التربية الذكية

الكتاب: التربية الذكية
المؤلف: لاري جيه كوينج
الناشر: مكتبة جرير 2004 م
عرض: عبدالوهاب المكينزي

أخذت محاولة تقنين العملية التربوية أبعادًا جديدة مع تمازجها بنتائج أبحاث علم النفس وفنون الإدارة. وما يحمله هذا الكتاب يعدّ وصفًا لآليات تطبيق نظام تربوي جديد أصبحت الندوات عن جدواه هي الأكثر اجتذابًا للجمهور في الولايات المتحدة الأمريكية، خصوصًا مع تبدّل سلوك الأطفال الخاضعين له سريعًا (خلال أسبوع أو أسبوعين)، وتحسّن مفاهيمهم عن ذواتهم، ما أدى في نهاية المطاف إلى تقوية أواصر العلاقات داخل الأسرة الواحدة.
عن الكثير من بقية أنظمة تعديل السلوك المقننة يمتاز نظام «التربية الذكية» بسهولة شرحه وفهمه وتطبيقه ومتابعته، حتى مع توقع محاولة الأطفال الضغط على الوالدين بالعدول عنه بحجة ألا أحد من أولياء أمور زملائهم يمارس مثل هذا النظام. ولعل ما يثري مادة هذا الكتاب ما يسوقه المؤلف في متنه من مواقف حياتية وتجارب واقعية تحمل إجابات وافية لاستفهامات يمكن أن تعترض عزيمة من ينوي تطبيق برنامجه.
استخدام النظام
كأي برنامج لتعديل السلوك لابد من تحديد السلوكيات (السيئة) التي يرى الوالدان أنها تحتاج إلى تغيير، وعلى سبيل المثال يقدم المؤلف لقارئه عددًا من هذه السلوكيات (المراد تغييرها) ليختار منها، ويرسم خطة برنامج «التربية الذكية» في التنسيق التالي:
٭ توضع في قائمة السلوكيات المحظورة (المطلوب تغييرها) خمسة بنود (سلوكيات) للأطفال من 3 إلى 6 سنوات، وعشرة بنود (سلوكيات) للأطفال من 9 إلى 16 سنة. على أن يقابل هذه البنود (السلوكيات المحظورة) بنود مرغوبة تكون عبارة عن امتيازات يحرص الأطفال على ممارستها أو نيلها. وبالطبع تختلف امتيازات الأطفال الأصغر سنًّا عمن يكبرونهم، فبنود امتيازات الأطفال الصغار تشمل أمورًا كالسهر حتى موعد نوم الكبار، ومشاهدة التلفزيون، وممارسة ألعاب الفيديو وغيرها. في حين تشمل بنود الأطفال الكبار أمورًا أبعد مدى: كالذهاب إلى النوادي، والمذاكرة مع الأصدقاء، وركوب الدراجات وغيرها.
٭ لفاعلية البرنامج يطبق على الأطفال الصغار (3-8) يوميًا، وعلى الأطفال الأكبر سنًّا أسبوعيًا.
٭ تلحق في كل جدول قاعدة يتفق الوالدان على تحديدها. وكما في الخطوة السابقة (السلوكيات المراد تغييرها) يقدم المؤلف نماذج من القواعد المناسبة لبرنامجه مشترطًا ألا تتجاوز القاعدة خمس قواعد بالنسبة للأطفال من 3 إلى 8 سنوات، وست قواعد بالنسبة للأطفال من 6 إلى 16 سنة. وفي حالة كون الطفل يعاني اضطراب نقص الانتباه والنشاط الزائد تقلّص القواعد إلى واحدة بغض النظر عن السن.
٭ من المهم للوالدين أن يشرحا لأبنائهما أسس تطبيق برنامج «التربية الذكية» ومغزى النموذج المعدّل، كما أنه من المهم وضع الجداول في مكان ظاهر، لكي يسهل تحديد البند (السلوك) الذي تم كسره. فإذا ما قام أحد الأطفال بكسر أي قاعدة من قواعد البرنامج توضع له علامة «X» في المربع «أ»، وإذا قام بكسر قاعدة أخرى أو بكسر القاعدة مرة ثانية توضع له علامة «X» في المربع «ب»، وفي المرة الثالثة في المربع «ج». وحين تمتلئ المربعات الثلاثة من الجدول بالمخالفات فمعناه أن أي زيادة تعني مواجهة العواقب السلبية بفقد الامتيازات التي يشتمل عليها هذا النموذج.
نموذج لجدول أسبوعي للأطفال بين سن التاسعة والسادسة عشرة
الاسم:
من: إلى:
التاريخ (السبت) التاريخ (الجمعة)

قاعدة الأسبوع: ممنوع الكلام بطريقة وقحة تخلو من الاحترام
أحسن أداء في الأسبوع الماضي: التصرف بلطف واحترام، وأداء الأعمال المنزلية في التوقيتات المحددة لها.
٭ كل القواعد سارية، مع التركيز هذا الأسبوع على هذه القاعدة بشكل خاص
أ ب ج د هـ و
ز ألعاب الفيديو
ح استخدام الهاتف
ط دعوة الأصدقاء
ي مشاهدة التلفزيون
ك عطلات نهاية الأسبوع
ل


٭ الأطفال من 9 إلى 16 تُشرح لهم طريقة استخدام الجدول، مع الاحتفاظ به مع قائمة القواعد في مكان ظاهر (وبنفس الطريقة التي تمت مع الأطفال من سن 3 إلى 6). مع ملاحظة أن جدول الأطفال من سن 9 إلى 16 من سبعة مربعات. وهذا معناه أن مخالفة القواعد لسبع مرات لن تفقد الأطفال الامتيازات، إلا أنها تحذرهم بأن الزيادة على المربع السابع تعني فقد الامتيازات.
نموذج لجدول أسبوعي للأطفال بين سن الثالثة والثامنة

الاسم:
اليوم



قاعدة الأسبوع: وضع اللعب في الأماكن المخصصة لها بعد انتهاء اللعب.
أحسن أداء بالأمس تحقق مع القاعدة: النوم في الوقت المقرر لذلك.
٭ كل القواعد سارية، مع التركيز اليوم على هذه القاعدة بشكل خاص
أ ب ج الدراجة
د
الأصدقاء
هـ الخروج
و التلفزيون
ز الحلوى
ح


ومن نتائج التجارب المتكررة يبين المؤلف أن هذا النظام التربوي المستحدث سوف يواجه في الغالب بالإعجاب من الأطفال الصغار، لأنه يركز على الانتباه عليهم ويشعرهم أنهم موضع الاهتمام. أما الأطفال في سن العاشرة فأكثر فمن المحتمل أنهم سوف يستجيبون بطريقة سلبية للقواعد. وللتخلص من هذه السلبية يمكن إعطاؤهم فرصة للتعبير عن رأيهم حول هذه القواعد والسماح لهم بالمشاركة في وضع النظام ككل حتى يسهل قبولهم لتنفيذ برنامج «التربية الذكية» طواعية واختيارًا.
كما تشير نتائج التجارب إلى أن استجابة الأطفال لنظام التربية الذكية ستتنوع بشكل جلي، فبعضهم سوف يكرهون أن توضع في جداولهم ولو علامة «x» واحدة. وهؤلاء الأطفال هم بطبيعتهم حسنو السلوك، ولديهم قدرة على إرغام أنفسهم على الاستجابة لتنفيذ القواعد. والبعض الآخر من الأطفال سوف يخالفون عددًا قليلًا من القواعد، لكن مخالفتهم تتوقف حين يشارفون على فقد امتيازاتهم. ويبقى بعد ذلك الأطفال (المتحدون) الذين سوف ينتهكون من القواعد ما يكفي لجعلهم يفقدون امتيازاتهم في منتهى السرعة. وهم بهذا الانتهاك (في الحقيقة) يختبرون مصداقية والديهم في تطبيق النظام. والحل الأمثل لهؤلاء هو حرمانهم من الامتيازات حتى في بداية تطبيق الجدول اليومي. وإذا ما استمروا في مخالفة القواعد فمن المناسب جعلهم يلازمون حجراتهم حتى مع وجود الأمور المسلية فيها، وذلك حتى لا يعتقدوا أنهم مع إساءتهم للتصرف سوف يبقون مع أفراد الأسرة في نفس المكان.
ومن الإرشادات التي يقدمها المؤلف لجعل نظام التربية الذكية أكثر فعالية ومصداقية وضبطًا:
٭ الامتناع عن إعطاء التحذيرات أو الفرصة الثانية حتى لا يبدو الأمر على درجة أقل من الأهمية والجدية.
٭ تعميم الأطفال الذين يطبق عليهم النظام بعلامة «x» حين يحدث كسر للقاعدة لا يمكن معه كشف صاحبه، حتى ينتفي ظنهم بإمكانية استمرار السلوكيات الرديئة.
٭ منح الأطفال التقدير اللازم على ما التزموا به من قواعد.
٭ التوقف عن التوبيخ وإعطاء المحاضرات إذا ما حصلوا على علامة «x»، أو إذا ما فقدوا الامتيازات لجعلهم هم من يوبخ أنفسهم على ما خسروه.
٭ تحديد المخالفة التي تمت مخالفتها في المربع الخاص بها حتى يتسنى تذكرها وبالتالي تجنبها.
٭ إعطاء القاعدة المدونة أهمية أكبر مع الالتزام بكل القواعد المتعارف عليها.
٭ عدم إعطاء الطفل الامتياز الذي يفقده إلا مع بدء العمل في ظلّ الجدول الجديد.
غرس المعتقدات الإيجابية
يتكون برنامج «التربية الذكية» من شقين أساسيين: الأول يتعلق بالقواعد التي يتعين على الأطفال السير عليها، والعواقب المحتملة لدى مخالفتها. ويتعلق الثاني بغرس المعتقدات الإيجابية في نفوس الأطفال. وفي هذا الشق (غرس المعتقدات الإيجابية) يؤكد المؤلف أن الأطفال الذين تتكون لديهم أفكار ومعتقدات إيجابية عن أنفسهم يتصرفون بطريقة أفضل من أولئك الأطفال الذين يحملون أفكارًا ومعتقدات سلبية عن أنفسهم. ولمنح الوالدين فرصة التدخل في تكوين معتقدات الطفل عن نفسه (إضافةً وأخذًا) يُطلع المؤلف القارئ (مطبق البرنامج) على تسلسل تكوّن المعتقدات في المراحل التالية:
٭ جمع المعتقدات: تبدأ مع الأطفال في سنواتهم المبكرة وتستمر معهم طوال مرحلة الطفولة، وقد تتعداها إلى مرحلة النضج. وما يحدث في هذه الخطوة أن الأطفال يقومون بعملية جمع معلومات عن أنفسهم يحصلون عليها عادة من الوالدين والإخوة والمعلمين والزملاء.
٭ يتوصل الأطفال إلى بعض النتائج عن أنفسهم إيجابية كانت أم سلبية.
٭ يبحث الأطفال عن الدلائل التي تدعم ما توصلوا إليه من استنتاجات. وبمجرد حصولهم على هذه الدلائل يصبح من السهل عليهم بعد ذلك تفسير أي دليل إضافي يقع في طريقهم على أنه مجرد دعم لما توصلوا إليه.
٭ بعد ذلك تبدأ عند الطفل «مخاطبة الذات» لتقوية النتائج التي توصل إليها عن نفسه، ثم تتحول هذه النتائج إلى ما يسمى «المعتقدات الراسخة» التي سوف تحكم حياة الطفل بعد ذلك بصورة تلقائية.
ومما يقوض تحسين الصورة عن الذات (في نظر المؤلف) بعض الأساليب التربوية المتوارثة لدى الوالدين، التي تنطلق من فلسفة أنه لابد من مرشد يدلّ الأبناء على عيوبهم، وأن نقد الأبناء الدائم سيؤدي إلى التحفيز على التغيير للأفضل، وأن القسوة عليهم هي في حقيقتها دفع إلى فعل الأصوب!!
هذه الطريقة المتداولة بشكل متوارث تكمن مخاطرها في أن يصدق الابن ما يخبره والداه عنه فيتصرف طبقًا له. وعوضًا عنها يقترح المؤلف طريقة حيوية تقوم على خطوات ثلاث:
٭ تمرير المعلومات الإيجابية إلى الطفل عن طريق الحوار المباشر. ويفضل المؤلف هنا اقتناص ساعة قبل نوم الطفل مباشرة، لأن الكلمات سوف ترحل إلى ذهنه وتتردد مرات ومرات قبل استغراقه في النوم.
٭ التحدث مع شخص آخر عن إيجابيات الطفل، والحرص على أن يصل هذا الحديث إلى الطفل بشكل غير مباشر.
٭ تدوين المعلومات الإيجابية التي يرغب الوالدان أن يتصف بها الطفل على ورقة تلصق في مكان ظاهر في أنحاء البيت.
ولا يرى المؤلف مبررًا من احتراز الوالدين من الاعتقاد بأن استمرار تمرير المعلومات الإيجابية للأطفال عن أنفسهم سوف يؤدي بهم إلى الغرور وتضخم الذات، حيث لم تثبت أي من مقابلاته مع العديد من مراجعيه أن يكون في إطراء الوالدين الزائد سببًا لأي مشكلة عانوها. أما ما توارد من إخفاق خطوات طريقته (المقترحة) في بعض الأسر التي طبقتها فيعزوه المؤلف إلى أمرين: أولهما أن يكون الأبناء في سن المراهقة وهم بحاجة إلى أنظمة تربوية خاصة (إضافية). وثانيهما: ألاّ يصدق الأبناء المديح والإطراء لأن اختباراتهم لوالديهم لا تعين على التصديق. فالذي يحدث (في الأمر الثاني) أن الآباء يبدؤون مع أبنائهم بداية إيجابية وعندما يجدون من الأبناء مردودًا سلبيًا يعودون (وبسرعة بالغة) إلى معاملتهم السلبية المعهودة!!
٭ مناطق التميز عند الأطفال
يسود اعتقاد لدى معظم الذين يخرجون إلى هذه الحياة بأنهم مجرد أناس عاديين أو حتى أقل من ذلك، وأن قلة منهم من يمتلكون المواهب العظيمة، أما البقية الغالبة فإنهم لم يعطوا إلا مهارات متواضعة على أحسن حال. ويحاول المؤلف بتأكيده على وجود «مناطق التميز» التي تعني أن كل شخص يمتلك مواهب عظيمة - إضعاف حظوظ هذا الاعتقاد السائد.
فالأطفال الذين يولدون ولديهم مواهب واضحة تمامًا في مرحلة مبكرة يدركون أن لديهم منطقة تميز بإمكانهم استغلالها لكي يكونوا أشخاصًا ناجحين في الحياة. والأكثر من ذلك أن الوقت والمشكلات تذوب وتتلاشى عندهم وتصبح عقولهم وأجسادهم مستغرقة تمامًا حين ينخرطون في نشاطات تتعلق بمواهبهم!! ومرد ذلك إلى مادة تفرزها أجسادهم تعرف بـ «الإندروفينات» تجعلهم يشعرون بحالة من النشوة واللذة المصاحبة لممارستهم لمواهبم وهواياتهم. ومع الأسف فقليل جدًا هم الأشخاص الذين يعرفون حين يكبرون (بالتحديد) مناطق تميزهم، والأقل منهم الذي يستثمرون مواهبهم لكي يصبحوا سعداء وناجحين!! فالغالبية العظمى يسيرون وفق ما يرسمه لهم الآخرون من آمال وتوقعات، لذا فهم يقحمون أنفسهم في مجالات لا تناسبهم لينتهوا إلى أحد الاحتمالات التالية:
٭ ارتكابهم الأخطاء إلى درجة الوصول إلى الإحباط والحرج.
٭ تعرضهم المستمر للنقد.
٭ مقارناتهم بمن يحقق المستويات العليا.
٭ التصريحات السلبية.
٭ نفاد صبرهم.
وتؤدي هذه الحالات إلى إضعاف الموهبة الحقيقية التي حبانا الله إياها (بالفعل) حتى يدور دولاب بحث من فقد مناطق تميزه عن طرق أخرى يمكن من خلالها تحديد الوظائف التي سوف يمتهنها حين يكبر، ليجد الإجابة في تفكيره بالمهن التي تدر دخلًا أكبر والتي يكثر عليها الطلب في السنوات القادمة، أو بتقليد الأصدقاء فيما يفعلونه، أو السير باتجاه توقعات الأسرة، أو التفتيش عن الإعلانات لمعرفة الوظائف المتاحة على أساس المؤهلات والخبرات!! ويبقى القليلون من تؤاتيهم الشجاعة للخوض في اختبارات حقيقية لإثبات جدارتهم في هذا الشيء أو ذاك، وينتهي الحال بالأغلبية إلى الفشل أو الانتقال من وظيفة لأخرى، وقضاء سنوات في عمل لا يكسبهم الخبرة المرضية ليكتشفوا في النهاية أنهم ليسوا سعداء!!
ويفرق المؤلف بين هذه الحال وحال من يكتشف «مناطق التميز» إذ يظهر عليه الإصرار الهائل، والتحمس، والقدرة على التركيز، ومواجهة التحديات، وتطور المهارات، والطاقة، والعلاقات الاجتماعية. وحتى يمكن تقريب الرؤية يعرض المؤلف عددًا من النماذج تواترت الاختبارات المتخصصة على الربط بينها وبعض المهن والمجالات الوظيفية:
٭ التميز في التعامل مع الناس: فالموهوبون في هذا الجانب لديهم قدرة فريدة في التعرف على الحالة المزاجية للآخرين، ومعرفة نواياهم وعواطفهم وطبيعة شخصياتهم. وأفضل المجالات لعملهم، هي: التدريس، التدريب، الإشراف، البيع، إدارة الندوات واللقاءات.
٭ التميز الجسدي: في الأداء الجسدي الجيد، والتنسيق بين حركات اليد ونظرات العينين. ومن المجالات المناسبة لمن يظهر عليه مثل هذا التميز: تنظيم الألعاب الرياضية، التمثيل، الأعمال الحرفية اليدوية كالتركيب والتصليح والترميم والنجارة وغيرها.
٭ التميز في استخدام الكلمات: وفهم مدلولات العبارات ومعرفة مغازيها، ويناسب الموهوبون فيه المجالات الوظيفية: التفاوض، والكتابة، وتوجيه التعليمات.
٭ التميز في فهم الانفعالات والجوانب الروحية: كالقدرة على سبر أغوار النفس الخفية والتأمل العميق. ويمكن الاستفادة من المميزين فيه في تقديم المشورة وحل المشكلات، وفي وضع الأهداف والتخطيط والتنظيم والتقييم، وكذلك في الكتابة.
٭ التميز في تكوين الصور: يظهر الموهوبون في هذا الجانب قدرات في تحويل الأفكار إلى صور، وفي تخيل الفضاء الثلاثي الأبعاد. والمميزون فيه سيكونون الأفضل في مجالات: التصميم، والاختراع، ووضع الخرائط، والملاحة، وتدريس الهندسة، والدعاية والإعلان.
٭ التميز في النواحي المنطقية: كالمهارة في التعامل مع الأرقام ومع القضايا المنطقية، وفي وضع الافتراضات والتفكير على أساس الأسباب والنتائج. ويناسب أصحاب هذا التميز التعامل مع أجهزة الحاسب الآلي، واستخدام الإحصاء، والمحاسبة.
وفي إجراء عملي (تطبيقي) لتحديد مناطق التميز عند الأبناء يضع المؤلف بين يدي الوالدين نموذجًا مكوّنًا من 56 بندًا للأطفال الصغار كأمثلة للنشاطات والمهارات والقدرات بإمكان الوالدين ملاحظتها، بحيث تعطى كل فقرة منها درجة محددة (من 1 إلى 6) فتكون:
٭ الدرجة 1 تعطى للبند غير المتحقق إطلاقًا بالطفل، والدرجة 6 تعطى للبند المتحقق بشكل واضح. على أن تتوزع بقية الدرجات حسب قوة وضعف بروز مناطق التميز.
٭ بعد أن توزع الدرجات على البنود تضاف 6 درجات لأعلى ثلاثة بنود درجة ( البنود المتحققة بشكل واضح).
٭ تجمع درجات كل عمود ثم تقسّم على 8 للحصول على المتوسط (كما يبين الجدول رقم3).

٭ الرقم الأعلى بعد عملية إخراج المتوسط سيكون الدالة على مناطق التميز عند الطفل.
ولتسهيل عملية تحديد مناطق التميز عن الأطفال يقدم المؤلف هذه المقترحات المعينة لمعرفة أبرزها:
٭ وضع المناطق التي حصل عليها الطفل بأعلى متوسط من الدرجات، واستحضارها في الذهن بشكل دائم.
٭ البحث عن الدلائل التي تشير إلى أن الطفل يؤدي هذه المجالات الثلاثة بشكل جيد.
٭ إخبار الطفل بالمجالات التي أدى فيها بشكل جيد.
٭ إشعار الطفل بالتنبؤ له بنجاح حياتي بعد استخدام موهبته في المجالات المحددة.
٭ تجاهل ردود الطفل السلبية والتخلص منها بالبحث عن أي معلومة بسيطة تؤكد تفوقه بالمجالات المحددة.
ويشير المؤلف إلى إمكانية إعداد قائمة خاصة بالأطفال الأكبر سنًّا لتحديد مناطق التميّز عندهم بنفس الطريقة السابقة مع إلحاقها بـ23 سؤالًا عن الدراسة والرؤية أثناء الشباب والحياة المهنية والتغيرات الوظيفية والمحيط وظروف العمل.
مشكلات الواجب المنزلي
على اعتبار أن تقصير الأطفال فيه من أكثر الأمور إحباطًا للوالدين، وعلى أساس العلاقة (المطردة) بين الواجب المنزلي والنجاح في الحياة يولي المؤلف مشكلات الواجب المنزلي أهمية بالغة فيخصص لها حيز الفصل الثالث (الأخير) بأكمله مقدمًا حلولًا أثبت بتجربته الشخصية فاعليتها.
وحين يوصل الوالدان إلى أبنائهم رسالة مفادها أن عليهم أن يتحملوا المسؤولية في أداء الواجب بطريقة صحيحة ومقننة وفي الوقت المقرر، فإن الأبناء سيتعلمون تحمّل المسؤولية والاعتماد على النفس، والطرق (الخاصة بهم) في التوصل للمعرفة وترسيخها، وفن إدارة الوقت. كما أنهم سيتدربون في الواجب المنزلي على المكافحة والإصرار للوصول إلى الحل. وهو ما يعتبر من الغايات النهائية للتربية!!
وتقوم حلول المؤلف في معالجة الواجبات المنزلية على ربط الواجب المنزلي بنظام التربية الذكية (السابق) بواسطة تقرير مدرسي (النموذج1) يعده أحد الوالدين بعد الاسترشاد بالتالي:


٭ يحدد ولي الأمر موعد لمقابلة المدرس (أو المدرسين) المسؤول عن متابعة الطفل في المدرسة، ويعرض عليه التقارير المدرسية التي سوف تحتاج منه أن يقوم بملئها، والجداول الخاصة بنظام التربية الذكية. مبيّنًا له كيف سوف يفقد الطفل امتيازات معينة في البيت مقابل إساءة السلوك في المدرسة.
٭ إذا كان الطفل في المرحلة الابتدائية فتكون تعبئة التقارير المدرسية يوميًا. وإذا كان في مرحلة أكبر ولديه أكثر من مدرس فتكون تعبئة التقارير المدرسية كل أسبوع.


٭ من المهم أن يوضح الوالدان لطفلهما أن كل إجابة بـ«لا» توضع في تلك تقاريره سوف ينتج عنها وضع علامة «X» عن هذا اليوم في الجداول اليومية الخاصة بنظام التربية الذكية، وللأطفال الأكبر سنًّا سبع علامات في الجداول الأسبوعية الخاصة بنظام التربية الذكية.
٭ على الوالدين تقبل اعتراضات طفلهما أثناء عرض هذه المسألة عليه. فمن المستحسن أن يعرف الطفل أن والديه حريصان على سماع وجهة نظره وتقديرها، دون التنازل عن البرنامج.
٭ يدعم ثناء الوالدين وإطراؤهما نتائج الطفل الإيجابية. ومع تكرار النماذج ومتابعتها يمكن التأكد تمامًا من أن مشكلة إهمال الواجب المنزلي قد تمت معالجتها.
وفي طرق التعامل مع الواجب المدرسي يصنّف المؤلف الأطفال إلى ثلاثة نماذج: الأطفال الذين يعتادون الواجب بسهولة بالغة، والأطفال الذين يرونه شرًّا لا بد من إنجازه، والأطفال الذين يتجنبونه بأي وسيلة ممكنة. ومع الصنف الأخير يضع المؤلف ثلاث قواعد أساسية يحتاج إليها الوالدان لتحويل أطفالهم إلى الصنف الأول.
القاعدة الأولى: تخصيص وقت محدد لأداء الواجب المنزلي للبدء فيه والانتهاء منه. والأسلوب الأمثل هنا أن يبدأ الأطفال في أداء الواجب المنزلي في وقت مبكر بقدر الإمكان بعد العودة من المدرسة. ويفضل المؤلف أن يكون البدء في حل الواجبات واحدًا في كل يوم.
القاعدة الثانية: تخصيص مكان محدد لأداء الواجب المنزلي. والمكان النموذجي لذلك هو المكان البعيد عن المقاطعات وتشتيت الانتباه، والذي يجد فيه الطفل ما يحتاج إليه من أوراق وأقلام وغيرها من أدوات. والفكرة من توفير المكان والأدوات هي أن يشعر بمسؤولية كبرى حيال ما طلب منه.
القاعدة الثالثة: أن يؤدي الطفل واجباته بنفسه ويمكن أن يكون دور الوالدين متمثلًا بالرد على الأسئلة المتعسرة ومراجعة الواجب للتقويم.
ولعل ما يؤكد أن بناء الكتاب استفاد بشكل كبير من الملاحظة والخبرة الشخصية إفراد المؤلف الجزء الرابع منه لسبعة أخطاء يراها الأكثر تكرارًا في تربية الأبناء، كما يعرض حصيلته من الأجوبة عن أسئلة الوالدين فيما يقارب خمسين صفحة.
التميز في استخدام الكلمات التميز في النواحي المنطقية التميز في تكوين الصور التميز الجسدي التميز في مجال الموسيقى التميز في التعامل مع الناس التميز في الانفعالات والجوانب الروحية
1 2 3 4 5 6 7
8 9 10 11 12 13 14
15 16 17 18 19 20 21
22 23 24 25 26 27 28
29 30 31 32 33 34 35
36 37 38 39 40 41 42
43 44 45 46 47 48 49
50 51 52 53 54 55 56
المجموع - - - - - - -
÷ 8 ÷ 8 ÷ 8 ÷ 8 ÷ 8 ÷ 8 ÷ 8
المتوسط - - - - - - -


تقرير مدرسي يومي

العمل المدرسي تم أداؤه في الوقت المقرر نعم لا
العمل المدرسي تم أداؤه بشكل صحيح نعم لا
السلوك داخل الفصل كان مقبولاً نعم لا

تعليقات:



توقيع المدرس التاريخ

تقرير مدرسي أسبوعي

من فضلك أجب بـ«نعم» أو «لا» عن الأسئلة التالية وضع توقيعك، يتم ملء الجدول بناء على الأداء على مدار الأسبوع ككل.
أ. العمل المدرسي تم أداؤه في الوقت المقرر.
ب. العمل المدرسي يتم أداؤه بشكل صحيح.
ج. السلوك داخل الفصل كان مقبولاً.
المادة المدرس نعم/لا التوقيع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق