها دون شخص ما يخدمونه . هذه المخلوقات المدهشة والمثيرة للإعجاب وجدت الراحة والإلهام في التعهد بخدمة وإسعاد وإرضاء الزهريات !! ياللمعجزة !
لقد رأت زهريات أخريات حلماً شبيهاً وتخلصن من اكتئابهن فوراً . والادراك الذي أحدث تحولا لدى الزهريات كان اعتقادهن أن العون في الطريق لأن أهل المريخ قادمون . كانت الزهريات مكتئبات لأنهن شعرن بالعزلة والوحدة . وللخروج من اكتئابهن كن يحتجن الى ان يشعرن بأن العون العطوف قادم في الطريق .
لدى معظم الرجال القليل من الوعي يمدى أهمية أن تشعر المرأة بالدعم من قبل شخص يهتم . إن النساء يكن سعيدات عندما يعتقدن أن حاجاتهن ستلبى . إن ما تحتاجه المرأة عندما تكون متضايقة ، غارقة ، مرتبكة ، منهوكة ، او فاقدة للأمل هو رفقة عادية ، تحتاج الى أن تشعر أنها ليست وحيدة ، تحتاج الى ان تشعر بأنها محبوبة ومعززة .
إن التعاطف والتفهم والصدق والحنان يساعد كثيرا في معاونتها لتصبح اكثر تقبلا وامتنانا لدعمه . لا يدرك الرجال هذا لأن غرائزهم المريخية تدلهم على انه من الأفضل أن تكون وحيدا إذا كنت متضايقا ، وعندما تكون هي متضايقة سيتركها بمفردها بدافع من الاحترام . إذا بقي ذاد الأمر سوءاً عن طريق محاولة حل مشكلاتها . إنه لا يدرك غريزياً مدى أهمية القرب والمودة والمشاركة بالنسبة لها . إن أقصى ما تحتاج إليه هو شخص ما ينصت .
وبمشاركة مشاعرها تبدأ تتذكر بأنها جديرة بالحب وأن حاجاتها ستلبى ويتبدد الشك وعدم الثقة ويخف ميلها القهري بمجرد أن تتذكر انها جديرة بالحب وانه ليس عليها ان تحصل عليه ، وتستطيع ان تسترخي وتعطي اقل وتتلقى اكثر . انها تستحق ذلك .
البذل الكثير متعب
وليتعايشن مع اكتئابهن كانت الزهريات منشغلات بالبوح بمشاعرهن والحديث عن مشكلاتهن . وبمجرد ما تحتدثن اكتشفن سبب اكتئابهن . لقد كن متعبات من البذل الكثير طول الوقت . لقد كن مستاءات دائما من الشعور بالمسئولية تجاه بعضهن ورغبن أن يسترحن ويعتنى بهن فقط لبعض الوقت . لقد كن متعبات من مشاركة كل شيء مع الآخرين ورغبن أن يكن مميزات ويمتلكن أشياء كانت تخصهن . لم يعدن راضيات بأن يكن مضحيات يعشن للآخرين .
عشن على سطح الزهرة بفلسفة خسارة/ربح "أنا أخسر لكي تربح أنت" وما دامت كل واحدة تقدم تضحيات للأخريات فكل واحدة اذا كانت تلقى الرعاية ولكن بعد القيام بهذا لعدة قرون كانت الزهريات متعبات من رعاية بعضهن بعضا ومشاركة كل شيء . كن أيضا مستعدات لفلسفة ربح/ربح .
وبطريقة مشابهة ، الكثير من النساء اليوم متعبات من البذل إنهن يردن وقتا للراحة وقتا لاستكشاف كينونتهن ، وقتا للعناية بأنفسهن . إنهن يردن شخصا ما يقدم دعما عاطفيا ، شخص ما ليس عليهن رعايته . وأهل المريخ تنطبق عليهم هذه الأوصاف تماماً .
عند هذه النقطة كان أهل المريخ يتعلمون أن يمنحوا بينما كانت الزهريات عند ذلك مستعدان لأن يتعلمن كيف يتلقين . وبعد قرون وصل أهل الزهرة وأهل المريخ إلى مرحلة مهمة من تطورهم . احتاجت الزهريات الى أن يتعلمن كيف يتلقين بينما احتاج اهل المريخ الى ان يتعلموا كيف يعطون .
ونفس هذا التغيير يحدث عادة للرجال والنساء عندما ينضجون . في الصغر تكون المرأة أكثر استعدادا للتضحية وتشكيل نفسها لإشباع حاجات شريكها وفي الصغر يكون الرجل مستغرقا في شئونه الذاتية غير واع بحاجات الآخرين وعندما تنضج المرأة تدرك كيف أنه من الممكن أنها كانت تضحي بنفسها من أجل أن ترضي شريكها وعندما ينضج الرجل يدرك كيف يخدم ويحترم الآخرين بطريقة أفضل .
وعندما ينضج الرجل يتعلم أيضا كيف أنه من الجائز أنه يضحي بنفسه ولكن التغير الرئيسي هو أنه أصبح أكثر وعياً بكيفية التمكن من النجاح في العطاء وبنفس الطريقة عندما تنضج المرأة تتعلم أيضا أساليب جديدة في العطاء ولكن تغيرها الرئيسي يميل إلى أن يكون تعلم تعيين الحدود لأجل أن تتلقى ما تريد .
كف عن اللوم
عندما تدرك المرأة بأنها كانت تعطي بلا حدود فإنها تميل الى لوم شريكها لتعاستها وتشعر بعدم عدالة أن تعطي أكثر مما تتلقى .
ولكن على الرغم من أنها لم تتلق ما تستحق فإنها لتحسين علاقاتها تحتاج الى ان تدرك كيف ساهمت في مشكلتها . عندما تعطي المرأة بلا حدود فإن عليها أن لا تلوم شريكها وبنفس الطريقة فالرجل الذي يعطي أقل يجب أن لا يلوم شريكته في كونها سلبية وغير متجاوبة معه . في كلتا الحالتين اللوم لا ينفع .
التفهم والثقة والتعاطف والتقبل والدعم هم الحل وليس لوم شركائنا . عندما تقع هذه الحالة يستطيع الرجل بدلا من لوم شريكته لكونها مستاءة أن يكون متعاطفا ويقدم دعمه حتى لو لم تطلبه وينصت اليها حتى ولو بدا له في البداية انه اشبه باللوم ويساعدها بعمل اشياء صغيرة لها ليظهر لها أنه يهتم حتى تشعر بالثقة وتبوح له .
وبدلا من لوم الرجل على بذل القليل تستطيع المرأة أن تتقبل وتغفر أخطاء شريككها خاصة عندما يخيب ظنها وتثق بأنه يريد أن يعطي أكثر عندما لا يقدم دعمه وتشجعه ليعطي أكثر بإظهار امتنانها لما يعطيه فعلا والاستمرار في طلب دعمه .
تحديد واحترام الحدود
والأهم مع ذلك أن المرأة تحتاج الى أن تعرف حدود ما تستطيع بذله دون أن تستاء من شريكها ، فبدلاً من أن تتوقع من شريكها أن يحقق التعادل فإنها تحتاج الى ان تحافظ على التعادل بضبط مقدار ما تمنح .
الخطوة الأولى : الدافعية
الخطوة الثانية : المسئولية
الخطوة الثالثة : التدريب
 
تعلم أن تتلقى
إن تقرير الحدود والتلقي مخيف جداً للمرأة فهي في العادة تخشى أن تحتاج الى الكثير ثم تكون مرفوضة او مخذولة او يصدر عليها حكم سلبي . والرفض والخذلان والحكم السلبي هي الأكثر إيلاماً لأنه في أعماق لاوعيها تحمل اعتقادا غير صحيح بأنها غير جديرة بأن تتلقى أكثر . لقد تشكل هذا الاعتقاد وتعزز في كل مرة كان عليها ان تكبت مشاعرها وحاجاتها ورغباتها .
والمرأة على وجه الخصوص عرضة للاعتقاد السلبي الخاطيء بأنها لا تستحق الحب . واذا كانت قد شهدت وهي طفلة سوء معاملة او تعرضت بصورة مباشرة لسوء معاملة فإنها تكون عندئذ أكثر قابلية لأن تشعر بأنها غير جديرة بالحب ويكون من الصعب عليها أن تقرر قيمتها . هذا الشعور بعدم الجدارة المخفي في اللاشعور يولد خوفا من احتياج الآخرين . إن جزءا منها يتخيل أنها لن تتلقى الدعم .
ولأنها خائفة من أنها لن تكون مدعومة فإنها تقوم بغير علم بدفع الدعم الذي تحتاج اليه بعيدا وعندما يتلقى الرج الرسالة بأنها لا تثق فيه لإشباع حاجاتها فإنه عندئذ يشعر مباشرة بأنه مرفوض ثم ينطفيء .
وشعورها باليأس وعدم الثقة يحول حاجاته الشرعية الى تعبير يائس من العوز ينقل رسالة مفادها انها لا تثق بدعمه لها ومما يثير السخرية ان الرجال يحفزون بصورة رئيسية بالاحتياج اليهم ولكن يطفأون بعدم الحاجة إليهم .
في مثل هذه الاوقات تفترض المرأة خطأ أن وجود حاجات لديها أدى إلى إطفائه في حين أن الحقيقة إن يأسها وقنوطها وعدم ثقتها أدى إلى ذلك . ودون إدراك أن الرجال يحتاجون إلى أن يوثق بهم يكون صعباً ومربكاً للنساء أن يدركن الفرق بين الإحتياج والعوز .
"الإحتياج" هو اتصال صريح وطلب للدعم من رجل بأسلوب مفعم بالثقة والذي يفترض أنه سيعمل ما في وسعه . هذا الاسلوب يمكنه .
"العوز" هو احتياج يائس للدعم لأنك لا تثق بأنك ستحصل عليه وهذا يدفع الرجال بعيدا ويجعلهم يشعرون بأنهم مرفوضون وغير مقدرين حق قدرهم .
واحتياج الآخرين بالنسبة الى النساء ليس مربكا فقط ولكن خيبة الأمل والخذلان يكونان مؤلمين بصورة خاصة حتى بأقل النسب إنه ليس من السهل عليها أن تعتمد على الآخرين ثم تتلقى التجاهل أو النسيان أو النبذ . وإحتياج الآخرين يجعلها في وضع غير حصين أو حساس ، وكونها تلقى التجاهل أو خيبة الأمل يؤلمها أكثر لأنه يؤكد اعتقادها الخاطيء بأنها غير جديرة .
كيف تعلمت الزهريات أن يشعرن بالجدارة
لعدة قرون عوضت الزهريات عن هذا الخوف الجوهري بعدم الجدارة بأن يكن يقظات لحاجات الآخرين . إنهن يمكن أن يعطين ويعطين ، ولكن في داخل أعماقهن لا يشعرن بأنهن جديرات بالتلقي . لقد كن يأملن أنه بالمنح يمكن أن يصبحن أكثر جدارة . وبعد قرون من العطاء أدركن أخيرا أنهن جديرات بتلقي الحب والدعم . ونظرن إلى الوراء وأدركن أنهن كن دائما جديرات بالدعم .
لقد هيأتهن عملية البذل للآخرين لحكمة احترام الذات . وعن طريق منح الآخرين بدأن يدركن أن الآخرين جديرون بالتلقي ، وهكذا بدأن بإدراك أن كل فرد يستحق الحب . ثم أدركن ، أخيراً ، أنهن أيضا جديرات بالتلقي .
هنا على سطح الأرض حين تشهد طفلة صغيرة والدتها تتلقى الحب تشعر آلياً عندئذ أنها جديرة وتكون قادرة بسهولة على التغلب على أسلوب الزهريات القهري في العطاء غير المحدود ولن يكون عليها أن تتغلب على خوف التلقي لأنها تتمثل هوية والدتها بدقة . فإذا كانت والدتها قد تعلمت هذه الحكمة فعندئذ تتعلم الطفلة آليا عن طريق الملاحظة والشعور بأمها . وإذا كانت الوالدة منفتحة للتلقي ، عندها تتعلم الطفلة كيف تتلقى .
ولكن لم يكن لدى الزهريات نماذج دور يحتذينها ، ولهذا أخذ هذا الأمر منهن آلاف السنين للتخلص من عطائهن القهري . وعن طريق ملاحظة أن الآخرين كانوا جديرين بالتلقي ، أدركن أنهن أيضا جديرات بالتلقي . وعند تلك اللحظة السحرية كان أهل المريخ يمرون بتحول وبدؤوا في بناء سفن فضاء .
عندما يكون أهل الزهرة مستعدين سيظهر أهل المريخ
عندما تدرك المرأة بأنها بحق جديرة بالحب فإنها تفتح الباب للرجل ليعطيها ، ولكن مما يثير السخرية ، عندما يقتضي الأمر منها عشر سنوات من العطاء اللامحدود في علاقة زواج لكي تدرك أنها تستحق أكثر فإنها تشعر برغبة في إغلاق الباب وعدم إعطائة الفرصة . يمكن أن تشعر بشيء كهذا : "لقد كنت أعطيك وكنت أنت تتجاهلني ، لقد أخذت فرصتك ، إنني أستحق أفضل من ذلك ، إنني لا أستطيع الثقة بك ، إنني متعبة جداً ولم يتبق لدي شيء لأعطيه ، إنني لن أدعك تجرحني مرة أخرى" .
عندما تكون هذه هي الحال فإنني أطمئن النساء باستمرار بأنه ليس عليهن أن يعطين أكثر للحصول على علاقة أفضل . إن شركاءهن سيعطونهن فعلاً أكثر إذا أعطين أقل . فحين كان الرجل يهمل حاجاتها فكأنما كان كلاهما نائمين وعندما تستيقظ هي وتتذكر حاجاتها يستيقظ هو أيضا ويرغب في إعطائها أكثر .
ومما يمكن التنبؤ به ، أن شريكها سيستيقظ من حالته السلبية ويجري فعليا كثيرا من التغييرات التي تطلبها . فعندما لا تعود تعطي بلا حدود ، لأنها تشعر في داخل نفسها بالجدارة ، يخرج هو من كهفه ويبدأ ببناء سفن فضاء ليأتي ويحقق لها السعادة . في الحقيقة ربما يأخذ ذلك منه بعض الوقت ليتعلم أن يعطيها أكثر ، ولكن الخطوة الأكثر أهمية قد تمت "إنه مدرك بأنه قد أهملها وهو يريد أن يتغير" .
كما أن النجاح يتحقق أيضا في الاتجاه الآخر . عادة عندما يدرك رجل أنه غير سعيد ويريد حبا وغراما أكثر في حياته ، ستبدأ زوجته فجأة في الانفتاح وتحبه مرة أخرى وتبدأ جدران الاستياء في التلاشي ، ويعود الحب الى الحياة . واذا كان هناك كثير من الاهمال فربما يتطلب الأمر حقا بعض الوقت لمداواة الاستياء المتراكم ولكنه ممكن .
في أحيان كثيرة عندما يقوم احد الشريكين بإحداث تغييرات إيجابية فالطرف الآخر سيتغير أيضا . هذه المصادفة القابلة للتنبؤ هي إحدى الأشياء السحرية في الحياة . فعندما يكون التلميذ مستعدا يظهر الاستاذ . وعندما يسأل السؤال تسمع الاجابة وعندما نكون حقا مستعدين للأخذ عندئذ سيصبح ما نحتاج إليه متوفرا وعندما كانت الزهريات مستعدات للتلقي ، كان أهل المريخ مستعدين للبذل .
تعلم البذل
أعظم خوف الرجل هو من كونه غير مفيد بما فيه الكفاية أو انه غير كفؤ . وهو يعوض عن هذا الخوف بالتركيز على زيادة قوته وكفاءته . فالنجاح والإنجاز والفاعلية تقع في المقام الأول من حياته . وقبل أن يكتشفوا الزهريات كان أهل المريخ مهتمين للغاية بهذه الصفات ولهذا لم يكونوا يهتمون بأي شيء أو أي أحد آخر . والرجل يبدو في منتهى عدم الاهتمام عندما يكون خائفا .
ومثلما تكون المرأة خائفة من التلقي ، يكون الرجل خائفا من البذل وإجهاد الرجل نفسه في العطاء للآخرين يعني التعرض لخطر الفشل والتصحيح والاستهجان . هذه النتائج هي الأشد إيلاماً لأنه في أعماق لا شعوره يحمل اعتقادا خاطئاً بأنه ليس مفيداً بدرجة كافية . لقد تشكل هذا الاعتقاد وتعزز في الطفولة في كل مرة كان يتوقع منه أن يكون أداؤه أفضل . وعندما كانت إنجازاته تمر دون ملاحظة أو لا تقدر حق قدرها ، بدأ في أعماق لا شعوره يشكل هذا الاعتقاد الخاطيء بأنه ليس مفيدا بما فيه الكفاية .
والرجل على وجه الخصوص عرضة لهذا الاعتقاد الخاطيء وهذا يولد في داخله الخوف من الفشل ولهذا لا يحاول . واذا كان أكبر خوفه من عدم الكفاءة فمن الطبيعي أنه سيتجنب أي مخاطر غير ضرورية .
ومما يدعو إلى السخرية أنه عندما يهتم الرجل كثيرا يزداد خوفه من الفشل ويعطي أقل ولتجنب الفشل يتوقف عن البذل للناس الذين تكون رغبته في البذل لهم أكبر .
يمكن للرجل عندما يكون غير آمن أن يعوض ذلك بعدم الاهتمام بأي شخص آخر عدا نفسه وتكون أكثر استجابة دفاعية آلية لديه أن يقول " إنني لا أهتم" ولهذا السبب لم يسمح أهل المريخ لأنفسهم بأن يشعروا أو يهتموا بالآخرين كثيرا وحين أصبحوا ناجحين وأقوياء أدركوا أخيرا أنهم مفيدون بما فيه الكفاية وانهم يستطيعون النجاح في البذل . ثم إكتشفوا الزهريات .
وعلى الرغم من أنهم كانوا دائما مفيدين بما فيه الكفاية فقد هيأتهم عملية إثبات قوتهم لفضيلة تقدير الذات . ومن خلال تحقيق النجاح ثم النظر إلى الوراء أدركوا أن كل فشل مروا به كان ضروريا لتتحقيق نجاحاتهم التالية . لقد علمهم كل خطأ درساً مهما للغاية لازما لتحقيق أهدافهم ، لهذا ، أدركوا أنهم كانوا دائما مفيدين بما فيه الكفاية .
لا بأس من إرتكاب أخطاء
أول خطوة في تعلم كيف يعطي أكثر بالنسبة للرجل هي ان يدرك انه لا بأس من ارتكاب أخطاء ولا بأس من أن يفشل وأنه ليس من الواجب عليه أن يعرف كل الاجابات .
أتذكر قصة امرأة كانت تشتكي من أن شريكها لا يمكن أبدا أن يقطع عهدا بالزواج وبدا الأمر لها وكأنه غير حريص بقدر حرصها ولكن في أحد الأيام حدث أن كانت تقول أنها سعيدة للغاية لكونها معه حتى ولو كانا فقيرين فإنها ترغب في أن تكون معه في اليوم التالي عرض عليها الزواج ، لقد كان يحتاج إلى التقبل والتشجيع بأنه كان مفيدا بما فيه الكفاية بالنسبة لها ومن ثم سيستشعر مدى اهتمامه .
أهل المريخ يحتاجون إلى الحب أيضاً
وكما أن النساء حساسات للشعور بالرفض عندما لا يحصلن على الانتباه الذي يحتجن اليه ، فالرجال حساسون للشعور بأنهم قد فشلوا عندما تتحدث النساء عن المشكلات . وهذا هو ما يجعل من الصعب عليه أن ينصت احيانا ، انه يريد أن يكون بطلا ، وحينما تكون هي خائبة الأمل أو غير سعيدة لأي سبب يشعر هو بأنه فاشل وتعاستها تؤكد أعمق مخاوفه : إنه ليس مقيدا بما فيه الكفاية تماما ، كثير من النساء اليوم لا يدركن مدى حساسية الرجال ومدى حاجاتهم الى الحب ايضا . الحب يساعده على معرفة أنه كفؤ ليرضي الآخرين .
والولد الصغير الذي يكون سعيد الحظ بما فيه الكفاية برؤية والده ينجح في إرضاء والدته يدخل عند الرشد في العلاقات بثقة نادرة بأنه يستطيع النجاح في إرضاء شريكته ، إنه ليس خائفا من الوعد لأنه يعرف أنه يستطيع أن ينجز ، انه يعرف ايضا انه عندما لا ينجز فهو لا يزال كفؤاً ولا يزال جديراً بالحب والامتنان لبذله قصارى جهده . فهو لا يدين نفسه لانه يعرف انه ليس كاملا وهو دائما يقوم بأفضل ما يستطيع وأفضل ما يستطيعه مفيد بما فيه الكفاية . انه قادر على الاعتذار عن اخطائه لانه يتوقع الصفح والحب والامتنان لقيامه لأفضل ما يستطيع .
إنه يعرف أن كل شخص يرتكب أخطاء . لقد رأى أباه يرتكب أخطاء واستمر يحب نفسه وشهد والدته تحب والده وتصفح عنه رغم كل أخطائه ، لقد شعر بثقتها وتشجيعها على الرغم من أن والده قد خيب آمالها في بعض الأوقات .
لم يكن لدى كثير من الرجال نماذج دور ناجحة وهم يترعرعون . فالبقاء في حب ، والزواج ، وتأسيس عائلة بالنسبة إليهم صعب صعوبة قيادة طائرة جامبو دون أي تدريب . فهو ربما يكون قادرا على الإقلاع ، ولكن من المؤكد أنه سيتحطم . إنه من الصعب أن تستمر في الطيران ما دمت قد حطمت الطائرة عدة مرات . أو شهدت والدك يتحطم . ومن دون دليل تدريب جيد على العلاقات ، من السهولة أن نفهم لماذا ينسحب كثير من الرجال والنساء من العلاقات .
الفصل الخامس
التحدث بلغات مختلفة
عندما التقى أهل المريخ وأهل الزهرة للمرة الأولى ، واجهوا الكثير من المشكلات في العلاقات كالتي لدينا اليوم . ولكن لأنهم كانوا يدركون أنهم مختلفين ، كانوا قادرين على حل تلك المشكلات وكان الاتصال الجيد أحد أسرار نجاحهم .
ومما يدعو إلى السخرية أنهم تواصلوا بطريقة جيدة بسبب أنهم كانوا يتكلمون لغات مختلفة وعندما كانت تواجههم أي مشكلة كانوا يلجئون إلى المترجم للمساعدة . الجميع كان يعرف أن سكان المريخ وسكان الزهرة كانوا يتكلمون لغات مختلفة ولذلك عندما يكون هناك نزاع لم يكونوا يبدأون بإصدار حكم سلبي أو التنازع ولكن بدلا من ذلك يخرجون قواميس الكلمات الخاصة بهم ليفهموا بعضهم بعضا بطريقة إفضل ، واذا لم تنجح تلك الطريقة كانوا يذهبون إلأى المترجم طلبا للعون .
كانت لغات أهل المريخ وأهل الزهرة تشتمل على نفس الكلمات ، ولكن الطريقة التي تستعمل بها كانت تعطي معان مختلفة .
وكانت تعبيراتهم متشابهة ، لكن كان لها دلالات أو تأكيدات عاطفية مختلفة ، وكان سوء فهم بعضهم بعضا سهلا ، لهذا حين كانت تبرز مشكلات اتصال كانوا يفترضون أنها فقط سوء فهم متوقع وأنه بقليل من المساعدة سيفهمون بعضهم بعضا بكل تأكيد . كانوا يعيشون ثقة وتقبلا من النادر أن نعيشهما اليوم .
التعبير عن مشاعر مقابل التعبير عن معلومات
حتى نحن اليوم لا نزال نحتاج الى مترجمين ، فمن النادر أن يعني الرجال والنساء نفس الشيء ، حتى عندما يستعملون نفس الكلمات ، على سبيل المثال ، عندما تقول امرأة "أشعر بأنك لا تنصت أبدا" لا تتوقع هي أن تؤخذ كلمة "أبداً " حرفيا . واستعمال كلمة "ابدا" يكون فقط طريقة للتعبير عن الإحباط الذي تشعر به في تلك اللحظة . انها لا ينبغي أن تؤخذ كما لو أنها معلومات حقيقية .
وللتعبير عن مشاعرهن بصورة تامة ، تنتحل النساء رخصة شعرية ويستعملن مختلف صيغ التفاصيل والمجازات والتعميمات ، ويأخذ الرجال خطأ هذه التعبيرات حرفيا . ولأنهم يسيئون فهم المعنى المقصود . يكون رد فعلهم عادة بأسلوب غير تدعيمي . في المخطط التالي قائمة بعشر شكاو يساء فهمها بسهولة بالاضافة الى توضيح كيف يحتمل ان يستجيب الرجل بطريقة غير تدعيمية .
عشر شكاوي شائعة يساء فهمها بسهولة

هكذا تتحدث النساء   هكذا يجيب الرجال
نحن لا نخرج أبداً .   هذا ليس صحيحا ، لقد خرجنا الأسبوع الماضي .
الكل يتجاهلني .   أنا متأكد من أن البعض ينتبه لك .
أنا متعبة ، لا أستطيع عمل أي شيء .   هذا سخف ، أنت لست عاجزة .
أريد أن أنسى كل شيء .   اذا كنت لا تحبين عملك فأتركيه .
هذا المنزل دائماً غير مرتب .   انه ليس دائما غير مرتب .
لا أحد ينصت إلى .   ولكني أنصت إليك الآن .
لا شيء يسير بصورة حسنة .   هل تريدين القول أن هذا خطأي .
أنت لم تعد تحبني .   طبعا أنا أحبك ، ولهذا أنا هنا .
نحن دائما في عجلة من أمرنا .   لسنا كذلك ، استرحنا يوم الجمعة .
أريد رومانسية أكثر .   تقصدين بأني غير رومانسي .
 
تستطيع أ ترى كيف أن الترجمة الحرفية لكلمات النساء يمكن أن تضلل الرجل الذي اعتاد على استعمال اللغة كوسيلة لنقل حقائق ومعلومات فقط . ونستطيع أيضا أن ترى كيف يمكن أن تقود استجابات الرجل الى مجادلة . إن الاتصال غير الواضح وغير الودي أكبر مشكلة في العلاقات . والشكوى رقم واحد لدى النساء في العلاقات هي :
"إنني لا أشعر بأنني مسموعة"  حتى هذه الشكوى يساء فهمها ويساء تفسيرها !
وترجمة الرجل الحرفية لعبارة "إنني لا أشعر بأنني مسموعة" تقوده إلى إبطال مشاعرها ومجادلتها حول ذلك . فهو يظن أنه قد سمعها إذا كان قادرا على إعاتدة ما قد قالته . وترجمة قول المرأة "إنني لا أشعر بإنني مسموعة" بحيث يستطيع الرجل تأويلها بطريقة صحيحة هي : "أشعر كما لو أنك لا تفهم تماما ما أقصد حقا قوله أو لا تهتم كيف أشعر ، هل لك أن تبين لي أنك مهتم بما كان علي أن أقوله؟" .
اذا فهم الرجل حقا شكواها فإنه سيجادل أقل ويكون بإمكانه أن يستجيب بطريقة أكثر إيجابية . وعندما يكون الرجال والنساء على وشك الجدال فإنهم في الغالب يسيئون فهم بعضهم بعضا . من المهم في مثل هذه الاوقات أن يعيدوا التفكير أو يعيدوا ترجمة ما قد سمعوه .
ولأن الكثير من الرجال لا يفهمون أن النساء يعبرن عن مشاعرهن بطريقة مختلفة فإنهم بطريقة غير ملائمة يحكمون سلبيا على مشاعر شريكاتهم أو يبطلونها وهذا يقود الى مجادلات . لقد تعلم أهل المريخ الأوائل تفادي الكثير من المجادلات عن طريق الفهم الصحيح وكلما أدى الإنصات إلى بعض المقاومة ، راجعوا قاموس المفردات المريخي/الزهري للحصول على تأويل صحيح .
عندما تتحدث الزهريات
يحتوي الجزء التالي على مقتبسات مختلفة من قاموس المفردات الزهرية/المريخية المفقود . كل واحدة من الشكاو العشر الموجودة في القائمة أعلاه مترجمة بحيث يستطيع الرجل أن يفهم معناها الحقيقي والمقصود . وكل ترجمة تحتوي على تلميح للكيفية التي تريد منه أن يستجيب بها .
عندما تكون الزهرية متضايقة فإنها لا تستعمل فقط تعميمات وما شابه ذلك لكنها تطلب مساندة من نوع معين . إنها لا تطلب تلك المساندة مباشرة لأن كل واحد على سطح الزهرة يعرف أن الكلمات المثيرة تعني مطلبا معينا .
وفي كل ترجمة يظهر هذا الطلب الخفي للمساندة ، فإذا استطاع الرجل الذي يستمع لامرأة أن يدرك هذا المطلب الضمني واستجاب تبعا لذلك فإنها ستشعر بأنها سمعت حقا وأنها محبوبة .
قاموس المفردات الزهرية / المريخية
"نحن لا نخرج أبداً" حين تترجم إلى المريخية تعني "أشعر برغبة في الخروج وعمل شيء ما سوية ، نحن دائما نقضي وقتا ممتعا ، وأحب أن أكون معك ، مارأيك؟ هل تأخذني للعشاء خارج المنزل ؟ لقد مرت عدة أيام منذ أن خرجنا" .
من دون هذه الترجمة ، عندما تقول امرأة "نحن لا نخرج ابدا" ربما يسمع الرجل "انت لا تقوم بواجبك ، يا لخيبة الآمال فيك ، نحن لم نعد نقوم بشيء معا أبداً لأنك كسول وغير رومانسي وممل" .
"الكل يتجاهلني" حين تترجم الى المريخية تعني "اليوم اشعر بأنني متجاهلة وغير معترف بي ، أشعر وكأن أحدا لا يلحظ وجودي ، أنا بالطبع متأكدة أن البعض يلحظ وجودي ولكن لا يبدو أنهم مهتمون بي ، أظن أنني ممتنه حقا للجهد الذي تبذله وأشعر أحيانا كأنني لست مهمة بالنسبة اليك ، أخشى أن عملك أكثر أهمية مني ، هل لك أن تضمني وتخبرني كم أنا عزيزة عليك ؟" .
من دون هذه الترجمة ، حين تقول امرأة "الكل يتجاهلني" ربما يسمع الرجل "أنا تعسة جداً ، إنني حقا لا أستطيع الفوز بالانتباه الذي أحتاج إليه ، كل شيء يدعو إلى اليأس تماماً . حتى أنت لا تلحظ وجودي ، وأنت الشخص الذي يفترض فيه أن يحبني ، يجب أن تخجل . إنك غير ودود تماما ، أنا لا يمكن أن أتجاهلك بهذه الطريقة" .
"إنني متعبة للغاية ، ولا أستطيع عمل أي شيء" حين تترجم إلى المريخية تعني "لقد كنت أقوم بعمل كثير اليوم ، إني بحاجة إلى راحة قبل أن أستطيع القيام بأي شيء آخر . إنني محظوظة لأني أتلقى مساندتك . هل لك أن تضمني وتؤكد لي بأنني أؤدي عملا جيدا وأنني أستحق أخذ راحة ؟" .
من دون هذه الترجمة عندما تقول امرأة "إنني متعبة للغاية ولا استطيع عمل أي شيء" ربما يسمع الرجل "أنا أقوم بكل شيء وأنت لا تعمل شيئا ، يجب أن تقوم بعمل أكثر . أنا لا أستطيع عمل كل شيء . إني أشعر بيأس شديد ، أريد رجلا حقا أعيش معه ، لقد كان اختياري لك غلطة كبرى" ؟
"أريد أن أنسى كل شيء" حين تترجم الى المريخية تعني "أريدك أن تعرف بأنني أحب عملي وحياتي ولكني اليوم مثقلة للغاية ، أتمنى أن أعمل شيئا معززاً حقا لنفسي قبل أن أعود الى مسئولياتي مرة أخرى . هل لك أن تسألني ما الأمر ، ثم تستمع الي بتعاطف دون أن تقدم أي حلول ؟ أريد فقط أن أشعر بأنك تفهم الضغط الذي أشعر به ، ان ذلك سيجعلني أشعر بتحسن أكثر ، انه يعينني على الاسترخاء وسأعود غدا الى تولي مسؤولية معالجة الأمور" .
من دون هذه الترجمع حين تقول امرأة "أريد أن أنسى كل شيء" ربما يسمع الرجل "على أن أقوم بالكثير الذي لا أرغب القيام به ، انني تعسة معك وفي علاقتنا ، اريد شريكا أفضل يستطيع أن يجعل حياتي أكثر اشباعا ، إنك تقوم بعمل فظيع" .
عندما لا يتحدث أهل المريخ
إن أحد التحديات الكبيرة للرجال هو التأويل الصحيح ومساندة المرأة عندما تتحدث عن مشاعرها ، وأكبر تحد للمرأة هو التأويل الصحيح ومساندة الرجل عندما يمسك عن الحديث فالنساء يسئن تفسير الصمت بسهولة .
يحدث كثيرا أن يتوقف الرجل فجأة عن الحديث ويصبح صامتا . لم يكن هذا معروفا على سطح الزهرة ، تظن المرأة في البداية أن الرجل أخرس ، تظن أنه ربما لا يسمع ما يقال ولهذا لا يستجيب .
إن الرجال والنساء يعالجون المعلومات بطريقة مختلفة جدا ، فالنساء يفكرن بصوت مرتفع ويشاركن المستمع المهتم في عملية الاستكشاف الداخلي . حتى اليوم ، كثيرا ما تكتشف المرأة ما تريد أن تقوله من خلال عملية التحدث فقط . وعملية السماح للأفكار بالتدفق بحرية والتعبير منها بصوت مسموع يساعدها على الوقوع على حدسها . هذه العملية طبيعية تماما وضرورية بشكل خاص أحيانا .
لكن الرجال يعالجون المعلومات بطريقة مختلفة جدا ، انهم قبل ان يتكلموا او يجيبوا "يقلبون" الأمر بصمت أولا أو يفكرون فيما سمعوه أو خبروه ، ويقومون داخليا وبصمت بتخمين الجواب الاصح أو الاكثر نفعا ، فهم يشكلونه داخليا اولا ثم يعبرون عنه . هذه العملية قد تستغرق دقائق الى ساعات ، ولجعل الامور اكثر إرباكاً للنساء فإنه اذا لم يكن لديه معلومات كافية لمعالجة الجواب فلربما لا يستجيب الرجل بتاتا .
والنساء يحتجن الى ان يفهمن انه حينما يكون الرجل صامتا فإنه يقول " لا أدري بعد ما أقول ، لكني أفكر في الأمر" إن ما يسمعنه بدلا من هذا هو "أنا لا أجيبك لأنني لا أهتم بك ، وسأتجاهلك . إن ما قلته لي غير مهم ولهذا أنا لا أستجيب" .
كيف يكون رد فعلها على صمته
النساء يسئن تفسير صمت الرجل ، واعتمادا على ما تشعر به ذلك اليوم ربما تبدأ المرأة تتخيل الأسوأ تماما "انه يكرهني ، انه لا يحبني ، انه سيتركني الى الابد" وهذا ربما فجر حينئذ أعمق مخاوفها وهو "أخشى اذا هجرني ان لا يحبني احد إلى الأبد ، أنا لا أستحق الحب"
حين يكون الرجل صامتا يكون من السهل على المرأة ان تتخيل الاسوأ لأن الأوقات الوحيدة التي تكون المرأة فيها صامتة هي عندما يكون ما ستقوله مؤلما او عندما لا تريد التحدث الى شخص لأنها لم تعد تثق به ولا تريد أن يكون لها أي شأن به ، لا عجب إذا أن تصبح النساء غير آمنات عندما يصبح الرجل فجأة هادئاً !!
عندما تستمع المرأة الى امرأة أخرى فإنها تستمر في طمأنة المتحدثة بأنها تستمع وأنها حريصة عليها ، وعندما تتوقف المتحدثة برهة تقوم الأنثى المستمعة بغريزتها بطمأنة المتحدثة بإحداث استجابات تطمينية مثل "أوه ، همم ، آه ، أهاه ، أو أوف" .
ودون هذه الاستجابات التطمينية يمكن ان يكون صمت الرجل مخيفا جدا . وعن طريق فهم كهف الرجل تستطيع النساء ان يتعلمن تأويل صمت الرجل بطريقة صحيحة وأن يستجبن له .
فهم الكهف
على النساء أن يتعلمن الكثير عن الرجل قبل ان تكون علاقتهما مشبعة حقا . انهن يحتجن الى ان يتعلمن انه حين يكون الرجل متضايقا او يعاني من ضغوط فإنه سيتوقف آليا عن الكلام ويدخل الى "كهفه" لتدبير الأمور ، ويحتجن الى ان يتعلمن انه لا احد يسمح له بالدخول في ذلك الكهف ، ولا حتى أعز أصدقاء الرجل . هكذا كان الأسلوب على سطح المريخ ، يجب ان لا تصبح النساء مذعورات من انهن ارتكبن خطأ شنيعا . انهن يحتجن الى ان يتعلمن تدريجيا انه اذا تركن الرجال يدخلون الى كهوفهم فقط ، فإنهم بعد زمن يسير سيخرجون وسيكون كل شيء على مايرام .
هذا الدرس صعب على النساء لأن أحد القواعد الذهبية على سطح الزهرة كانت عدم التخلي عن صديقة حين تكون متضايقة ، انه لا يبدو ان من الود حقا ان تتخلى عن اعز فرد من اهل المريخ اذا كان متضايقا . ولأنها حريصة عليه تريد المرأة ان تدخل الى الكهف لتقدم له العون .
بالإضافة الى ذلك فهي كثيرا ما تفترض خطأ انها اذا استطاعت ان تسأله كثيرا من الاسئلة عن حقيقة شعوره وان تكون مستمعة جيدة فإنه عندئذ سيشعر بتحسن . وهذا فقط يزيد من ضيق المريخي . انها تريد غريزيا أن تسانده بالأسلوب الذي تود أن تتم مساندتها به . إن نياتها حسنة ، ولكن النتيجة عكسية .
يحتاج كل من الرجال والنساء إلى أن يتوقفوا عن تقديم أسلوب الرعاية الذي يفضلونه ويبدأون بتعلم الأساليب الأخرى لكيفية تفكير وشعور ورد فعل شركائهم .
لماذا يدخل الرجال الى كهوفهم
يدخل الرجال الى كهوفهم او يصبحون هادئين لأسباب مختلفة .
1.    حين يحتاج الى ان يفكر في مشكلة ليجد لها حلا عمليا .
2.  حين لا تكون لديه اجابة عن تساؤل أو مشكلة . لم يتعلم الرجال ابدا أن يقولوا "يا إلهي ، ليست لدي اجابة ، انني احتاج الى ان ادخل كهفي لأجد إجابة" والرجال الآخرون يفترضون أنه يقوم بذلك تماما عندما يكون هادئاً .
3.  عندما يصبح منزعجا او يعاني من ضغط ، يحتاج في مثل هذه الاوقات الى ان يكون وحيدا ليهدأ ويستعيد قوته مرة أخرى . إنه لا يريد أن يفعل أو يقول شيئا يندم عليه .
4.  حين يحتاج الى ان يستجمع نفسه ، ويصبح هذا السبب الرابع مهما جدا عندما يقع الرجال في الحب . في بعض الأوقات يبدأون في فقد أو نسيان أنفسهم . انهم يشعرون ان الكثير من المودة يجردهم من قوتهم ، ويحتاجون الى ان يضبطوا مدى اقترابهم . وكلما اقتربوا جدا الى درجة فقد انفسهم تدق اجراس الإنذار ويكونون في طريقهم الى داخل الكهف ونتيجة لذلك يستعيدون نشاطهم ويجدون ذاتهم الودودة القوية مرة أخرى .
لماذا تتحدث النساء
تتحدث النساء لأسباب مختلفة ، احيانا تتحدث النساء لنفس السبب الذي يتوقف الرجال بسببه عن الكلام ، هذه اربعة أسباب شائعة لحديث النساء :
1.    لإيصال أو جمع معلومات (هذا عموما هو السبب الوحيد لحديث الرجل) .
2.  لسبر واكتشاف ما تريد ان تقوله (يتوقف هو عن الحديث ليقرر في داخله ماذا يريد ان يقول وتتحدث هي لتفكر بصوت مرتفع) .
3.  لتشعر بتحسن وتوازن أكثر اذا كانت متضايقة (يتوقف هو عن الحديث عندما يكون متضايقا وفي كهفه تكون لديه الفرصة ليهدأ) .
4.  لخلق مودة ، فعن طريق البوح بمشاعرها الداخلية تكون قادرة على معرفة ذاتها الودودة (يتوقف المريخي عن الحديث لكي يجد ذاته مرة أخرى ، ويخشى أن يفقده كثير المودة ذاته) .
من دون هذا الفهم الأساسي لاختلافاتنا وحاجاتنا يكون من الصعب ادراك لماذا يعاني الأزواج في علاقاتهم .
الاحتراق بواسطة التنين
من المهم للنساء أن يفهمن عدم محاولة جعل الرجل يتحدث قبل أن يكون مستعداً .
يجب على النساء أن يتذكرن أن الرجل اذا كان منزعجا او يعاني من ضغط فسينسحب الى داخل كهفه ويجب على المرأة أن لا تأخذ الأمر بصفة شخصية لأن هذا سيحدث من وقت الى آخر ، فهذا لا يعني انه لا يحبها وهو سيعود ولكن الاهم هو :
تحذير المرأة من اللحاق به الى كهفه ، فإن فعلت فستحرق من قبل التنين الذي يحرس الكهف .
الكثير من النزاعات غير الضرورية نجمت عن لحاق المرأة بالرجل في كهفه . النساء لم يفهمن تماما بعد بأن الرجال يحتاجون حقا الى ان يكونوا وحدهم عندما يكونون متضايقين ، فعندما ينسحب الرجل الى داخل كهفه لا تدرك المرأة تماما ماذا يحدث ، وتحاول بطبيعتها ان تجعله يتحدث ، فإذا كانت هناك مشكلة فهي تأمل أن ترعاه عن طريق سحبه الى الخارج وجعله يتحدث عنها .
تسأل "هل هناك مشكلة؟" يقول "لا" ولكنها تشعر انه متضايق وتتساءل لماذا يحبس مشاعره وبدلا من تركه يحل الامر في داخل كهفه تقاطع دون علم هذه العملية الداخلية وتسأل مرة أخرى "أعرف أن شيئا ما يضايقك ، ماهو؟ "
يقول "لا شيء"
تسأل "لا شيء ، شيء ما يضايقك ، بماذا تشعر؟"
يقول "انظري ، انا بخير ، والآن دعيني لوحدي"
تقول "كيف تعاملني بهذه الطريقة؟ أنت لم تعد تكلمني ، كيف لي ان اعرف بماذا تشعر؟ إنك لا تحبني ، وأشعر بأني مرفوضة من قبلك"
عند هذه النقطة يفقد السيطرة ويبدأ بقول أشياء سيندم عليها لاحقاً ، ويخرج تنينه ويحرقها .
عندما يتحدث أهل المريخ فعلاً
تحترق النساء ليس فقط حين ينتهكن دون علم وقت استبطان الرجل ولكن ايضا عندما يسئن تفسير تعبيراته والتي هي عموما تحذيرات بأنه إما في كهفه أو في طريقه الى الكهف وعندما يسأل "ماالأمر؟" يقول المريخي شيئا مختصرا مثل "لا شيء" أو "أنا بخير" .
هذه الاشارات المختصرة هي عموما الأسلوب الوحيد لتدرك الزهرية فتعطيه مساحة ليتدبر أمر مشاعره بمفرده وبدلا من قول "أنا متضايق وأحتاج الى بعض الوقت بمفردي" يصبح الرجال هادئين فقط .
في المخطط التالي ست علامات إنذار مختصرة يشيع التعبير عنها وكيف يمكن أن تستجيب النساء دون علم بأسلوب تطفلي غير تدعيمي :
ست علامات إنذار مختصرة شائعة
عندما تسأل المرأة "ما الأمر؟"

يقول الرجل   تجيب المرأة
انا على ما يرام أو كل شيء على ما يرام   اعرف ان شيئا ما خطأ ، ماهو ؟
انا بخير أو الأمور حسنة   ولكن يبدو أنك منزعج ، دعنا نتكلم
لا شيء   أريد أن أساعد ، أعرف أن شيئا مايزعجك ، ماهو ؟
لا عليك أو أنا في حال حسنة   هل أنت متأكد ؟ أنا مسرورة بأن أساعدك
الأمر لا يستحق   ولكن شيئا ما يزعجك ، اعتقد بأننا يجب أن نتكلم
لا مشكلة   لكنها مشكلة ، أستطيع المساعدة
عندما يقوم الرجل بإصدار إحدى هذه التعليقات المختصرة فهو يريد عموما قبولا صامتا ومساحة ، ولتجنب إساءةالفهم والذعر غير الضروري في أوقات كهذه كانت الزهريات يسترشدن بقاموس المفردات المريخي / الزهري ، ومن دون هذه المساعدة تسيء النساء تفسير تلك التعبيرات المختصرة .
تحتاج النساء الى ان يعرفن انه حين يقول الرجل "أنا بخير" فإنها نسخة مختصرة لما يعنيه حقا وهو "أنا بخير لأني أستطيع التعامل مع الأمر بمفردي ، إنني لا أحتاج إلى أي مساعدة ، سانديني من فضلك بعدم القلق بشأني ، وثقي بأني قادر على التعامل مع الأمر كله بنفسي" .
ومن دون هذه الترجمة ، حين يكون متضايقا ويقول "أنا بخير" يظهر لها بأنه ينكر مشاعره أو مشكلاته ، ثم تحاول مساعدته بطرح أسئلة أو الحديث عما تعتقد أنه المشكلة ، إنها لا تدرك أنه يتكلم لغة مختصرة .
فيما يلي مقبسات من قاموس مفرداتهم .
قاموس المفردات المريخية / الزهرية
"أنا على مايرام" حين تترجم إلى الزهرية تعني "أنا على مايرام واستطيع ان اتعامل مع ما يزعجني ، لا أحتاج إلى أي مساعدة ، شكراً لك"
من دون هذه الترجمة ، عندما يقول "أنا على مايرام" ربما تسمع هي "إنني غير متضايق لأني لا أهتم" أو ربما تسمع "إنني غير مستعد لمشاركتك شعوري بالضيق ، أنا لا أثق بأنك ستكونين هناك من اجلي"
"أنا بخير" حين تترجم الى الزهرية تعني "انا بخير لاني اتعامل بنجاح مع ما يضايقني او مع المشكلة ، انني لا احتاج أي مساعدة ، واذا احتجت سأسأل"
من دون هذه الترجمة عندما يقول "انا بخير" ربما تسمع هي "انني لا اهتم بما يحدث ، هذه المشكلة ليست ذات أهمية بالنسبة إلي حتى ولو أزعجك هذا ، أنا لا أهتم"
"لا شيء" حين تترجم الى الزهرية تعني "لا شيء يضايقني بحيث لا استطيع ان اعالجه بمفردي ، من فضلك لا تسألي أسئلة أخرى عن هذا الموضوع"
من دون هذه الترجمة عندما يقول "لا شيء" ربما تسمع هي "انا لا أدري ما الذي يضايقني ، انني بحاجة الى ان تسأليني أسئلة لتساعديني على اكتشاف ما يحدث" عند هذه النقطة تشرع في إغضابه بطرح أسئلة في حين أنه يريد حقا أن يترك لمفرده .
"لا عليك" حين تترجم الى الزهرية تعني "انها مشكلة ولكن لا لوم عليك ، استطيع حل الامر داخل نفسي ، اذا لم تقاطعي عمليتي هذه بطرح اسئلة اخرى او تقديم اقتراحات . تصرفي فقط كأن شيئا لم يكن وانا استطيع ان اعالجها داخل نفسي بفاعلية أكبر"
من دون هذه الترجمة عندما يقول "لا عليك" ربما تسمع هي "من المفترض ان تكون هكذا ، لا شيء يحتاج الى تغيير ، تستطيعين انت ايذائي وانا استطيع ايذاءك" أو تسمع "لا عليك هذه المرة ولكن تذكري ان الذنب ذنبك ، تستطيعين ان تفعلي هذا مرة ولكن لا تكرريها مرة أخرى وإلا" .
"الأمر ليس بتلك الأهمية" حين تترجم الى الزهرية تعني " الامر ليس بتلك الاهمية لاني استطيع ان اصلح الأمر مرة أخرى ، من فضلك لا تسهبي في هذه المشكلة أو تتحدثي عنها اكثر ، ان هذا يجعلني متضايقا اكثر ، انني اتحمل مسئولية حل هذه المشكلة وسأكون سعيدا بأن أحلها" .
من دون هذه الترجمة ، عندما يقول "الامر ليس بتلك الاهمية" ربما تسمع هي "انت تجعلين من الحبة قبة ان ما يخصك اهم من ذلك ، لا تبالغي في رد الفعل" .
"لا مشكلة" حين تترجم الى الزهرية تعني "ليس لدي مشكلة في فعل هذا او في حل المشكلة ويسعدني ان اقدم لك هذه الهدية" .
من دون هذه الترجمة حين يقول "لا مشكلة" ربما تسمع هي "هذه ليست مشكلة ، لماذا تصنعين منها مشكلة او تطلبين مساعدة؟" ثم بطريق الخطأ تشرح له لماذا هي مشكلة .
إن استعمال قاموس المفردات المريخي / الزهري هذا يمكن أن يعين النساء في فهم ماذا يقصد الرجال حقا عندما يختصرون ما يقولون . إن ما يقوله حقا هو أحيانا عكس ما تسمع .
ماذا تفعلين عندما يدخل كهفه
عندما أشرح عن الكهف والتنين ، تريد النساء أن يعرفن كيف يستطعن من تقليل الوقت الذي يقضيه الرجال في كهوفهم ، عند هذه النقطة أطلب من الرجال أن يجيبوا ، وهم في العادة يقولون كلما حاولت النساء أكثر أن يجعلوهم يتحدثون أو يخرجون ، كلما طال الوقت .
هناك تعليق آخر شائع عند الرجال وهو "من الصعب أن أخرج من الكهف عندما أشعر أن رفيقتي تستهجن الزمن الذي أقضيه في الكهف" .
إن جعل الرجل يشعر بالخطأ لدخوله الى كهفه له تأثير على إعادته الى الكهف حتى عندما يرغب في الخروج .
عندما يدخل الرجل الى كهفه فإنه يكون في العادة مجروحاً أو يعاني من ضغط وهو يحاول أن يحل مشكلته بمفرده . وتقديم المساندة بالطريقة التي ترغب بها المرأة له تأثير عكسي . هناك مبدئيا ستة أساليب لمساندته عندما يدخل الى كهفه (سيقلل تقديم هذه المساندة من الوقت الذي يحتاج الى ان يقضيه بمفرده) .
كيف تساندين رجلا في كهفه
1.    لا تستهجني حاجته الى الإنسحاب .
2.    لا تحاولي مساعدته في حل مشكلته بتقديم مقترحات .
3.    لا تحاولي رعايته بطرح أسئلة حول مشاعره .
4.    لا تجلسي عند باب الكهف تنتظرين خروجه .
5.    لا تقلقي عليه أو تشعري بالأسى من أجله .
6.    قومي بعمل شيء يجعلك سعيدة .
 
إذا كنت تحتاجين إلى التحدث أكتبي له رسالة على أن تقرأ لاحقاً بعد أن يخرج واذا كنت بحاجة الى رعاية تحدثي الى صديقة ، لا تجعليه المصدر الوحيد للإشباع بالنسبة إليك .
يريد الرجل أن يثق زهريته المحبوبة بأنه يقدر على أن يتدبر ما يزعجه . فالثقة بأنه قادر على تدبر مشكلاته مهم جدا لكرامته وكبريائه وتقديره لذاته .
أن لا تقلق عليه صعب بالنسبة إليها . القلق بشأن الغير يعتبر أحد أساليب النساء في التعبير عن حبهن واهتمامهن . انه اسلوب لإظهار الحب .
ومما يثير السخرية ان الرجال يظهرون حبهم بعدم القلق ، فالرجل يتساءل "كيف تقلقين بشأن الشخص الذي تعجبين به وتثقين فيه؟" .
لقد إقتضى الأمر مني سنوات لأفهم أن زوجتي كانت تريد مني فعلاً أن أقلق بشأنها عندما تكون متضايقة . فمن دون هذا الوعي بحاجاتنا المختلفة ربما أقوم بالتقليل من أهمية همومها وهذا يجعلها أكثر ضيقاً .
عندما يدخل الرجل الكهف فهو يحاول ان يحل مشكلة ، فإذا كانت شريكته سعيدة أو غير محتاجة في هذا الوقت ، عندئذ تكون لديه مشكلة اقل تحتاج الى حل قبل ان يخرج ومعرفة انها سعيدة معه يعطيه ايضا قوة اكبر لمعالجة مشكلته وهو في الكهف .
أقرئي كتابا ، اسمعي موسيقى ، اعملي في الحديقة ، قومي بتمارين رياضية ، احصلي على تدليك ، استمعي الى اشرطة تنمية الذات ، تناولي وجبة شهية ، اتصلي بصديقة وتحدثي حديثا مطولا ، اكتبي مذكرات ، اذهبي للتسوق ، صلي أو تأملي ، اذهبي في نزهة على قدميك ، شاهدي التلفزيون او الفيديو .
كيف تعبرين عن المساندة لفرد من أهل المريخ
حتى عندما يخرجون من الكهف يود الرجال ان يوثق بهم ، انهم لا يحبون النصح او التعاطف دون طلب ، انهم يحتاجون الى ان يختبروا انفسهم ، فكونهم قادرون على انجاز اشياء دون مساعدة الآخرين يعتبر مفخرة لهم (بينما بالنسبة الى النساء ، عندما يساعدهن شخص ما ، يعتبر الحصول على علاقة تدعيمية مفخرة لهن) والرجل يشعر بالمساندة عندما تتواصل المرأة معه بأسلوب مفاده "أنا أتكل عليك في معالجة الأمور إلا إذا سألتني العون بصورة مباشرة" .
إن النساء يقدرن على تشجيع الرجل على أن يبذل أكثر بسؤاله المساندة مباشرة –دون أن يكن انتقاديات او يقدمن نصحا ، بالاضافة الى ذلك إذا تصرف بطريقة لا تحبها تستطيع ببساطة وبطريقة مباشرة أن تخبره بأنها لا تحب سلوكه ، دون إصدار حكم بأنه مخطيء أو سيء .
كيف تتقدمين الى رجل بانتقاد أو نصيحة
من دون إدراك كيف أنهن يطفئن الرجال بالنصح غير المطلوب والانتقاد ، كثير من النساء يشعرن بعجز عن الحصول على ما يحتجن اليه من الرجل .
يجب عليها ان تحاول اعطاءه تقبلا وديا ، هذا ما يحتاج اليه وليس محاضرات ، وبمجرد ان يشعر بتقبلها سيبدأ يسأل عما تعتقد ولكن اذا استشعر مطالبتها بأن يتغير فلن يطلب نصيحة او اقتراحات .
إن الرجال يحتاجون الى أن يشعروا بأمن تام قبل أن ينفتحوا ويطلبوا المساندة ، خصوصا في العلاقة الحميمة .
بالاضافة الى الثقة بصبر في ان شريكها سينمو ويتغير ، اذا كانت المرأة لا تحصل على ما تحتاج اليه او تريده فهي تستطيع ويجب أن تشركه في مشاعرها وتقدم طلباتها ولكن ايضا من دون نصح او انتقاد ، هذا فن يتطلب عناية وابداع . هذه اربع طرق ممكنة :
1.  تستطيع المرأة ان تخبر الرجل بأنها لا تحب الطريقة التي يلبس بها دون ان تعطيه محاضرة في كيف يلبس . تستطيع ان تقول عرضيا عندما يقوم بارتداء ملابسه "لا أحب ذلك القميس عليك ، هل يمكنك ان تلبس الليلة غيره؟" اذا تضايق من ذلك التعليق عندها يجب عليها ان تحترم حساسيته وتعتذر ، يمكن لها ان تقول "أنا آسفة لم أكن أقصد أن أقول لك كيف تلبس" .
2.  إذا كان حساساً الى تلك الدرجة ، وبعض الرجال كذلك ، عندها تستطيع أن تتكلم عن الأمر في وقت آخر ، يمكن أن تقول "هل تتذكر ذلك القميص الذي لبسته مع البنطلون الأخضر ؟ انني لم اكن احب تلك التوليفة ، هل لك ان تجرب لبسه مع بنطلونك الرمادي؟ " .
3.  تستطيع مباشرة ان تسأل "هل تسمح لي يوما بشراء حاجياتك ؟ أتمنى أن أنتقي ملبساً لك" اذا قال لا عندها تستطيع ان تكون واثقة بأنه لا يريد أي زيادة في الرعاية ، واذا قال نعم تأكدي من أنك لا تقدمين الكثير من النصح ، تذكري حساسيته .
4.  يمكن ان تقول "هناك شيء اريد الحديث عنه ولكن لا أدري كيف أقوله (تتوقف برهة) أنا لا أريد أن أجرح مشاعرك ، ولكنني أيضا اريد حقا ان اقوله . هل لك أن تنصت ثم تقترح علي أسلوبا أفضل للتعبير عن ذلك ؟" هذا يساعده في تجهيز نفسه للصدمة ثم يكتشف بسرور أن الأمر ليس بتلك الخطورة .
عندما لا يحتاج الرجل الى المساعدة
ربما يبدأ الرجل يشعر بالاختناق عندما تحاول المرأة أن تواسيه أو تساعده في حل مشكلاته ، انه يشعر كما لو أنها لا تثق به في معالجة مشكلاته ، ربما يشعر بأنه محكوم ، كما لو أنها تعامله كطفل أو ربما يشعر هو بأنها تريد أن تغيره .
هذا لا يعني ان الرجل لا يحتاج الى مواساة ودية . النساء يحتجن الى ان يفهمن ان من رعايته ان يحمن عن تقديم نصح دون طلب مسبق لحل مشكلاته . انه يحتاج الى مساندتها الودية ولكن بطريقة مختلفة عما تظن . فمن اساليب العناية بالرجل الامتناع عن تصحيحه او محاولة افادته .  وتقديم النصح يمكن ان يكون اسلوب رعاية اذا طلب ذلك بصورة مباشرة فقط .
يصعب جدا على الرجل أن يفرق بين التعاطف والأسى . انه يكره ان يشفق عليه احد . ربما تقول امرأة "أنا آسفة لأني جرحتك" وسيقول هو "لم يكن الأمر ذا بال" ويتخلى عن مساندتها ومن ناحية آخرى ، تحب هي أن تسمعه يقول "أنا آسف لأني جرحتك" وعندها تشعر هي بأنه يهتم حقا .
ان الرجال بحاجة الى ان يجدوا اساليب لإظهار أنهم يهتمون .
والنساء بحاجة إلى أن يجدن أساليب لإظهار أنهن يثقن .
الرعاية الزائدة تخنق
في بداية زواجي ، كانت زوجتي دائماً تسألني ، متى ستستيقظ ؟ متى ستغادر طائرتك ، ثم تقوم ببعض الحسابات العقلية وتحذرني من أنني لم أترك وقتاً كافيا للحاق بطائرتي ، في كل مرة كانت تعتقد انها تساندني لكنني لم أكن اشعر بذلك ، بل كنت أشعر بالضيق ، لقد كنت أسافر في أرجاء العالم خلال عشرين سنة ، ولم أتأخر قط عن أي رحلة . ثم في الصباح كانت تسألني قبل مغادرتي هل تذكرتك معك ؟ هل أخذت محفظتك ؟ هل تعرف أين ستقيم ؟ كانت تعتقد أنها تعبر لي عن حبها ولكنني كنت أشعر بعدم الثقة والانزعاج . في آخر الأمر جعلتها تعرف بأنني كنت ممتنا لنيتها الودية ولكنني لا أحب الرعاية بهذه الطريقة .
قلت لها اذا كانت تريد ان ترعاني ، فالطريقة التي اريد ان ترعاني بها عندئذ هي أن تحبني وتثق بي بلا قيد أو شرط . قلت لها "إذا تأخرت عن طائرتي ، لا تقولي لي : لقد أخبرتك ، ثقي بأني سأتعلم درسي وأتكيف تبعا لذلك ، واذا نسيت فرشة اسناني او عدة الحلاقة ، دعيني اتصرف بالأمر ، لا تخبريني عنها عندما أتصل بك" وبالوعي بما أريد أنا ، بدلا مما تريد هي ، كان من السهل عليها أن تنجح في تدعيمي .
قصة نجاح
في إحدى المرات في رحلة ما اتصلت مخبرا زوجتي بأنني قد تركت جواز سفري في البيت . كان رد فعلها بطريقة جميلة وودية للغاية . لم تلق علي محاضرة في أن أكون أكثر مسئولية . وبدلا من ذلك ضحكت وقالت "ياإلهي يا زوجي العزيز ، يا لها من مغامرات . ماذا ستفعل ؟"
طلبت منها أن ترسل صورة جواز سفري بالفاكس الى القنصلية ، وحلت المشكلة . كانت متعاونة للغاية . لم تذعن قط لإلقاء محاضرة علي في أن أكون أكثر إستعداداً . كانت فخورة بي أيضاً لعثوري على حل لمشكلتي .
القيام بتغييرات بسيطة
لاحظت في أحد الايام انه عندما يطلب اطفالي مني القيام بأشياء فسأقول دائما "لا مشكلة" كان ذلك أسلوبي في قول سأكون سعيداً لقيامي بذلك .
في أحد الأيام سألتني إبنتي "لماذا تقول دائما لا مشكلة؟" لم أكن حقيقة اعرف في تلك اللحظة . وبعد زمن أدركت أن هذه كانت احدى العادات المريخية المغروسة في الأعماق . وبهذا الوعي الجديد بدأت أقول "سأكون سعيداً لقيامي بذلك" هذه العبارة عبرت عن رسالتي الضمنية ومن دون شك بدت أكثر ودية لإبنتي الزهرية .
هذا المثال يرمز الى سر مهم جدا لإثراء العلاقات . اذ يمكن القيام بتغييرات بسيطة دون التضحية بهويتنا . كان هذا سر نجاح أهل المريخ وأهل الزهرة . لقد كانوا حريصين على أن لا يضحوا بطبيعتهم الحقيقية ، ولكنهم كانوا مستعدين لإحداث تغييرات بسيطة في طريقة تفاعلهم . لقد تعلموا كيف يمكن ان تنجح العلاقات بطريقة افضل بإيجاد أو تغيير مفردات قليلة بسيطة .
كيف تعبر عن المساندة لزهرية
عندما يدخل الرجل كهفه او يصبح هادئا فهو يقول "إنني بحاجة الى بعض الوقت لأفكر بهذا الشأن ، من فضلك توقفي عن التحدث الى ، إنني سأعود" انه لا يدرك ان المرأة تسمع "أنا لا أحبك ، ولا أطيق الإستماع إليك ، أنا راحل ولن أعود !" ولإبطال هذه الرسالة ولإعطاء الرسالة الصحيحة يستطيع أن يتعلم قول الكلمة السحرية "سأعود" .
عندما ينسحب الرجل تكون المرأة ممتنة له لو يقول بصوت مرتفع "إنني أحتاج الى بعض الوقت لأكون بمفردي وسأعود" .
النساء يقدرن هذا التطمين حق قدره . عندما يفهم الرجل مدى أهمية هذا بالنسبة الى المرأة يكون حينئذ قادراً على تذكر تقديم هذا التطمين .
اذا شعرت المرأة بأنها مهجورة أو منبوذة من قبل ابيها او اذا شعرت أمها بأنها منبوذة من قبل زوجها فإنها (الطفلة) حينئذ تكون أكثر حساسية لمشاعر النبذ ولهذا السبب فإنها يجب أن لا تدان لاحتياجها الى هذا التطمين . وبطريقة مشابهة يجب أن لا يدان الرجل لاحتياجه الى الكهف .
عندما تكون جروح المرأة من الماضي أقل وإذا فهمت حاجة الرجل الى قضاء وقت في الكهف حينها ستكون حاجتها الى التطمين أقل .
في عصر يكون الطلاق فيه شائعا للغاية ، فإن من الأهمية القصوى أن يكون الرجال أكثر حساسية لإعطاء التطمين . وكما أن الرجال يستطيعون أن يساندوا النساء بالقيام بتغييرات بسيطة ، فالنساء يحتجن إلى أن يفعلن نفس الشيء .
كيف تعبر من دون لوم
يشعر الرجل عادة بإنه مهاجم وملوم بمشاعر المرأة ، خاصة حين تكون متضايقة وتتحدث عن مشكلات . ولأنه لا يفهم كيف أننا مختلفون ، فإنه لا يتواصل بيسر مع حاجتها إلى أن تتحدث عن كل مشاعرها .
إنه يفترض خطأ أنها تخبره عن مشاعرها لأنها تعتقد أنه بطريقة ما مسؤول أو ملوم . ولأنها متضايقة وهي تكلمه يفترض هو أنها متضايقة منه . فعندما تشتكي يسمع هو لوماً . كثير من الرجال لا يفهمون الحاجة (الزهرية) الى البوح بمشاعر الضيق مع الناس الذين يحبونهم .
وبالتدريب والوعي باختلافاتنا تستطيع النساء ان يتعلمن كيف يعبرن عن مشاعرهن دون ان تبدو وكأنها لوم . وطمأنة الرجل على انه غير ملوم ، تستطيع المرأة عندما تعبر عن مشاعرها أن تتوقف برهة بعد عدة دقائق من البوح وتخبره كم هي ممتنة له لإنصاته .
تستطيع ان تقول بعضا من التعليقات التالية :
-       انني حقا مسرورة لأنني أستطيع أن أتكلم عنها .
-      مما يدعو الى السرور حقا أن أتكلم عنها .
-      أشعر براحة بالغة لأنني أستطيع أن أتكلم عن هذا .
-      أنا حقا مسرورة لأنني أستطيع أن أتكلم عن هذا .
-      هذا يجعلني أشعر بتحسن .
-      حسنا ما دمت الآن قد تكلمت عنها ، فأنا أشعر بأنني أفضل ، شكراً .
هذا التغيير البسيط يمكن أن يحدث أثراً عظيماً .
وفي نفس القناة تستطيع هي حين تصف مشكلاتها أن تدعمه بتثمين الأشياء التي قام بها لكي يجعل حياتها أسهل وأكثر إشباعا . فمثلا اذا كانت تشتكي من العمل يمكن لها بين حين وآخر أن تشير إلى أن مما يدعو الى الغبطة ان يكون هو في حياتها لتعود الى البيت لتجده ، واذا كانت الشكوى من المنزل يمكن حينئذ ان تشير الى انها ممتنة لأنه أصلح السور أو اذا كانت الشكوى حول النفقات تشير الى انها تثمن مدى تعبه في العمل أو اذا كانت تشتكي من احباطات كونها أماً يمكن أن تشير إلى أنها مسرورة لأنها تلقى منه العون .
الاشتراك في المسئولية
الاتصال الجيد يتطلب مشاركة الجانبين ، الرجل بحاجة الى ان يجتهد في تذكر ان الشكوى من مشكلات لا تعني اللوم وأنه حين تشتكي المرأة عموما فإنها تنفس عن احباطاتها بالحديث عنها . وتستطيع المرأة أن تعمل على إخباره أنه على الرغم من أنها تشتكي فإنها أيضا تقدره .
إن النساء لا يفكرن في بذل التقدير لأنهن يفترضن أن الرجل يعرف كم تقدر له استماعه . انه لا يعرف . عندما تتحدث عن مشكلات فهو يحتاج الى ان يطمئن بأنه محبوب ومقدر حق قدره .
والرجال يشعرون بالإحباط من المشكلات إلا إذا كانوا يقومون بشيء ما لحلها . وبالامتنان له تستطيع المرأة ان تساعده على إدراك أنه باستماعه اليها فقط فهو ايضا خير معين .
ليس على المرأة أن تقمع مشاعرها او حتى أن تغيرها لتساند شريكها لكنها تحتاج الى ان تعبر عنها بطريقة لا تجعله يشعر بأنه مهاجم ، او متهم ، او ملوم ، فالقيام بقليل من التغييرات البسيطة يؤدي إلى إحداث  فرق عظيم .
كلمات مساندة سحرية
الكلمات السحرية لمساندة الرجل هي "إنها ليست غلطتك" عندما تعبر المرأة عن مشاعر ضيقها تستطيع أن تساند الرجل بالتوقف برهة بشكل عرضي لتشجيعه بقولها "إنني ممتنة حقاً لإنصاتك ، واذا كان هذا يبدو كما لو انني اقول انها غلطتك ، فهذا ليس ما أقصده ، إنها ليست غلطتك" .
تستطيع المرأة تعلم أن تكون حساسة لمن يستمع إليها عندما تدرك ميله الى الشعور كما لو أنه فاشل عندما يسمع الكثير من المشكلات .
ماذا تفعل اذا شعرت برغبة في اللوم
إن طمأنة الرجل على أنها ليس غلطته أو انه غير ملوم ينجح فقط اذا كانت هي حقا لا تلومه او لا تستهجنه او لا تنتقده . أما اذا كانت تهاجمه فعليها ان تبوح بمشاعرها لشخص آخر . ويجب عليها أن تنتظر حتى تكون أكثر وداً وتوازنا لتتحدث إليه . تستطيع أن تبوح بمشاعر الاستياء الى شخص ليست غاضبة منه ، والذي يكون قادرا على إعطائها المساندة التي تحتاج اليها ، وبعدما تشعر بأنها أكثر ودا وتسامحا تستطيع أن تفاتحه بنجاح لتشاركه مشاعرها .
كيف تنصت من دون أن تلوم
يلوم الرجل المرأة غالبا لكونها لوامة بينما تتحدث ببراءة عن مشكلات . هذا الامر مدمر للعلاقات لأنه يقطع الاتصال .
تخيل امرأة تقول "كل ما نفعله دائما هو عمل .. عمل .. عمل .. نحن لم نعد نحصل على متعة أكثر .. أنت جاد كثيرا" يمكن بسهولة أن يشعر الرجل بأنها تلومه .
واذا شعر بأنه ملوم أقترح أن لا يرد عليه اللوم قائلاً "أشعر بأنك تلومينني"
أقترح بدلا من ذلك ان يقول "من الصعب ان اسمعك تقولين بأنني جاد جداً ، هل تقولين ان هذا خطئي لأننا لا نحصل على متعة أكثر؟" .
أو يمكن أن يقول "يؤلمني أن أسمعك تقولين بأنني جاد جدا وأننا لم نعد نحصل على أي متعة ، هل تقولين بأن هذا كله خطئي؟" .
بالاضافة الى ذلك ، ولتحسين الاتصال يمكن له أن ييسر لها مخرجا . يمكن أن يقول "يبدو كأنك تقولين أنها غلطتي لأننا نعمل كثيرا ، هل هذا صحيح؟" .
أو ربما يقول "عندما تقولين بأننا لا نحصل على أي استمتاع وأنني جاد جداً ، أشعر كأنك تقولين بأن هذا كله خطئي ، هل أنت كذلك؟ " .
كل هذه الاستجابات محترمة وتعطيها فرصة استرداد أي لوم ربما يكون قد شعر به ، عندما تقول هي "أوه .. لا .. أنا لا أقول بأن هذا كله خطؤك" ربما يشعر بشيء من الراحة .
هناك طريقة اخرى اجدها نافعة للغاية وهي أن تتذكر دائما أن لها الحق في أن تنزعج وبمجرد ان تتخلص منه ، ستشعر بتحسن كبير ، هذا الوعي يسمح لي بأن أستريح وأتذكر أنه اذا كنت قادرا على الاستماع من دون اخذ الأمر بحساسية شخصية ، حينها عندما تحتاج هي أن تشتكي فستكون ممتنة لي للغاية ، وحتى لو كانت تلومني فلن تستمر في التمسك بذلك .
فن الإنصات
كلما تعلم الرجل الإنصات وتأويل مشاعر المرأة بطريقة صحيحة ، يصبح الاتصال أسهل . كما هو الحال في أي فن ، الإنصات يتطلب ممارسة . في كل يوم عندما أعود إلى البيت ، أبحث عادة عن زوجتي وأسألها عن يومها ، وبهذا أمارس فن الإنصات .
فإذا كانت منزعجة أو مرت بضغوط في يومها أشعر في البداية كأنها تقول بطريقة ما بأنني مسئول ولذا فأنا ملوم . إن أعظم التحدي هو أن لا آخذ الأمر بطريقة شخصية .. أن لا أسيء فهمها ، أقوم بهذا عن طريق تذكير نفسي باستمرار بأننا نتكلم لغات مختلفة ، وحين أستمر في سؤالها "وماذا حدث أيضاً؟" أجد اشياء اخرى تضايقها وبالتدريج أبدأ أدرك بأنني لست المسئول الوحيد عن انزعاجها وبعد فترة عندما تبدأ في اشعاري بإمتنانها لإنصاتي حينئذ حتى ولو كنت جزئيا مسئولا عن عدم ارتياحها تصبح هي ممتنة للغاية ومتقبلة وودودة .
وعلى الرغم من أن الانصات مهارة من المهم ممارستها يكون الرجل في بعض الاحيان حساسا للغاية او يعاني من ضغوط لا يتمكن معها من ترجمة المعنى المقصود لمفرداتها . في مثل هذه الاوقات عليه ان لا يحاول حتى الانصات . بدلاً من ذلك يمكن ان يقول بلطف "هذا ليس وقتا مناسبا بالنسبة الى ، دعينا نتحدث لاحقاً" .
أحيانا لا يدرك الرجل أنه لا يستطيع الانصات حتى تبدأ هي الحديث ، فإذا اصبح محبطاً جدا بينما هو يستمع يجب عليه ان لا يحاول الاستمرار – سيصبح فقط منزعجا باضطراد – وهذا لا يفيده ولا يفيدها . بدلاً من ذلك فإن ما يدل على الاحترام هو ان يقول "إنني أريد حقا ان استمع لما تقولين ولكن في هذه اللحظة من الصعب على ان استمع ، اعتقد أنني بحاجة الى بعض الوقت للتفكير فيما قلته الآن" .
حينما تعلمت أنا وزوجتي الاتصال بطريقة نحترم بها اختلافاتنا ونفهم حاجات بعضنا بعضا اصبح زواجنا اكثر سهولة . ازدهرت العلاقة عندما عكس الاتصال تقبلا حاضرا واحتراما لاختلافاتنا الفطرية .
عندما يبرز سوء فهم ، تذكر أننا نتحدث بلغات مختلفة ، خذ الوقت الكافي لترجمة ما يقصد شريكك حقا أو ما يريد أن يقوله ، هذا بكل تأكيد يتطلب تدريبا ولكن الأمر يستحق .
 
الفصل السادس
الرجال مثل الأحزمة المطاطية
الرجال مثل الأحزمة المطاطية ، عندما ينسحبون ، يستطيعود الابتعاد بمقدار ما فقط قبل أن يرتدوا إلى الخلف ، ان الحزام المطاطي هو المجاز المثالي لفهم دورة المحبة الذكرية ، هذه الدورة تقتضي الاقتراب ثم الانسحاب ثم الاقتراب مرة أخرى .
معظم النساء يندهشن حين يدركن أنه حتى عندما يحب رجل امرأة ، فإنه يحتاج دوريا الى ان ينسحب قبل ان يتمكن من الاقتراب . والرجال يشعرون فطريا بهذه الدفعة الى الانسحاب ، انها ليست قرارا او اختيارا ، انها تحدث فقط ، والأمر ليس خطؤه ولا خطؤها ، إنها دورة طبيعية .
تسيء النساء تفسير انسحاب الرجل لأن المرأة تنسحب عادة لأسباب مختلفة ، إنها تنسحب عندما لا تثق به في فهم مشاعرها ، وعندما تكون مجروحة وتخشى أن تجرح مرة أخرى أو عندما يرتكب خطأ ويخيب ظنها .
يمكن بالتأكيد أن ينسحب الرجل لنفس الاسباب ولكنه ينسحب ايضا حتى ولو لم ترتكب أي خطأ . ربما يحبها ويثق بها ثم يبدأ فجأة بالانسحاب . إنه يشبه الحزام المطاطي المشدود ، حيث ينأي بنفسه ثم يعود بنفسه .
والرجل ينسحب لإشباع حاجته للحرية أو الاستقلال وعندما يبلغ مداه بالكامل يرتد فورا بعد ذلك الى الوراء وعندما ينفصل تماما سيشعر فجأة بعد ذلك بحاجته الى الحب والمودة مرة أخرى . وسيكون بصورة آلية محفزا أكثر لبذل محبته وتلقي الحب الذي يحتاج اليه . وعندما يرتد الرجل الى الوراء فأنه يشرع في العلاقة على أي مستوى من المحبة كانت عندما ابتعد ، إنه لا يشعر بأي حاجة إلى فترة من الزمن ليعيد الإطلاع على الأمور مرة أخرى .
ما يجب أن تعرفه كل امرأة عن الرجال !!!!
إذا تم فهم دورة المحبة الذكرية ، فإنها تؤدي إلى إثراء العلاقة ولكن لأنه يساء فهمها فإنها تؤدي إلى خلق مشكلات غير ضرورية ، دعونا نسبر مثالاً :
كانت فلانة حزينة وقلقة ومضطربة ، لقد كانت وزوجها في حياة حالمة ثم من دون أي سبب ظاهر بدأ ينأي بنفسه عاطفيا لم تكن قادرة على فهم سبب انسحابه الفجائي ، قالت "في وقت من الاوقات كان غاية في اللطف وبعد ذلك لم يكن حتى راغبا في التحدث معي ، لقد حاولت بشتى الطرق ان ساتعيده ولكن يبدو انها تزيد الامر سوءا فقط .. يبدو انه بعيد للغاية .. لست ادري ما هو الخطأ الذي ارتكبته .. هل انا فظيعة الى هذه الدرجة؟ " .
حين انسحب زوجها اخذت الأمر بصورة شخصية وهذا رد فعل شائع ، لقد ظنت انها ارتكبت خطأ ما وكانت تلوم نفسها ، كانت تريد اصلاح الامور مرة اخرى ، ولكن بقدر ما حاولت التقرب اليه بقدر ما ابتعد .
وعندما فهمت دورة المحبة الذكرية كانت في غاية الارتياح ، لقد اختفى قلقها واضطرابها مباشرة ، والاهم من ذلك انها توقفت عن لوم نفسها ، لقد ادركت انه عندما انسحب فإن ذلك لم يكن خطؤها . بالاضافة الى ذلك تعلمت لماذا كان ينسحب وكيف تتعامل بلباقة مع الامر ، لقد اكتشفت سرا تعرفه قلة من النساء عن الرجال .
أدركت أنها عندما كانت تحاول ان تتقرب كان زوجها يحاول ان يتباعد ، فإنها كانت في الحقيقة تمنعه من ان يتمدد الى كامل مسافته ومن ثم يرتد الى الوراء . وبالجري وراءه كانت دائما تمنعه من الشعور بأنه يحتاج اليها وانه يرغب في أن يكون معها . لقد ادركت انها كانت تفعل ذلك في كل مرة . لقد أعاقت دون علمها دورة مهمة . وبمحاولة المحافظة على المحبة حالت دونها .
كيف يتحول الرجل فجأة
إذا لم يحصل الرجل على الفرصة للانسحاب فإنه لن يجد أبدا حظه في الشعور برغبته القوية في الاقتراب . من الضروري للنساء أن يفهمن أنهن اذا اصررن على مودة مستمرة أو جرين خلف شريكهن الحميم من الذكور عندما يبتعد فإنه حينئذ سيحاول دائما أن يهرب وينأى بنفسه ، انه لن يجد الفرصة ابدا لكي يشعر بشوقه المتقد للحب .
هذا الأمر عموما محير للنساء لأن من تجربتها أنها إذا انسحبت فسيتطلب الأمر منها فترة لإعادة الاطلاع على الامور لكي تصبح ودودة ثانية . واذا لم تفهم هي ان الرجال مختلفون في هذه الناحية فمن الممكن ان يكون لديها الميل الى اساءة الثقة برغبته الفجائية في المحبة وتدفعه بعيدا عنها .
والرجال ايضا يحتاجون الى ان يفهموا هذا الفرق فعندما يرتد الرجل الى الوراء ترغب المرأة وتحتاج الى بعض الوقت والحديث لتعيد الاتصال قبل ان تنفتح له مرة أخرى . هذا التحول يمكن ان يكون اكثر عذوبة اذا فهم الرجل ان المرأة يمكن ان تحتاج الى وقت اكثر لاستعادة نفس المستوى من المحبة ، خاصة اذا شعرت بالجرح عندما انسحب .
ومن دون هذا الفهم للفوارق يمكن ان يصبح الرجل قليل الصبر لأنه يتواجد فجأة ليشرع في المحبة على أي مستوى من الشدة كانت عندما انسحب وهي ليست كذلك .
لماذا ينسحب الرجال
يبدأ الرجال في الشعور بحاجتهم الى الاستقلال والحرية بعد ان يشبعوا حاجاتهم الى الحب وبصورة آلية عندما يبدأ هو في الانسحاب تبدأ هي في الشعور بالذعر . إن ما لا تدركه هو أنه عندما ينسحب ويشبع حاجته الى الاستقلال سيشعر عندها فجأة بالرغبة في ان يكون ودوداً مرة أخرى . فالرجل يتعاقب آليا بين احتياج الحب واحتياج الاستقلال .
لماذا تصاب النساء بالذعر
الخوف هو رد الفعل ، ستصاب المرأة بالذعر وتجري خلف الرجل . انها تظن انها ارتكبت خطأ ما أدى الى اطفائه وهي تتخيل انه يتوقع منها ان تعيد تأسيس المحبة ، انها خائفة من انه لن يعود ابدا .
ولجعل الامور تسير نحو الاسوأ تشعر هي بالعجز عن استعادته لأنها لا تدري ماذا فعلت وأدى الى إطفائه ، انها لا تدرك ان هذا فقط جزء من دورة المحبة عنده . فعندما تسأله عما حدث ، لا تكون لديه إجابة واضحة ، ولهذا يقاوم التحدث عن الأمر ، ويستمر هو أيضا في ابعادها اكثر .
لماذا يتشكك  الرجال والنساء في حبهم
من دون فهم هذه الدورة من السهل ان نرى كيف ان الرجال والنساء يبدأون في التشكك في حبهم . ومن دون ان ترى هي كيف انها كانت تمنع الرجل من ان يعثر على عاطفته يمكن للمرأة بسهولة ان تفترض انه لم يكن يحبها . ومن دون الحصول على فرصة للانسحاب يمكن ان يفقد الرجل الصلة برغبته وعاطفته في ان يكون قريبا ويمكن بسهولة ان يفترض انه لم يكن يحبها .
كيف تسيء النساء فهم الرجال
من دون فهم كيف ان الرجال مثل الاحزمة المطاطية يكون من السهل على النساء ان يسئن تأويل ردود افعال الرجال وينشأ ارتباك شائع عندما تقول هي "دعنا نتحدث" وينأى مباشرة بنفسه عاطفيا . تماما حينما تريد هي ان تفتح وتتقرب يريد هو ان ينسحب . تشعر هي كأن امرها لا يهمه ، انها تستنتج خطأ أنه لا يريد أبداً أن يتحدث إليها .
لماذا ينسحب الرجال حين تقترب النساء
بالنسبة الى كثير من النساء يميل الرجل الى الانسحاب في الوقت الذي تريد ان تتحدث اليه وان تكون ودودة ويحدث هذا لسببين :
1.    تستشعر المرأة دون وعي متى سينسحب الرجل .
وستحاول هي في هذه الاوقات بالضبط ان تعيد تأسيس اتصالهما الحميم قائلة "دعنا نتكلم" وعندما يستمر هو في الانسحاب ، تستنتج خطأ انه لا يريد ان يتحدث اليها او انه لا يهتم بها .
2.    عندما تنفتح المرأة وتبوح بمشاعر أعمق وأكثر حميمية .
ربما تشعل في الحقيقة حاجة الرجل الى الانسحاب والرجل يستطيع ان يتعامل مع مقدار معين من المحبة فقط قبل ان تدق اجراس الانذار لديه ، قائلة حان الوقت للبحث عن توازن بالانسحاب . وفي أشد اللحظات حميمية يمكن ان يتبدل فجأة وبصورة آلية الى الشعور بحاجته الى الاستقلال وينسحب .
والأمر في غاية الإرباك بالنسبة الى المرأة عندما ينسحب الرجل لأن شيئا مما تقوله او تفعله يؤدي في أحوال كثيرة الى رحيله . عموماً عندما تبدأ المرأة بالتحدث عن أشياء بمشاعر يبدأ الرجل يشعر بهذه النزعة الى الانسحاب . هذا لأن المشاعر تجذب الرجل قريبا وتخلق محبة ، وعندما يقترب الرجل أكثر مما ينبغي ينسحب بصورة آلية .
هذا ليس لأنه لا يريد ان ينصت الى مشاعرها . ففي وقت آخر ضمن دورة المحبة لديه ، عندما يرغب في الاقتراب ، نفس تلك المشاعر التي يمكن ان تؤدي الى رحيله ستجذبه قريبا ، فليس ما تقوله يؤدي الى رحيله ولكن متى تقوله .
متى تتحدثين مع الرجل
عندما ينسحب الرجل لا يكون الوقت مناسبا لأن تتحدثي أو تحاولي التقرب . دعيه ينسحب . بعد بعض الوقت ، سيعود . سيبدو محباً ومشجعاً وسيتصرف كأن شيئاً لم يكن . هذا هو الوقت للتحدث .
في هذه الفرصة الذهبية عندما يرغب الرجل في المحبة ويكون حقيقة متوفراً للحديث ، لا تبدأ النساء عموماً بالاحاديث ، ويحدث هذا للأسباب التالية :
1.    تخشى المرأة أن تتكلم لأنه انسحب في آخر مرة أرادت التحدث اليه ، فهي تفترض خطأ أنه لا يهتم ولا يريد أن يستمع .
2.    تخشى المرأة من أن الرجل غاضب عليها وتنتظر منه أن يبدأ الحديث عن مشاعره . إنها تعرف أنها لو انسحبت منه فجأة فإنها قبل ان تتمكن من إعادة الاتصال فإنها ستحتاج الى ان تتحدث عما حدث . انها تنتظر منه ان يبدأ حديثا عما ضايقه . لكنه لا يحتاج الى ان يتحدث عن مشاعر ضيق لأنه غير متضايق .
3.    لدى المرأة الكثير لتقوله الى حد انها لا تريد ان تكون غير مهذبة وتبدأ فقط بالتحدث . ولتكون مهذبة ، عوضا عن التحدث عن مشاعرها وأفكارها الخاصة ترتكب خطأ بطرح اسئلة حول مشاعره وافكاره . وحينما لا يكون لديه ما يقوله ، تستنتج هي انه لا يريد ان يعقد محادثة معها .
ومع كل هذه الافكار الخاطئة المتعلقة بسبب احجام الرجل عن الكلام فلا غرابة في ان النساء محبطات من الرجال .
كيف تجعلين الرجل يتحدث
عندما ترغب المرأة في التحدث أو تشعر بالحاجة إلى التقرب يجب عليها ان تقوم بالتحدث ولا تتوقع من الرجل ان يستهل المحادثة . ولبدء محادثة من الضروري ان تكون هي البادئة بالمشاركة ، حتى ولو كان لدى شريكها القليل مما يقوله وعندما تقدر له انصاته سيكون لديه بالتدريج ما يقوله .
يمكن ان يكون الرجل منفتحا للحديث مع المرأة لكن لا يكون لديه ما يقوله في البداية . والذي لا تعرفه النساء عن أهل المريخ هو أنهم يحتاجون الى سبب لكي يتكلموا . انهم لا يتكلمون من أجل المشاركة . لكن عندما تتحدث المرأة لفترة قصيرة ، سيبدأ الرجل بالانفتاح ويبين كيف يتواصل هو مع ما تحدثت هي به .
كيف تضغط النساء على الرجال لكي يتكلموا
المرأة التي تبوح بمشاعرها تحفز الرجل طبيعيا لكي يتكلم ولكن حين يشعر هو انه مطالب بالتحدث يصبح ذهنه فارغا ولا يكون لديه ما يقوله وحتى لو كان لديث ما يقوله فإنه سيقاوم لأن يشعر بمطالبتها .
يصعب الأمر على الرجل عندما تطالبه المرأة بأن يتحدث ، إنها من دون علم تطفئه عن طريق استجوابه خصوصا عندما لا يشعر بالحاجة الى ان يتحدث ، والمرأة تفترض خطأ أن الرجل "يحتاج الى ان يتحدث" وبالتالي "يجب ان يتحدث" إنها تنسى أنه من المريخ وأنه لا يحتاج الى الحديث بدرجة كبيرة .
بل إنها تشعر بأنه اذا لم يتحدث فإنه لا يحبها واذا رفضتي الرجل لعدم تحدثه فتأكدي أنه لن يكون لديه ما يقوله . إن الرجل يحتاج ان يشعر بأنه مقبول تماما كما هو ، وعندها سينفتح تدريجيا ، انه لا يشعر بأنه مقبول عندما تريد منه ان يتحدث اكثر او ان تستاء من انسحابه .
والرجل الذي يحتاج الى ان ينسحب كثيرا قبل ان يتمكن من ان يتعلم المشاركة والانفتاح سيحتاج اولا الى ان ينصت كثيرا ، انه يحتاج الى ان يقدر له انصاته ومن ثم سيكون لديه الكثير ليقوله بالتدريج .
كيف تستهلين حديثا مع الرجل
كلما زادت محاولات المرأة لجعل الرجل يتحدث كلما ازدادت مقاومته . والمحاولة المباشرة لجعله يتحدث ليست السبيل الأفضل ، خاصة اذا كان قد ابتعد كثيرا . وبدلا من التساؤل عن كيف يمكنها ان تجعله يتحدث ربما يكون من الافضل ان تسأل "كيف أستطيع تحقيق مودة واتصال وتواصل أفضل مع شريكي ؟"
واذا شعرت المرأة بحاجة الى ان تتحدث اكثر عن العلاقة ، ومعظم النساء كذلك ، عندها تستطيع ان تستهل احاديث اكثر ولكن بوعي ناضج بأن لا تتقبل فقط بل تتوقع أيضاً بأنه سيكون متوفرا احيانا ومنسحبا فطريا في احيان أخرى .
فإذا كان متوفرا ، فبدلا من سؤاله عشرين سؤالا أو مطالبته بأن يتحدث عليها ان تجعله يعرف انها ممتنة له حتى لو انه استمع اليها فقط ، بل يجب عليها في البداية ان تحاول ثنية عن الكلام .
على سبيل المثال يمكن ان تقول "هل لك ان تسمعني قليلاً ؟ لقد كان يومي متعبا واريد ان اتكلم عن ذلك . ان ذلك سيجعلني اشعر بتحسن" وبعد ان تكون قد تحدثت لمدة دقيقتين يمكن ان تتوقف برهة ثم تقول "انني اقدر لك حقا حين تنصت لمشاعري ، انها تعني الكثير بالنسبة لي" هذا التقدير يشجع الرجل لأن يستمع أكثر .
ومن دون التقدير والتشجيع يمكن ان يفقد الرجل الاهتمام لأنه يشعر كما لو ان انصاته ليس له أي تأثير ، انه لا يدرك مدى قيمة انصاته بالنسبة اليها . ولكن معظم النساء يدركن فطريا مدى اهمية الانصات .
أن نتوقع أن يدرك الرجل هذا من دون تدريب يعني ان نتوقع ان يكون هو مثل المرأة ، ولحسن الحظ بعد أن تظهر تقديرها لانصاته يتعلم الرجل فعلا أن يحترم قيمة التحدث .
محادثات أحادية الجانب
عندما تحاول المرأة جعل الرجل يتحدث أولا بطرح سلسلة من الاسئلة بعد ذلك وقبل ان تتمكن هي من اشراكه فيما تريد التحدث عنه ستصبح متضايقة من اجاباته المختصرة ، وعندما اشركته في النهاية مشاعرها ، وكانت النتيجة دائما نفس الشيء ، كانت منزعجة لأنه غير صريح وغير ودود ولا يبوح .
والمحادثة احادية الجانب يمكن ان تسير هكذا :
هي : كيف كان يومك ؟
هو : لا بأس
هي : ماذا حدث ؟
هو : كالعادة
هي : ماذا ترغب في ان تفعل في هذه الاجازة الاسبوعية ؟
هو : لا اهتم ، ماذا تريدين ان تفعلي ؟
هي : هل تريد ان توجه دعوة الى اصدقائنا ؟
هو : لا ادري ، هل تعلمين اين دليل برامج التلفزيون ؟
هي : (منزعجة) لماذا لا تكلمني ؟
هو : (مصعوق وصامت)
هي : هل تحبني ؟
هو : طبعا احبك ، لقد تزوجتك
هي : كيف يمكن ان تحبني ؟ اننا لم نعد نتكلم ابدا . كيف يمكن ان تجلس هناك فقط ولا تقول شيئا ؟ ألا تهتم ؟
عند هذه النقطة سينهض ويذهب في نزهة على قدميه وعندما يعود كان سيتصرف كأن شيئاً لم يكن . وهي كانت ستتصرف كأن كل شيء على مايرام ولكن في داخلها كان ستسحب حبها ودفئها . كانت ستحاول ان تكون ودودة في الظاهر ولكن في داخلها كان الاستياء قد ازداد . ومن وقت الى آخر كان سيثور وكانت ستبدأ استجوابا آخر أحادي الجانب لمشاعر زوجها . وبعد عشرين سنه من جمع الدلائل على انه لم يكن يحبها ، لن تكون راغبة اكثر في ان تكون محرومة من المحبة .
تعلم تدعيم بعضنا بعضا من دون ان يكون علينا ان نتغير
ان تتعلم المرأة ان تبوح بمشاعرها من دون ان تتوقع او تطلب من الرجل ان يبادلها ذلك .
بدلا من رفضها لصمته تتلعم ان تكون ممتنه لذلك ، وتجعله مستمعا افضل .
ان يتعلم الرجل فن الانصات .
عندما يشعر الرجل بالامتنان له لإنصاته ولا يشعر انه مرفوض لعدم بوحه فانه سيبدأ تدريجيا بالانفتاح .
عندما لا ينسحب الرجل
عندما يقترب الرجل اكثر من اللازم ولا ينسحب فالأعراض الشائعة هي ازدياد المزاجية وسرعة التهيج والسلبية والدفاعية .
أن تصبح أكثر استقلالا
فليساعد الرجل المرأة لتصبح اكثر استقلالا وحرية . لتبدأ في الاعتناء بنفسها بصورة افضل وتقوم بالاشياء التي تحبها وتحصل على دعم اكثر من صديقاتها . عندها ستحرر استياءها من الرجل عند انسحابه وتدرك انها كانت تتوقع منه اكثر من اللازم .
معجزات سهلة
عندها سيصبح الرجل مهتما بها واكثر لطفا . سيعود الرجل الى وضعه الاول مرة اخرى ، وسيرغب في القيام باشياء ممتعة معها ويبدأ يخطط للمواعيد ، سيستعيد دافعيته .
إعاقة دورة المحبة
هناك طريقتان يمكن للمرأة دون علم ان تعوق دورة المحبة الطبيعية عند رفيقها الذكر ، وهما
(1) مطاردته عندما ينسحب .
(2) معاقبته لانسحابه .
فيما يلي قائمة بمعظم الاساليب الشائعة التي "تطارد بها المرأة الرجل" وتمنعه من الانسحاب :
سلوكيات اللحاق
(1)   بدنياً : عندما ينسحب تلحق به وهو يدخل من غرفة الى أخرى .
(2) عاطفياً : تحلق به عاطفيا .. تقلق بشأنه وتريد ان تساعده ليشعر بتحسن وتشعر بالأسى من أجله ، إنها تخنقه بالانتباه والإطراء . أو أن تستهجن حاجته الى ان يكون بمفرده ، أو تبدو وحيدة ومكلومة وتلتمس بهذا الاسلوب محبته ويشعر هو بأنه متحكم فيه .
(3) عقلياً : ربما تسحبه هي الى الوراء بطرح اسئلة تستحث الشعور بالإثم مثل "كيف يمكن لك ان تعاملني بهذه الطريقة؟" أو "ماذا بك؟" أو "ألا تدرك كم يؤلمني أن تنسحب؟" أو تحاول اسلوب آخر وهو ان تحاول ان ترضيه وتصبح متكيفة اكثر من اللازم وتحاول ان تكون مثالية من اجل ان لا يكون لديه سبب لكي ينسحب وتتنازل عن احساسها بذاتها وتحاول ان تكون كما تعتقد انه يريدها ان تكون . انها تخشى ان تقوم بأي شيء قد يؤدي الى مشاكل لخوفها من ان ينسحب ، وتحبس بالتالي مشاعرها الحقيقية وتتحاشى ان تقوم بأي شيء قد يغضبه .
الأسلوب الآخر هو أن تعاقبه على انسحابه وفيما يلي قائمة :
سلوكيات عقابية
(1)   بدنياً : عندما يبدأ بالرغبة فيها تقوم برفضه ، تقوم بدفع عاطفته الجسدية بعيداً ، وربما تقوم برفضه جنسياً ولا تسمح له بلمسها أو التقرب منها وربما تضربه او تقوم بتكسير اشياء من اجل ان تظهر له استياءها .
عندما يعاقب الرجل لانسحابه يمكن ان يصبح خائفا من فعل ذلك مرة اخرى وهذا الخوف يمكن ان يمنعه من الانسحاب في المستقبل وعندها تنكسر دورته الطبيعية . ويمكن ايضا ان توجد غضبا يعوقه عن الشعور بالرغبة في المحبة وربما لا يعود بعدها اذا انسحب .
(2)   عاطفياً : عندما يعود تكون هي غير سعيدة وتلومه ولا تسامحه لإهماله لها ، إنه لا يكاد يوجد شيء يمكنه القيام به ليرضيها او يجعلها تشعر بالسعادة . ويشعر عند ذلك بعدم كفاءته في إشباعها ويستسلم .
وعندما يعود تعبر عن استنكارها بالكلمات ونبرة الصوت ، وبالنظرة الى شريكها بطريقة معينة ملؤها الألم .
(3)   عقلياً : عندما يعود تمتنع عن الانفتاح له ومشاركته في مشاعرها وتصبح باردة ومستاءة منه لعدم انفتاحه وصراحته .
تتوقف عن الثقة بأنه يهتم بها حقا وتعاقبه بعدم اعطائه الفرصة لكي ينصت ويكون الانسان "الطيب" وعندما يكون من سعادته أن يعود إليها ، لا يجد لديها أي حظوة .
عندما يعاقب الرجل لانسحابه يصبح خائفا من فقد حبها اذا انسحب ويبدأ يشعر بعدم جدارته بحبها اذا انسحب وربما خائفا من التطلع الى حبها مرة اخرى لأنه يشعر بعدم جدارته ويفترض بأنه سيرفض . هذا الخوف من الرفض يمنعه من الرجوع الى الوراء من رحلته الى داخل الكهف .
كيف يؤثر ماضي الرجل على دورة المحبة لديه
هذه الدورة الطبيعية لدى الرجل يمكن ان تكون معاقة من قبل منذ طفولته . ربما يكون خائفا من الانسحاب لأنه شهد استهجان أمه لابتعاد ابيه العاطفي . رجل كهذا يمكن حتى ان لا يعرف انه يحتاج الى ان ينسحب . انه ربما يختلق دون وعي نزاعات لتبرير انسحابه .
هذا الصنف من الرجال يقوم بتنمية اكثر للجانب الانثوي فيه ولكن على حسان قمع طاقاته الذكرية . انه رجل حساس . انه يحاول بقوة ان يرضي وان يكون ودودا ولكنه يفقد جزءا من ذاته الذكرية في هذه العملية . انه يشعر بالإثم عندما ينسحب ومن دون ان يعلم ما قد حدث يفقد رغبته وطاقته وعطفه ، يصبح سلبيا او اعتماديا بإفراط .
ربما يكون خائفا من ان يكون بمفرده او ان يدخل الى كهفه ، وربما يظن انه لا يحب ان يكون بمفرده لأنه في اعماقه يخشى ان يفقد الحب . لقد جرب في طفولته رفض امه لأبيه او رفضه بصورة مباشرة .
وبينما لا يعرف بعض الرجال كيف ينسحبون ، لا يعرف آخرون كيف يقتربون . الرجل الصارم لا توجد لديه مشكلة في الانسحاب ولكنه لا يستطيع الرجوع والانفتاح . ربما يخشى في أعماق أعماقه من أنه غير جدير بالحب . انه يخشى ان يكون قريبا كثير الرعاية ، انه لا يوجد لديه تصور عن مدى الترحيب الذي سيلقاه لو اقترب . والذكر الحساس والذكر الصارم كلاهما يفتقد الصورة او الخبرة الايجابية عن دورة المحبة الطبيعية .
إن فهم دورة المحبة لدى الذكر له نفس الأهمية تماما بالنسبة الى الرجال والنساء . بعض الرجال يشعرون بالإثم لحاجتهم الى قضاء بعض الوقت في كهوفهم او يمكن ان يصبحوا مرتبكين عندما يبدأون بالانسحاب ثم يرتدون الى الوراء لاحقا . ربما يعتقدون خطأ أن فيهم بعض الخلل . إن في هذه الأسرار عن الرجال راحة عظيمة لكل من الرجال والنساء .
رجال حكماء ونساء حكيمات
لا يدرك الرجال عموما كيف يؤثر انسحابهم المفاجيء ثم عودتهم فيما بعد على النساء . وبهذا الاستبصار الجديد عن كيفية تأثر النساء بدورة المحبة لديه ، يستطيع الرجل ان يدرك اهمية الانصات بصدق عندما تتحدث المرأة . انه يفهم ويحترم حاجتها الى ان تطمأن بأنه راغب فيها وأنه يهتم بأمرها فعلا . وكلما كان لا يحتاج الى الانسحاب يقتنص الرجل الحكيم الوقت لبدء حديث بسؤال شريكته ا لأنثى كيف تشعر .
إنه يكبر ليفهم دوراته الخاصة ويطمئنها عندما ينسحب بأنه سيعود ، يمكن له أن يقول "إني احتاج الى بعض الوقت لأكون بمفردي ومن ثم سنأخذ وقتا خاصا مع بعض من دون نزاعات" أو عندما يبدأ بالانسحاب بينما هي تتحدث يمكنه ان يقول "إني أحتاج إلى بعض الوقت لأفكر في هذا ومن ثم يمكننا أن نتحدث مرة أخرى" .
وعندما يعود ليتحدث إليها ، ربما تقوم بجس نبضه لتفهم لماذا رحل . فإذا كان غير متأكد ، كما هو الحال في كثير من الأحيان ، ربما يقول "إنني لست متأكداً كما هو الحال في كثير من الأحيان ، ربما يقول "إنني لست متأكدا . لقد احتجت فقط الى بعض الوقت لنفسي . ولكن دعينا نكمل حديثنا" .
إنه أكثر وعيا بأنها تحتاج إلى أن تسمع وهو يحتاج إلى أن ينصت أكثر عندما لا يكون منسحبا وهو بالاضافة الى ذلك يعرف ان الانصان يعينه لكي يصبح واعيا بما يريد ان يصرح به في الحديث .
ولتبتدىء الحديث تتعلم المرأة الحكيمة أن لا تطالب الرجل بأن يتكلم ولكن تطلب منه ان ينصت اليها بصدق ، وكلما تبدل تأكيد نبرتها ، يتحرر الضغط الواقع عليه . وتتعلم هي أن تنفتح وتشاركه في مشاعرها من دون المطالبة بأن يفعل هو نفس الشيء .
إنها تثق بأنه سينفتح تدريجيا أكثر كلما شعر بأنه مقبول وأنصت لمشاعرها . إنها لا تعاقبه ولا تجري خلفه . إنها تفهم بأن مشاعرها الحميمة تشعل احيانا رغبته في الانسحاب بينما يكون هو في أوقات أخرى (عندما يكون في طريق عودته) قادرا جدا على الاستماع الى مشاعرها الحميمة . هذه المرأة الحكيمة لا تيأس . إنها تثابر بصبر وحب وبمعرفة تتوفر لدى قلة من النساء .
الفصل السابع
النساء مثل الأمواج
المرأة مثل الموجة . حين تشعر أنها محبوبة يصعد تقديرها لذاتها ويهبط في حركة تموجية . فعندما تشعر بالرضا حقا ، ستصل إلى الذروة ، ولكن بعد ذلك يمكن أن يتبدل مزاجها وتتكسر موجتها . هذا التكسر مؤقت . فبعد أن تصل إلى القاع سيتبدل مزاجها فجأة وستشعر مرة أخرى بأنها راضية عن نفسها . وتبدأ موجتها آليا بالتحرك نحو الأعلى مرة أخرى .
وعندما ترتفع موجة المرأة تشعر بأن لديها كمية وافرة من الحب لتبذلها ، ولكن عندما تنخفض تشعر بفراغها الداخلي وتحتاج إلى أن تغمر بالحب . وقت القاع هذا يكون وقت تطهير عاطفي .
فإذا كانت قد قمعت أي مشاعر سلبية أو أنكرت ذاتها من أجل أن تكون أكثر لطفاً عند صعود موجتها ، تبدأ بالشعور بتلك المشاعر السلبية أو الحاجات التي لم تشبع عند نزولها . خلال هذا الوقت تحتاج بصورة خاصة إلى أن تتكلم عن مشكلاتها وأن تسمع وأن تفهم .
تقول زوجتي إن خبرة "النزول" هذه تشبه النزول في بئر مظلمة ، فعندما تنزل المرأة في "بئرها" فإنها تغرق بوعي في ذاتها اللاواعية ، في الظلام والمشاعر المتناثرة ، وربما تعاني فجأة من مختلف العواطف غير المفهومة والمشاعر المبهمة ، وربما تشعر بأنها عاجزة ، تفكر بأنها وحيدة أو غير مدعومة . ولكن سريعا بعد أن تصل إلى الأسفل ، اذا شعرت بأنها محبوبة ومدعومة ستبدأ آليا تشعر بتحسن ، وبنفس الفجائية التي تكسرت بها سترتفع آليا وستشيع الحب في علاقاتها مرة أخرى .
إن قدرة المرأة في علاقاتها على بذل الحب وتلقيه تعتبر عموما انعكاسا لكيفية شعورها تجاه نفسها ، فعندما لا تشعر بالرضا عن نفسها كما ينبغي ، تكون غير قادرة كما ينبغي على تقبل وتقدير شريكها حق قدره . ففي أوقات هبوطها تميل الى ان تكون مثقلة او تكون متهيجة عاطفيا في رد فعلها وعندما تضرب موجتها القاع تكون اكثر حساسية وتحتاج الى حب اكثر . إنه لأمر حاسم ان يفهم شريكها ماذا تحتاد في تلك الاوقات وإلا فإنه يقوم بطلبات غير معقولة .
كيف يكون رد فعل الرجال تجاه الموجة
عندما يحب رجل امرأة تبدأ هي تشع بالحب والإشباع . ومعظم الرجال يتوقعون بسذاجة أن يدوم ذلك الإشعاع إلى الأبد . ولكن أن تتوقع أن تكون طبيعتها اللطيفة مستقرة يكون مثل توقع أن الجو لن يتغير أبداً وأن الشمس ستسطع كل الوقت . الحياة مملؤة بالتوترات ، نهار وليل ، حر وبرد ، صيف وشتاء ، ربيع وخريف ، غيوم وصحو ، وبالمثل في أي علاقة ، الرجال والنساء لديهم إيقاعاتهم ودوراتهم الخاصة ، فالرجال يبتعدون ثم يقتربون ، بينما النساء يصعدن ويهبطن في قدرتهم على حب أنفسهم والآخرين .
يفترض الرجل أن تغير مزاجها المفاجيء يبنى كلية على سلوكه . فحين تكون سعيدة يكون الفضل له ، ولكن حين تكون غير سعيدة يشعر أيضا أنه مسؤول ، ويمكن أن يشعر بمنتهى الإحباط لأنه لا يعرف كيف يحسن الاوضاع . تبدو هي في وقت سعيدة ولهذا يعتقد أنه يقوم بواجبه خير قيام ، ثم في لحظة تالية تكون غير سعيدة ، ويصعق لأنه كان يظن أنه كان يؤدي دوره بصورة جيدة للغاية .
لا تحاول إصلاحها
لا تحاول أن تعيدها إلى الأعلى بتفسيرات متعلقة بلماذا ينبغي أن لا تكون متضايقة .
إن آخر شيء تحتاج إليه المرأة وهي في طريقها إلى الأسفل هو شخص ما يخبرها لماذا ينبغي أن لا تكون في الأسفل . إن ما تحتاج إليه هو شخص ما يكون معها وهي نازلة ، ليستمع إليها وهي تبوح بمشاعرها ويتعاطف مع ما تمر به ، حتى ولو لم يكن الرجل قادرا على أن يفهم تماما لماذا تشعر المرأة بأنها مثقلة ، فإنه يستطيع تقديم الحب والإنتباه والدعم .
كيف يرتبك الرجال
بعد معرفة كيف أن النساء مثل الامواج لا يزال الرجل مرتبكا ، فعلى الرغم من انه كان ينصت للمرأة الا انه كان لا يزال يحاول اصلاحها ، انه كان يتوقع منها ان تشعر مباشرة بتحسن ، ان ما لم يكن الرجل يعرفه هو ان المرأة عندما تدخل الى بئرها فليس من الضروري ان تشعر مباشرة بتحسن اذا شعرت انها مدعومة ، ربما تشعر بأنها أسوأ حالا . ولكن هذه علامة على ان دعمه يمكن ان يفيد ، ان دعمه يمكن ان يساعدها حقا في الوصول الى القاع بسرعة ومن ثم تستطيع ان تشعر بتحسن . فلكي تصعد حقا تحتاج أولا الى ان تصل الى القاع . هذه هي الدورة .
كان الرجل مرتبكا لأنه حين أنصت لها بدت وكأنها لا تستفيد من دعمه ، بدت بالنسبة اليه كما لو انها تغرق اكثر فقط . ولتفادي هذا الارتباك يحتاج الرجل الى ان يتذكر انه احيانا اذا كان ناجحا في تدعيم المرأة فربما تصبح اكثر انزعاجا ، ويفهم ان الموجة يجب ان تصل الى القاع قبل ان تتمكن من الصعود ، يستطيع التخلص من توقعاته بأنها ستشعر مباشرة بتحسن استجابة لمساعدته .
ويجب على الرجل ان يتعلم انه لا توجد طريقة للتنبؤ بالمدى الزمني الذي ستكون هي فيه منزعجة ، فأحياناً تكون بئرها أكثر عمقاً منها في أوقات أخرى .
أحاديث ومجادلات متكررة
حين تخرج المرأة من البئر تصبح نفس الذات اللطيفة مرة أخرى ، ويسيء الرجال عموما فهم هذا التبدل الايجابي ، فالرجل يعتقد عادة ان ما كان يضايقها قد تمت معالجته او حله ، لكن الامر ليس كذلك ، انه وهم فلأنها أصبحت فجأة أكثر لطفا وإيجابية يعتقد هو خطأ أن كل قضاياها قد تم حلها .
فعندما تتكسر أمواجها مرة أخرى ، ستظهر قضايا أخرى ، وعندما تظهر قضاياها مرة أخرى يصبح قليل الصبر ، لأنه يعتقد أنه قد تم حلها ، ومن دون فهم طبيعة الموجة سيكون من الصعب عليه أن يصادق على مشاعرها ويرعاها حين تكون في "البئر" .
عندما تعود مشاعر المرأة التي لم يتم حلها ، ربما يستجيب هو بطريقة غير مناسبة بقوله :
1.    كم من المرات يجب علينا أن نكابد هذا
2.    لقد سمعت كل هذا من قبل
3.    كنت أظن اننا قد حددنا هذا
4.    متى ستتخلصين من هذا ؟
5.    لاأريد أن أبحث في هذا مرة أخرى
6.    هذا جنون ! إننا بصدد نفس الخلاف
7.    لماذا لديك الكثير من المشكلات ؟
عندما تدخل امرأة بئرها تميل أعمق قضاياها إلى أن تطفو على السطح . هذه القضايا يمكن أن تكون متعلقة بالعلاقة ، ولكن تكون عادة مشحونة بقوة من علاقاتها الماضية وطفولتها ، وأي شيء من ماضيها بقي دون علاج أو حل سيطفو فيما يلي بعض المشاعر الشائعة التي يمكن أن تمر بها وهي تدخل إلى البئر .
علامات تحذير للرجال بأنها ربما تكون في طريقها إلى بئرها أو عندما يكون حبه أعظم ما تحتاج إليه

تشعر ربما تقول
مثقلة هناك الكثير من العمل
غير مطمئنة أحتاج أكثر
مستاءة أفعل كل شيء
قلقة ولكن ماذا عن ...
مرتبكة لا أفهم لماذا ....
منهوكة لا أقدر على القيام بأكثر من هذا
عاجزة لا أدري ماذا أفعل
سلبية لا أهتم ، أفعل ما بدا لك
كثيرة المطالب يجب أن ....
ممتنعة لا ، لا أريد أن .....
غير واثقة ماذا تعني بهذا ؟
متحكمة حسنا ، هل قمت .....
مستهجنة كيف يمكن أن تنسى .... ؟
عندما تشعر المرأة بأنها مدعومة أكثر وأكثر في هذه الاوقات الصعبة تبدأ تثق بالعلاقة وتستطيع أن تقوم بالرحلة من وإلى بئرها دون نزاع في العلاقة او صعوبة في حياتها ، هذه نعمة علاقة الحب .
إن تدعيم المرأة حين تكون في بئرها تعتبر منحة خاصة هي ستكون عظيمة الامتنان لها ، وبالتدريج ستصبح متحررة من سيطرة تأثير ماضيها ، ستكون هناك تقلبات ولكنها لن تكون بالشدة التي تحجب طبيعتها اللطيفة .
فهم الاحتياج
في بداية زواجي بدت زوجتي قوية جداً ولكنها اصبحت بعد ذلك محتاجة للغاية ، اتذكر طمأنتي لها بأنني أحبها وأنها مهمة بالنسبة لي ، وبعد احاديث مستفيضة تغلبنا على ذلك الحاجز ولكن مرة أخرى بعد شهر مرت بنفس حالة انعدام الأمن كأنها لم تسمعني قط في المرة الأولى ، اصبحت محبطاً معها لدرجة اننا دخلنا في مشاجرة كبيرة .
عندما تزوجنا كانت زوجتي في الحركة الصاعدة لموجتها وبعدها بفترة وصلت موجتها الى الذروة وبدأت فجأة تشعر باحتياج ونزعة للتملك ، لقد اصبحت غير آمنة وتطلب انتباها اكثر .
كانت هذه بداية نزولها الى البئر ولم استطيع ان افهم لماذا تغيرت ولكن بعد نقاش حاد نوعا ما استمر عدة ساعات شعرت زوجتي بتحسن كبير ، لقد طمأنتها على حبي ودعمي وكانت حينها تتأرجح صاعدة مرة أخرى ، لقد شعرت في داخلي بارتياح .
بعد هذا التفاعل ظننت انني حللت بنجاح هذه المشكلة في علاقتنا ولكن بعد شهر بدأت زوجتي بالتذبذب وابتدأت تشعر نفس الشيء مرة اخرى . لقد كنت هذه المرة أقل تفهما وتقبلا لها واصبحت قليل الصبر ، لقد شعرت بالإهانة لأنها عاودت عدم الثقة بي مرة أخرى بعد أن طمأنتها منذ شهر مضى ، وفي غمرة دفاعيتي حكمت بسلبية على حاجتها المتكررة الى ان تطمأن وتجادلنا نتيجة لذلك .
استبصارات مطمئنة
وبفهم كيف ان النساء مثل الامواج ادركت ان تكرار احتياج زوجتي وعدم امنها كان طبيعيا ، حتميا ومؤقتا أدركت كم كنت ساذجا بظني ان استجابتي اللطيفة لأعمق لب قضايا زوجتي ستؤدي الى شفائها الى الابد .
ان اتقاني تدعيم زوجتي عندما تكون في بئرها لم يجعل فقط من السهل عليها ان تمارس الشفاء الداخلي ولكنه اعاننا ايضا على تفادي المشاجرات في مثل هذه الاوقات ، لقد تشجعت بهذه المدركات الثلاث التالية :
1.    حب الرجل ودعمه لا يستطيع بصورة فورية حل قضايا المرأة ولكن حبه يجعل الأمر مأمونا بالنسبة اليها لكي تغوص في أعماق بئرها . ان من السذاجة ان نتوقع ان تكون المرأة ودودة تماما كل الوقت . وبإمكان الرجل ان يتوقع ان تظهر هذه القضايا مرارا وتكرارا ولكن في كل مرة يمكنه ان يصبح اكثر دعماً لها .
2.    دخول المرأة الى بئرها ليس غلطة الرجل او فشله وبكونه اكثر تدعيما لا يستطيع منع ذلك من الحدوث ولكنه يستطيع ان يساعدها في هذه الاوقات الصعبة .
3.    لدى المرأة القدرة الذاتية على الصعود تلقائيا بعد ان تلامس القاع وليس على الرجل ان يصلحها ، انها غير معطوبة ولكن تحتاج فقط الى حبه وصبره وتفهمه .
عندما لا تشعر المرأة بالأمن في بئرها
عندما لا تشعر المرأة بالأمن وهي تدخل بئرها فخيارها الوحيد هو ان تتفادى المحبة والجنس أو تقمع أو تخدر مشاعرها عن طريق بعض السلوكيات الإدمانية مثل الإفراط في الأكل والافراط في العمل او الافراط في الرعاية ولكن حتى مع هذه السلوكيات الادمانية ستسقط دوريا في بئرها وقد تظهر مشاعرها في شكل لا يمكن التحكم به اطلاقاً .
ربما تعرف انت قصصا عن ازواج لا يتشاجرون او يتجادلون ابدا ثم فجأة ولدهشة الجميع يقررون ان يحصلوا على الطلاق . في كثير من هذه الحالات تكون المرأة قد قمعت مشاعرها السلبية لتلافي حدوث مشاجرات ونتيجة لذلك تصبح مخدرة وغير قادرة على الشعور بحبها .
عندما تقمع المشاعر السلبية فالمشاعر الإيجابية كذلك تقمع ويموت الحب . إن تلافي المجادلات والمشاجرات مظهر صحي بالتأكيد ولكن ليس بقمع المشاعر .
تنظيف عاطفي
عندما تتكسر موجة المرأة يكون الوقت مناسبا لتطهير عاطفي او تنظيف عاطفي ، ومن دون هذا التنظيف او التنفيس العاطفي تفقد المرأة ببطء قدرتها على الحب وعلى ان تعيش في حب . وبواسط الكبح الموجه لمشاعرها تعاق طبيعتها التموجية وتصبح مع الوقت عديمة الشعور ومن دون عاطفة .
بعض النساء اللاتي يتفادين التعامل مع عواطفهم السلبية ويقاومن الموجة الطبيعية لمشاعرهن يعانين من متلازمة قبل الطمث (وهي مجموعة من الاعراض التي تقع في نفس الوقت) . هناك ارتباط بين متلازمة قبل الطمث وعدم القدرة على التعايش مع المشاعر السلبية بطريقة ايجابية . ان النساء اللاتي تعلمن بنجاح ان يتعاملن مع مشاعرهن شعرن بأن متزامنة قبل الطمث قد اختفت في بعض الحالات .
حتى المرأة القوية الواثقة بنفسها والناجحة ستحتاج لزيارة بئرها من وقت الى آخر . والرجال يرتكبون في العادة خطأ بالاعتقاد انه اذا كانت شريكته الانثى ناجحة في عالم العمل فإنها بالتالي لن تمر بمثل هذه المواسم من التنظيف العاطفي . العكس هو الصحيح .
عندما تكون المرأة في عالم العمل فإنها في العادة تكون معرضة للضغوط والتلوث العاطفي وتصبح حاجتها الى التنظيف عظيمة .
لقد اظهرت احدى الدراسات ان تقدير الذات لدى المرأة يرتفع وينخفض عادة في دورة بين واحد وعشرين وخمسة وثلاثين يوما . لم يتم اجراء أي دراسات حول المدى الذي ينسحب فيه الرجل كالحزام المطاطي ولكن من تجربتي فالحال تقريبا نفس الشيء .
ودورة تقدير الذات لدى المرأة ليست بالضرورة متزامنة مع دورة الطمث لديها . ولكن يبلغ معدلها ثمانية وعشرين يوما تقريبا .
كيف يستطيع رجل مساندة امرأة في البئر
يتعلم الرجل الحكيم ان يبذل جهدا خاصا لمساعدة المرأة على ان تشعر بالأمن في ان تصعد وتهبط . انه يتخلى عن احكامه ومطالبه ويتعلم كيف يبذل الدعم المطلوب ، ونتيجة لذلك يستمتع بعلاقة تتعاظم في الحب والرغبة عبر السنين .
ربما يتوجب عليه ان يتتحمل قليلا من العواصف العاطفية أو الجفاف ، لكن المكافأة أعظم بكثير . والرجل غير الخبير مع ذلك يعاني من العواصف والجفاف ولكن لأنه لا يتقن فن الحب خلال مكثها في البئر يتوقف حبهما عن النمو ويصبح بالتدريج مقموعا ً .
عندما تكون هي في البئر ويكون هو في الكهف
يمكن ان يحدث وان تظهر الموجة والحزام المطاطي في نفس الوقت تقريبا ، فعندما يبدأ حزام الرجل بالتراخي يكون محتاجاً الى ان ينسحب الى داخل كهفه . وعندما انسحب تشعر المرأة بألم عظيم ، لقد بدأت موجتها بالتكسر ، عندها ستنظر الى انسحابه كنهاية للمحبة ، ويشكل صدمة عظيمة لها ، وستصبح متضايقة جداً .
المنطق المريخي والزهري
من الصعب على فرد من اهل المريخ ان يفهم تجربة الجفاء بالنسبة للمرأة . المنطق المريخي يقول لقد كنت رائعا في الفترة الماضية ، الا يخولني ذلك لإجازة قصيرة ؟ لقد كنت اعطيك كل هذا الوقت ، والآن يأتي دوري ، ينبغي ان تكوني اكثر امنا واطمئنانا بحبي اكثر مما مضى .
والمنطق الزهري يتناول التجربة بطريقة مختلفة : "لقد كانت الفترة الماضية رائعة ، لقد تركت نفسي تنفتح عليك اكثر مما مضى ، والحرمان من رعايتك اللطيفة اكثر ايلاما مما مضى ، لقد بدأت بالنفتاح حقا ، ثم انسحبت انت" .
كيف تطفو مشاعر الماضي
تخيل امرأة كانت تحمي نفسها من التعرض للألم عن طريق عدم الثقة وعدم الانفتاح كلية ، وخلال الفترة الماضية من العيش مع شريكها في حب بدأت تنفتح اكثر مما مضى . لقد جعل دعم شريكها الأمر مأمونا بالنسبة اليها لتتلمس مشاعرها القديمة .
وبدأت فجأة تشعر بنفس الطريقة التي كانت تشعر بها كطفلة عندما كان ابوها مشغولا جدا عنها وانعكست مشاعر الغضب والعجز القديمة التي لم تبدد على مشاهدة شريكها للتلفزيون ، ولو لم تظهر تلك المشاعر لكانت قادرة على تقبل رغبة شريكها في مشاهدة التلفزيون بلطف . ولأن مشاعرها القديمة كانت تطفو شعرت بالألم ، ولو أنها اعطيت الفرصة للبوح واستكشاف ألمها فإن مشاعر عميقة كانت ستظهر ولكانت لامست القاع ولشعرت بتحسن بدرجة ملحوظة . ومرة أخرى كان بالإمكان أن تكون قادرة على الثقة بالمحبة حتى وهي تعرف انه يمكن ان يكون مؤلما عندما ينسحب هو حتميا بصورة مؤقتة .
عندما تجرح المشاعر
لكن شريكها لم يفهم لماذا يمكن ان تتأذى ، لقد اخبرها بأنها يجب ان لا تكون متألمة ، وابتدأ الشجار . إن إخبار المرأة بأنها يجب أن لا تشعر بالألم يكون تقريبا أسوأ شيء يمكن لرجل أن يقوله . بل إن هذا يؤذيها أكثر ، مثل غرز عود في جرج مفتوح .
عندما تشعر المرأة بالألم تبدو وكأنها تلومه ولكن اذا اعطيت الرعاية والتفهم سيتبدد اللوم ، ومحاولة توضيح لماذا ينبغي ان لا تشعر بالألم سيزيد الأمر سوءا أكثر .
أحيانا حين تتألم المرأة يمكن حتى ان توافق ذهنيا على انها ينبغي ان لا تكون متألمة ولكنها عاطفيا لا تزال تتألم ولا تريد أن تسمع منه بأنها ينبغي أن لا تتألم . إن ما تحتاج اليه هو تفهمه لماذا هي متألمة .
لماذا يتشاجر الرجال والنساء
يسيء الرجل فهم رد فعل الألم لدى المرأة ، لقد ظن انها تطلب ان يتخلى عن مشاهدة التلفزيون لكنها كانت تريد منه فقط ان يعرف كم هو مؤلم بالنسبة اليها .
النساء يعرفن فطريا لو أن ألمهن يمكن ان يسمع فقط فإنهن حينها يقدرن على ان يثقن بشريكهن للقيام بأي تغييرات يمكنه القيام بها ، فعندما باحت المرأة بألمها كانت فقط بحاجة الى ان تسمع ومن ثم تطمأن بأنه لن يرتد نهائيا الى الرجل القديم  ، المدمن على التلفزيون وغير المتوفر عاطفيا .
من المؤكد ان الرجل مستحق ان يشاهد التلفزيون ولكن كان للمرأة الحق في ان تنزعج ، كانت تستحق ان تسمع وان تفهم وان تطمأن ، لم يكن الرجل مخطئاً في مشاهدة التلفزيون ولم تكن المرأة مخطئة في ان تكون منزعجة .
يجادل الرجال عن الحق في ان يكونوا احرارا
بينما النساء يجادلن عن الحق في ان يكن متضايقات
الرجال يريدون مساحة
بينما النساء يردن تفهما
ولأن الرجل لم يفهم موجة المرأة ، ظن ان رد فعلها كان جائرا وظن انه ينبغي ان يبطل مشاعرها اذا كان يرغب في اخذ بعض الوقت لمشاهدة التلفزيون . اصبح متهيجا وفكر في نفسه ، لا استطيع ان اكون لطيفا وحميما كل الوقت .
شعر الرجل انه ينبغي ان يجعل مشاعرها خاطئة لينال الحق في مشاهدة التلفزيون وليعيش حياته ويكون كما يريد ، ودافع هو من أجل حقه في مشاهدة التلفزيون حين كانت المرأة حقا بحاجة الى ان تسمع ودافعت هي من أجل حقها في أن تكون متألمة ومتضايقة .
حل الصراعات عن طريق التفهم
كان من السذاجة بالنسبة للرجل ان يظن ان غضب شريكته واستياءها وشعورها بالعجز من كونها مهملة مدة اثنتي عشرة سنة سيتبدد بعد اسبوعين من العيش في حب .
وكان من السذاجة بنفس القدر بالنسبة للمرأة ان تظن ان شريكها يمكن ان يبقى تركيزه عليها وعلى العائلة دون اخذ وقت للانسحاب والتركيز على نفسه .
عندما بدأ الرجل ينسحب أثار هذا موجة المرأة لتتكسر وبدأت مشاعرها التي لم يتم حلها تطفو ، لم يكن ذلك مجرد رد فعلها تجاه مشاهدة شريكها للتلفزيون تلك الليلة ولكن تجاه سنين من الإهمال . وتحول الجدال الى صراخ ، وبعد ساعتين من الصراخ لم يعودا يتكلمان مع بعضهما .
وبفهم الصورة الكبرى لما حدث ، كانا قادرين على حل صراعهما والتصالح ، لقد فهم الرجل انه حين بدأ ينسحب حرك هذا توقيت المرأة للقيام بعملية تطهير عاطفي . لقد كانت هي محتاجة الى ان تتكلم عن مشاعرها وليس الى ان تدرك انها كانت مخطئة ، وتشجع الرجل عن طريق ادراك انها كانت تصارع لكي تسمع . في حين انه كان يصارع لكي يكون حرا ، وتعلم الرجل انه بدعم حاجاتها الى ان تكون مسموعة يمكن لها ان تدعم حاجته الى ان يكون حرا .
فهمت المرأة ان شريكها لم يقصد ان يبطل مشاعر الألم لديها بالاضافة الى هذا فهمت انه على الرغم من انه كانت ينسحب فإنه سيعود وسيكون بامكانهما ان يعيشا خبرة المحبة مرة اخرى . وادركت ان محبتها المتنامية فجرت حاجته الى الانسحاب . وتعلمت ان مشاعر ألمها جعلته يشعر انه محكوم ، وكان هو بحاجة الى ان يشعر بأنها لم تكن تحاول ان تخبره بما يمكنه فعله .
ماذا يمكن للرجل ان يفعل حينما لا يقدر على الانصات
عندما يرغب هو في الانسحاب والمرأة ترغب في التحدث فإن محاولة الانصات من قبله ستزيد الأمور سوءا .
ثلاث خطوات لدعمها عندما يرغب في الانسحاب
عندما لا يكون الرجل قادرا على الانصات بانتباه وعناية وتفهم واحترام فهذه الانشطة الثلاث يمكن ان تساعد :
1.    تقبل عجزك .
2.    أفهم ألمها .
3.    تجنب الجدال وأعط الأمان .
ماذا يمكن له أن يقول بدلا من الجدال
يمكن أن يقول "انني ادرك بأنك متضايقة وأنا الآن أرغب في مشاهدة التلفزيون والإسترخاء ، وعندما أشعر بأنني في حال أحسن يكون بإمكاننا أن نتحدث" .
الحل يكمن في احترام حاجته وحاجتها ايضا ، فيجب عليه ان يأخذ الوقت الذي يحتاج اليه ثم يعود ويمنحها ماتريد .
ماذا يمكن لها أن تقول بدلا من الجدال
قالت المرأة عند سماع هذا الاقتراح "اذا كان يتعين عليه ان يكون في كهفه فماذا عني حينئذ ؟ أعطيه مساحة ، ولكن ماذا أنال ؟" .
إن ما تناله المرأة هو أفضل ما يستطيع شريكها أن يمنحه في ذلك الوقت . فبالإمتناع عن المطالبة بأن ينصت لها حين تريد أن تتكلم ، تستطيع أن تتفادى جعل المشكلة أكثر سوءا عن طريق حدوث مشادة كبيرة . ثانيا : تنال دعمه عندما يعود ، حينما يكون قادرا حقا على دعمها . تذكري اذا انسحب فسيعود بكثير من الحب عندما يرجع ، عندها يستطيع ان ينصت ، وهذا افضل وقت لبدء الحديث .
كيف يمكن أن يخلق المال المشكلات
يقول رجل "إنني مشوش تماما ، عندما تزوجنا كنا فقراء ، وعمل كلانا بجد وكان لدينا بالكاد مالا كافيا للإيجار ، احيانا كانت زوجتي تشتكي من مدى صعوبة حياتها ، كنت قادرا على تفهم ذلك ولكن نحن الآن أغنياء ، فلدى كل منا مهنة مربحة ، فكيف يمكن ان تستمر في الشعور بالتعاسة والشكوى ؟ ان النساء الأخريات يمكن ان يبذلن أي شيء من أجل ان يكن في وضعها ، ان كل ما نفعله هو ان نتشاجر ، لقد كنا أكثر سعادة عندما كنا فقراء ، الآن نحن نريد الطلاق" .
لمن يكن يدرك أن النساء مثل الامواج ، عندما تزوج كانت موجتها من وقت لآخر تتكسر وكان بإمكانه في تلك الاوقات ان ينصت لها وان يفهم تعاستها ، كان من السهل عليه ان يبرهن على صدق مشاعرها السلبية لأنه كان يشاركها ذلك ، ومن وجهة نظره كان لديها سبب معقول لأن تكون متضايقة فلم يكن لديهما كثير من المال .
المال لا يشبع الحاجات العاطفية
يميل أهل المريخ الى التفكير في ان المال هو الحل لكل المشكلات ، فعندما كانا فقيرين يكافحان لتحقيق الاهداف ، كان من الممكن ان ينصت ويتعاطف مع ألمها وينبري لجمع مال اكثر من اجل ان لا تكون تعيسة ، وكانت هي تشعر بأنه يهتم بها حقا .
ولكنها استمرت في الانزعاج من وقت الى آخر حينما تحسنت حياتهما ماليا ، لم يكن قادرا على ان يفهم لماذا لا تزال غير سعيدة ، لقد ظن انها من الواجب ان تكون سعيدة طول الوقت لأنهما كانا أغنياء جداً . كانت تشعر بأنه لا يهتم بها .
لم يكن يدرك ان المال لا يمكن ان يمنع زوجته من الشعور بالضيق ، وعندما كانت موجتها تتكسر كانا يتشاجران لأنه كان يبطل حاجتها الى ان تكون متضايقة ، ومما يدعو الى السخرية انهما كلما كانا اكثر غنى كلما تشاجرا اكثر .
عندما كانا فقراء كان المال هو البؤرة الرئيسية لألمها ولكن عندما اصبحا اكثر امنا من الناحية المالية اصبحت هي اكثر وعيا بما كان ينقصها عاطفيا ، هذا التطور طبيعي وعادي ويمكن التنبؤ به .
المرأة الغنية تحتاج إلى حجة أكبر لتكون متضايقة
أتذكر قراءة هذا الاقتباس في مقالة "المرأة الغنية تستطيع أن تنال شفقة من طبيب نفسي غني فقط" عندما يكون لدى المرأة الكثير من المال لا يعطيها الناس (وخاصة زوجها) الحق في ان تكون متضايقة فليس لها أي عذر في ان تكون مثل موجة وتتكسر من وقت لآخر ، وليس لها أي عذر في ان تستكشف مشاعرها او ان ترغب في المزيد في أي نطاق من حياتها .
المرأة التي لديها مال يتوقع منها ان تكون مشبعة في كل وقت لأن حياتها يمكن ان تكون اكثر سوءا دون هذه الوفرة المالية ، هذا التوقع ليس فقط غير واقعي بل مهين ، وبغض النظر عن الثروة او المركز او الامتيازات او الظروف ، تحتاج المرأة الى العذر في ان تكون متضايقة وتدع موجتها تتكسر .
لاتسلك سبيلا جانبيا فقط بتفكيرك أن المال سيجعلها حتما سعيدة في حين ان اهتمامك بها وتفهمك لها كانا حقيقة مصدر رضاها .
المشاعر مهمة
اذا كانت المرأة غير مدعومة لكونها غير سعيدة احيانا فإنها حينئذ لن تكون ابدا سعيدة حقا . ولكي تكون سعيدة بصدق يتطلب ذلك ان تنغمس في اعماق البئر لتحرر وتعالج وتطهر الانفعالات ، هذه عملية طبيعية وصحية .
فاذا كان لنا ان نستشعر المشاعر الايجابية للحب والسعادة والثقة والعرفان يجب ايضا ان نستشعر بصفة دورية ا لغضب والحزن والخوف والأسى ، وعندما تنزل المرأة الى بئرها حينئذ تكون قادرة على علاج تلك المشاعر السلبية .
والرجال ايضا بحاجة الى ان يعالجوا مشاعرهم السلبية حتى يتمكنوا عندها من الاحساس بمشاعرهم الايجابية ، فعندما يدخل الرجل الى كهفه يكون الوقت مناسبا ليستشعر ويعالج مشاعره السلبية بصمت .
عندما تكون المرأة في الحركة الصاعدة يمكن ان ترضى بأي شيء في حوزته ، ولكن في الحركة الهابطة تصبح عندئذ واعية بما تفتقده . وعندما تشعر بأنها في حال حسنة تكون قادرة على ان ترى الأشياء الجميلة في حياتها وتستجيب لها ، ولكن عندما تتكسر تصبح رؤياها الرقيقة غائمة ، ويكون رد فعلها موجها أكثر نحو ما تفتقده في حياتها .
تماما مثل ما يمكن أن ننظر الى كأس من الماء كنصف مملوء او نصف فارغ ، عندما تكون المرأة في طريقها الى الأعلى ترى الاكتمال في حايتها وعندما تكون في طريقها الى الاسفل ترى الفراغ ، وأي فراغ تغفل عنه وهي في طريقها الى الاعلى يقع تحت المجهر بصورة اكبر عندما تكون في طريقها الى النزول في بئرها .
ومن دون ان تعلم كيف أن النساء مثل الأمواج لا يستطيع الرجال أن يفهموا أو يدعموا زوجاتهم ، إنهم يرتبكون عندما تتحسن الأشياء في الخارج ولكن تسوء في العلاقة . وبتذكر هذا الفرق يمتلك الرجال المفتاح ليمنح شريكته الحب الذي تستحق عندما تكون في أمس الحاجة إليه .
الفصل الثامن
استكشاف حاجاتنا العاطفية المختلفة
الرجال والنساء عادة غير واعين بأن لديهم حاجات عاطفية مختلفة . ونتيجة لذلك فإنهم لا يعرفون فطريا كيف يدعم بعضهم بعضا . فالرجال عادة يعطون في علاقاتهم ما يريد الرجال . بينما النساء يعطين ما تريد النساء . فكل منهما يفترض خطأ أن لدى الآخر نفس الحاجات والرغبات . ونتيجة لذلك ينتهي كلاهما إلى عدم الرضا والاستياء .
والرجل والمرأة كلاهما يشعر بأنه يعطي ويعطي ولكن لا يحصل على المقابل . انهما يشعران بأن حبهما غير معترف به وغير مقدر حق قدره ، والحقيقة أن كلاهما يعطي الحب ولكن ليس بالأسلوب المرغوب .
أصناف الحب الإثني عشر
معظم حاجاتنا العاطفية المعقدة يمكن تلخيصها في حاجتنا الى الحب . إن لدى كل من الرجال والنساء ست حاجت حب فريدة ، كلها مهمة بقدر متساو .
يحتاج الرجال في المقام الأول إلى الثقة والتقبل والتقدير والاعجاب والاستحسان والتشجيع .
وتحتاج النساء في المقام الاول الى الرعاية والتفهم والاحترام والاخلاص والتصديق والتطمين .
والمهمة الضخمة لمعرفة ماذا يحتاج شريكنا تبسط بصورة كبيرة عن طريق فهم تلك الاصناف المختلفة للحب .
وبمراجعة مايلي تستطيع بسهولة ان تدرك لماذا يمكن ان لا يشعر شريكك بأنه محبوب . والأعظم أهمية أن ما يلي يمكن أن يوجهك لتحسين علاقاتك بالجنس الآخر عندما لا تعرف ماذا تفعل خلاف ذلك .
حاجات الحب الأولية عند النساء والرجال
هذه هي أنواع الحب المختلفة موضوعة جنبا إلى جنب :
تحتاج النساء الى أن يتلقين             يحتاج الرجال الى ان يتلقوا
الرعاية                                 الثقة
التفهم                                   التقبل
الاحترام                                 التقدير
الإخلاص                                الإعجاب       
التصديق                                الاستحسان
التطمين                                 التشجيع
 
تفهم حاجاتك الأساسية
من المؤكد ان كل رجل وامرأة يحتاج بصورة جوهرية الى كل اصناف الحب الإثني عشر . والتسليم بأصناف الحب الستة التي تحتاج إليها النساء في المقام الأول لا يعني أن الرجال لا يحتاجون الى هذه الأصناف من الحب . فالرجال أيضا يحتاجون الى الرعاية والتفهم والاحترام والاخلاص والتصديق والطمأنة . ويقصد "بالحاجات الأولية" أن إشباع حاجة أولية يكون مطلوبا قبل أن يتمكن الفرد من تلقي وتقدير أصناف الحب الأخرى .
يصبح الرجل متقبلا ومقدرا تماما لأصناف الحب الستة التي تحتاج اليها النساء في المقام الاول (الرعاية والتفهم والاحترام والاخلاص والتصديق والتطمين) عندما تكون حاجاته الاولية مشبعة أولا . وبطريقة مشابهة تحتاج المرأة الى الثقة والتقبل والتقدير والاعجاب والاستحسان والتشجيع ولكن قبل أن تقدر حقيقة قيمة هذه الاصناف حق قدرها يجب ان تحس بأن حاجاتها الاولية قد تم اشباعها اولاً .
إن فهم أصناف الحب الأولية التي يحتاج اليها شريكك يعتبر سرا عظيما لتحسين العلاقات على وجه الأرض ، فاذا تذكرت ان الرجال من المريخ فسيساعدك ذلك على ان تتذكري وتتقبلي ان للرجال حاجات حب أولية مختلفة .
من السهل على المرأة ان تعطي ما تحتاج اليه وتنسى ان مريخيها المحبوب ربما يحتاج الى شيء آخر ، وبطريقة مشابهة يميل الرجال الى التركيز على حاجاتهم ويضلون عن حقيقة ان نوع الحب الذي يحتاجون اليه ليس دائما مناسبا او تدعيميا لزهريتهم المحبوبة .
إن الوجه العملي والأكثر فعالية لهذا الفهم الجديد هو أن هذه الاصناف المختلفة من الحب تبادلية . على سبيل المثال حين يعبر المريخي عن رعايته وتفهمه تبدأ الزهرية آليا مبادلته بالثقة والتقبل التي يحتاج اليها في المقام الاول . نفس الشيء يحدث عندما تعبر الزهرية عن ثقتها يبدأ المريخي مبادلتها الرعاية التي تحتاج اليها .
1. هي تحتاج الى الرعاية وهو يحتاج الى الثقة
2. هي تحتاج التفهم وهو يحتاج التقبل
3. هي تحتاج الى الاحترام وهو يحتاج الى التقدير
4. هي تحتاج الى الاخلاص وهو يحتاج الى الاعجاب
5. هي تحتاج الى التصديق وهو يحتاج الى الاستحسان
6. هي تحتاج الى الطمأنة وهو يحتاج الى التشجيع
الفارس في الدرع اللامع
في أعماق كل رجل يوجد بطل أو فارس في درع لامع ، وهو يريد أكثر من أي شيء أن ينجح في خدمة وحماية المرأة التي يحب . فحين يشعر بأنها تثق به يكون باستطاعته ان يلمس هذا الجزء النبيل من نفسه . ويصبح أكثر رعاية وحين لا يشعر بأنه موثوق به يفقد بعضا من حيويته وطاقته ، وبعد فترة يتوقف عن الرعاية .
كيف يمكن ان تقوم دون علم بإطفاء شريكك
من دون الوعي بما هو مهم بالنسبة الى الجنس الآخر ، لا يدرك الرجال والنساء مدى إمكانية أن يجرحوا شركاءهم ، نحن نستطيع ان ندرك بأن الرجال والنساء دون علم يتواصلون بطريقة ليست فقط ذات نتيجة عكسية ولكن يمكن حتى ان تكون مطفئة .
تجرح مشاعر الرجال والنساء بسهولة عندما لا يحصلون على نوع الحب الأولي الذي يحتاجون إليه . والنساء عادة لا يدركن أساليب الاتصال غير التدعيمية المؤلمة لغرور الذكر .
عندما يفشل الحب
يفشل الحب لأن الناس يبذلون فطريا ما يريدون . ولأن حاجات الحب الأولية لدى النساء هي أن ترعي وتفهم وهلم جرا ، فإنها تمنح رجلها بصورة آلية الكثير من الرعاية والتفهم . هذا النوع من الدعم بالنسبة الى الرجل يبدو غالبا كما لو انها لا تثق به ، فحاجته الأولية هي ان يوثق به لا أن يرعى .
وعندما لا يستجيب بطريقة ايجابية لرعايتها لا تستطيع هي ان تفهم لماذا لا يقدر ذلك الصنف من الدعم وهو بالطبع يمنح صنفه الخاص من الحب والذي لا تحتاج هي اليه وبالتالي فهما يقعان في حلقة من الفشل في إشباع حاجات بعضهم البعض .
تعلم ان تنصت من دون أن تغضب
الأسلوب رقم واحد الذي يستطيع الرجل ان ينجح في اشباع حاجات المرأة الاولية هو عن طريق الاتصال . والاتصال مهم بصورة خاصة على سطح الزهرة كما وضحنا من قبل ، وبإتقان الانصات الى مشاعر المرأة يستطيع الرجل بفاعلية ان يغرق المرأة بالرعاية والتفهم والاحترام والاخلاص والتصديق والطمأنة .
كيف تنصت من دون أن تغضب
ماذا تتذكر ؟
ماذا تفعل وماذا لا تفعل ؟
فن تمكين الرجل
تماما كما ان الرجل يحتاج الى ان يتعلم فن الانصات لكي يشبع حاجات الحب الاولية للمرأة ، تحتاج النساء الى ان يتعلمن فن التمكين .
عندما تستخدم المرأة دعم الرجل فإنها تمكنه من ان يكون كأفضل ما يستطيع ان يكون . يشعر الرجل بالتمكين عندما يكون موثوقا به ومقبولا ومقدرا ومعجبا به ومستحسنا ومشجعا .
كثير من النساء يحاولن مساعدة رجلهن بتحسينه ولكن دون علمهن يضعفنه او يجرحنه . إن أي محاولة لتغييره تذهب بالثقة والتقبل والتقدير والاعجاب والاستحسان والتشجيع الودي التي هي حاجاته الأولية .
وسر تمكين الرجل هو أن لا تحاولي أبداً تغييره أو تحسينه .
من المؤكد أنك ربما تودين منه ان يتغير ، لا تطيعي تلك الرغبة ، واذا طلب هو النصح بصورة مباشرة ومحددة فقط يكون منفتحا للمساعدة في التغيير .
قدمي الثقة وليس النصح
يعتبر النصح لفتة ودية على سطح الزهرة ولكن الأمر ليس كذلك على سطح المريخ ، والنساء بحاجة الى ان يتذكرن ان اهل المريخ لا يقدمون النصح إلا إذا طلب ذلك مباشرة . وطريقة التعبير عن الحب هو أن تثق بأن الشخص الآخر من اهل المريخ سيحل مشكلاته بنفسه .
هذا لا يعني ان على المرأة ان تخمد مشاعرها ، من المقبول بالنسبة اليها ان تشعر بالاحباط او حتى بالغضب ، مادامت لا تحاول تغييره ، واي محاولة لتغييره تعتبر غير تدعيمية وذات نتيجة عكسية .
عندما تحب امرأة رجلا ، فإنها تبدأ في الغالب في محاولة تحسين علاقتهما ، وفي فورة حماسها تجعله هدفا لتحسيناتها ، وتبدأ عملية تدريجية لإعادة تأهيله ببطء .
لماذا يقاوم الرجال التغيير
إنها تحاول بطرق لا تحصى أن تغيره أو تحسنه ، وهي تظن أن محاولاتها لتغييره تعبير عن الحب ، ولكنه يشعر بأنه محكوم ومتلاعب به ومرفوض وغير محبوب وسيرفضها بعناد لأنه يشعر بأنها ترفضه .
كلما حاولت المرأة أكثر أن تغير الرجل ، كلما كانت مقاومة الرجل أكبر .
نوعان من الرجال / نوع واحد من السلوك
هناك نوعان من الرجال :
أحدهما يصبح دفاعيا ومعاندا لدرجة لا تصدق عندما تحاول المرأة تغييره ، بينما سيوافق الآخر على التغير ولكن ينسى لاحقا ويرتد الى السلوك القديم . والرجل يقاوم إما بطريقة إيجابية أو سلبية .
وعندما لا يشعر الرجل بأنه محبوب كما هو فسيكرر السلوك غير المقبول بوعي أو بلا وعي . انه يشعر بإجبار داخلي لتكرار السلوك حتى يشعر بانه محبوب ومقبول .
الرجال لا يرغبون في ان يحسنوا
كما أن الرجال يرغبون في ان يوضحوا لماذا يجب على النساء ان لا ينزعجن ، ترغب النساء في ان توضحن لماذا يجب على الرجال ان لا يتصرفوا بالطريقة التي يتصرفون بها ، تماما كما يخطيء الرجال بمحاولة "اصلاح" المرأة تخطيء النساء بمحاولة "تحسين" الرجال .
الرجال يرون العالم من خلال عيون مريخية ، وشعارهم هو "لا تصلحه اذا لم يكن معطوبا"
أفضل أسلوب لمساعدة الرجل لكي ينمو هو التخلي عن محاولة تغييره بأي أسلوب .
يحتاج الرجل الى ان يقبل بغض النظر عن عيوبه ، وتقبل عيوب الشخص ليس سهلا ، خاصة عندما ندرك كم بإمكانه ان يصبح أفضل ، ولكن يصبح الأمر أيسر عندما نفهم ان افضل اسلوب لمساعدته لكي ينمو هو التخلي عن محاولة تغييره بأي أسلوب .
فيما يلي قائمة بالاساليب التي بها تستطيع المرأة ان تدعم الرجل في النمو والتغير بالامتناع عن محاولة تغييره بأي أسلوب .
كيف تتوقفين عن محاولة تغيير الرجال
ماذا تحتاج المرأة الى ان تتذكر ؟                        ماذا تستطيع المرأة ان تفعل ؟
الفصل التاسع
كيف تتجنب المجادلات
ماذا يحدث عندما نتجادل
لماذا تؤلم المجادلات
أربع كلمات لتجنب الألم
لماذا نتجادل
الأسباب الخفية لجدال الرجل
الأسباب الخفية لجدال المرأة
تركيبة مجادلة
كيف يبدأ الرجال الجدال دون علم
كيف تبدأ النساء الجدال دون علم
متى يكون هو في أمس الحاجة الى استحسانها
كيف تعبر عن الاختلافات من دون جدال
تقديم الدعم في الاوقات الصعبة
تفادي الخصام عن طريق الاتصال الودي
الفصل العاشر
إحراز النقاط مع الجنس الآخر
الأشياء الصغيرة تحدث تأثيرا كبيرا
أسلوب لتسجيل النقاط مع المرأة
سحر القيام بالإشياء الصغيرة
ماذا يحتاج الرجل
مايريد الرجل من المرأة أن تقبله
إعادة توجيه الطاقة والانتباه
عندما يفرط الرجل في العمل
كيف تستطيع المرأة المساعدة
عندما تعطي المرأة نقاطا
الشفاء من أنفلونزا الاستياء
ماذا يمكن لها أن تفعل
ماذا يمكن له أن يفعل
لماذا يعطي الرجال أقل
كيف يمنح الرجال النقاط
كيف تسجل النساء نقاطا كبيرة مع الرجال
متى تستطيع النساء تسجيل نقاط كبيرة مع الرجال
ما الذي يجعل الرجال دفاعيين
عندما يمنح الرجال الكثير من النقاط
تذكر اختلافاتنا
الفصل الحادي عشر
كيف تنقل مشاعر صعبة
الخطوة 1 : كتابة رسالة حب
الخطوة 2 : كتابة رسالة جوابية
كيف نعلم عن حاجات شريكنا
رسالة حب وجواب رسالة عن مقاومته
الخطوة 3 : مشاركة رسالة الحب وجواب الرسالة
ماذا تفعل اذا كان شريكك لا يستطيع الاستجابة بطريقة ودية
جعل رسائل الحب مأمونة
إقرار نية لكتابة ومشاركة رسالة حب
إقرار نية بسماع رسالة حب
رسالة حب موجزة
متى تكتب رسائل حب
لماذا نحن بحاجة الى كتابة رسائل حب
توقعات عقلانية
كيف نتعلم الاتصال
لو كان ماضينا مختلفا
الاخبار بالحقيقة الكاملة
لماذا تنفع رسائل الحب
كيف يمكن للمشاعر ان تخفي مشاعر أخرى
أساليب نخفي بها مشاعرنا الحقيقة
علاج المشاعر السلبية
كيف يؤثر ماضيك عليك اليوم
إسكات مشاعرك بواسطة الادمان
أسرار المساعدة الذاتية
قوة الخصوصية
قوة المودة
قوة المجموعة
أنصت بهدوء
الفصل الثاني عشر
كيف تطلب الدعم وتحصل عليه
لماذا لا تطلب النساء
الخطوة 1 : الطلب بأسلوب صحيح للأشياء التي تحصلين عليه الآن
أفكار مفيدة لاستثارة دافعية الرجل
أخطاء شائعة في الطلب
أسئلة شائعة عن طلب الدعم
الخطوة 2 : تدربي على طلب المزيد (حتى عندما تعلمين أنه سيقول لا)
علاقات صحية
الخطوة 3 : تدربي على الطلب التوكيدي
برمجة الرجل ليقول نعم
الوقفة الخلاقة
لماذا يكون الرجال حساسين للغاية
الفصل الثالث عشر
الابقاء على سحر الحب حيا
كيف تظهر مشاعرنا المكبوتة
لماذا قد يتشاجر الازواج في الاوقات السعيدة
قاعدة 90/10
كيف نستطيع مساندة بعض
رسالة شفاء
انت لست متضايقا ابدا للاسباب التي تعتقد
استجابة رد الفعل المؤجل
عندما يشعر الازواج فجأة بالإستياء
أزمة التوقعات العالية
لماذا قد يحتاج الناس الاصحاء الى الارشاد
فصول الحب
ربيع الحب
صيف الحب
خريف الحب
شتاء الحب
العلاقات الناجحة
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق